Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل السنوار كشف عن أن السابع من أكتوبر كان خطأ فادحا ارتكبته "حماس"

مع مقتل عدو إسرائيل رقم 1 في رفح فإن تدبيره لمجزرة العام الماضي سيسجل كخطأ فادح للحركة المسلحة. ليته تصرف بصورة مختلفة

يحيى السنوار زعيم حركة "حماس" في غزة مات على كرسي بذراعين بعد فراره من القوات الإسرائيلية في رفح (الجيش الإسرائيلي عبر أسوشيتد برس)

ملخص

ثمة تساؤلات حول التكتيكات التي اتبعها يحيى السنوار في الهجوم على إسرائيل خلال السابع من أكتوبر الماضي الذي يعد تصرفاً انتحارياً. وتبقى آثار العنف على الجانبين مريرة مع تزايد الدعوات إلى إعادة التفكير في نهج المقاومة.

بعد أن أمر نابليون بقتل أحد خصومه بحكم قضائي، علق وزير خارجيته الساخر تاليران بتعليقه الشهير بأن الإعدام "كان أسوأ من الجريمة، فقد كان خطأً".

بينما كان يحيى السنوار يواجه نهايته المفزعة هذا الأسبوع، هل فكر زعيم "حماس" الإرهابي والعقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في الخطأ التكتيكي الفظيع والمروع الذي ارتكبه بشن هذه الهجمة؟

لقد التقطت مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي اللحظات الأخيرة لعدو إسرائيل رقم 1- وحيداً على كرسي بذراعين مغطى بالغبار وسط أنقاض مبنى تعرض للقصف في رفح- للأجيال القادمة. كان هلاكه نسخة بمواصفات خاصة من المصير الذي لاقاه عدد لا يحصى من آلاف الفلسطينيين الذين قضوا تحت القصف الإسرائيلي المستمر منذ عام.

لقد كان الصراع كابوساً إنسانياً لشعبه، وكان استفزازه في المقام الأول عملاً غير مسؤول على نحو بغيض.

تخيل لو أن "حماس" كانت أكثر ذكاء من الناحية الاستراتيجية، وأن السنوار كان أكثر إنسانية في شن هجوم السابع من أكتوبر بطريقة مختلفة تماماً، كيف كانت ستسير الأمور بالنسبة إلى سكان غزة.

فبعد أن أذلوا الجيش الإسرائيلي باختراقهم الحدود المتطورة للغاية التي تحمي جنوب إسرائيل، لم يكونوا مضطرين إلى ذبح واغتصاب وتشويه من كانوا في طريقهم. كان من شأن الإفراج الفوري عن الأسرى الذين أسروا في ذلك اليوم أن يحقق فائدتين دراماتيكيتين لـ"حماس". كان من شأنه أن يبدد موجة التعاطف العالمي مع إسرائيل كضحية للإرهاب. وبدلاً من ذلك كان يمكن لـ"حماس" أن تقدم نفسها على أنها تعامل بشهامة مع المدنيين الأبرياء من عدوها السياسي.

كما أنها كانت ستدمر رئاسة بنيامين نتنياهو لمجلس الوزراء. فنتنياهو الذي يتعرض أساساً لضغوط داخلية هائلة في إسرائيل بسبب مزاعم الفساد وخططه المثيرة للجدل لتغيير طريقة اختيار القضاة، كان من الممكن أن ينكشف نتنياهو مع ادعاءاته بأنه "السيد أمن" بصورة مهينة. والأسوأ من ذلك بالنسبة إليه هو أن الإفراج الفوري عن الأسرى المدنيين قبل بدء صدمة الرهائن كان سينتزع كثيراً من المبررات للطريقة التي تعامل بها مع الأزمة.

لكن السنوار لم يكن يتصور أن يستخدم مثل هذا "الكرم" حتى لصالحه.

فقد عانت عائلته على يد الجيش الإسرائيلي، مما أثار سعيه إلى الانتقام. لا شيء أمكنه أن يخفف من ذلك -ولا حتى الأطباء الإسرائيليين الذين استأصلوا ورماً في دماغه أثناء وجوده في السجن هناك. كان سرطان الانتقام ينهشه- ومنذ السابع من أكتوبر، فتك بعشرات الآلاف من الآخرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالطبع، لا تفيد "ماذا لو" في تقديم أية حلول لما حدث. ولكن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان الفلسطينيون يدركون، مهما كانت مظالمهم ضد إسرائيل، أن نهج السنوار كان انتحارياً مدمراً للذات بصورة كبيرة، وأنهم في حاجة إلى إيجاد طريقة مختلفة للخروج من الركام الذي وجدوا أنفسهم فيه.

نعم، لقد أدى استخدام إسرائيل للقوة النارية الهائلة التي لا هوادة فيها إلى تنفير كثر في الدول الغربية ممن كانوا متعاطفين بصورة عامة معها. لكن الهجمات العشوائية على المدنيين الإسرائيليين، وحتى هجمات الفدائيين على الجنود الإسرائيليين، لن تقلب الأمور رأساً على عقب.

ولسوء الحظ، من المرجح أن يكون الإرث المأسوي لنهج السنوار القائم على كل شيء أو لا شيء، هو مزيد من العدمية من الفلسطينيين المتطرفين. لقد قارن عديد من الإسرائيليين اللحظات الأخيرة للسنوار، التي التقطتها كاميرا المسيرة بنهاية هتلر في مخبأ برلين عام 1945. وخلال ذلك الوقت، انهارت المقاومة النازية في غضون أيام من موت الفوهرر، وكان الألمان يدركون جيداً أن عدوان زعيمهم المتغطرس هو الذي جلب عليهم الكارثة.

لا تلوم الأصوات الفلسطينية -وبالتحديد الأصوات المؤيدة لـ"حماس"- السنوار على التسبب في هلاك شعبهم. إنهم يرددون سلسلة المظلومية القاتمة منذ عام 1948 التي استخدمت لتبرير التحريض على المأساة الحالية. يرددون بببغاوية مقولة أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني "لم يبدأ في السابع من أكتوبر". ولم ينته في ذلك اليوم أيضاً.

والآن، يكبر جيل آخر من السنوار الذي لا يمكن التفاهم معه وسط الناجين المعدمين. وربما يجري الأمر نفسه مع "حزب الله" في جنوب لبنان.

قد يكون التغيير الكبير في مكان آخر. فقد لاحظ القادة الإيرانيون المصير القاتم لوكلائهم السابقين، السنوار وحسن نصرالله -زعيم "حزب الله" الذي قتل الشهر الماضي في هجوم إسرائيلي على بيروت، وقد يقررون التخلي عن دعمهم المكلف للجماعات الإرهابية التي تضع طهران على خط النار.

ربما لا يزال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين غير مطروح على الورق، وقد يكون احتمال حل الدولتين أبعد من أي وقت مضى. لكن التوترات قد تضعف في الشرق الأوسط، إلا إذا قرر نتنياهو متابعة ضرباته القاضية لقيادة "حماس" في غزة بالتوجه إلى طهران.

قد لا يكون السنوار الزعيم الوحيد الذي يراهن بكل ما لديه على النصر الكامل.

مارك ألموند مدير معهد أبحاث الأزمات في أكسفورد

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء