Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحيفة بريطانية: الفايد اختطف ابنة السفير الأميركي لدى لندن وحاول اغتصابها

تفاصيل جديدة وصادمة تكشف للمرة الأولى عن محاولة الفايد اغتصاب ميليسا برايس ابنة السفير الأميركي وصديق ريغان وثاتشر، وكيف أسفرت هذه الحادثة عن منع الفايد من الحصول على الجنسية البريطانية.

وضع الفايد ميليسا في غرفة مظلمة على اليخت بعد أن طلب من الموظفين إطفاء الأضواء كعقاب لها على تحديه (رويترز)

ملخص

كان والدا ميليسا يعرفان كم كان محمد الفايد يرغب في الحصول على جواز سفر بريطاني. وفي ظل هذه الظروف كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفكر فيه والدها للانتقام منه هو التأكد من عدم حصوله على الجنسية البريطانية

كانت حياة ميليسا برايس ابنة السفير الأميركي لدى لندن مليئة بالسعادة والتنوع. في سن الـ19 كانت ترافق والدها تشارلز برايس -وهو صديق موثوق لرئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارغريت ثاتشر والرئيس الأميركي رونالد ريغان- إلى الفعاليات والمناسبات. وكانت غالباً ما تحضر حفلات العشاء والاستقبالات التي كان والدها ووالدتها كارول يستضيفانها في منزلهما داخل وينفيلد، مقر إقامة السفير الرسمي في منطقة ريجنت بارك وسط لندن.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية التقت ميليسا للمرة الأولى محمد الفايد الذي كان اشترى لتوه متاجر هارودز في إحدى تلك التجمعات، تقول ميليسا "كان جالساً على يميني في عشاء لمجموعة من 12 شخصاً. وفي البداية، وجدته متحدثاً جيداً وممتعاً لكن الحقيقة أن الأمور لم تكن على هذا النحو أبداً".

الحقيقة التي اكتشفتها ميليسا بعد بضعة أسابيع وبالتحديد خلال سبتمبر (أيلول) 1986، بحسب الصحيفة البريطانية، كانت عندما اعتدى عليها محمد الفايد على يخته بعد أن وجدت نفسها محاصرة في مكان منعزل، بعيداً من ساحل سانت تروبيه الفرنسي. وتتذكر ابنة السفير كيف فرض الفايد نفسه عليها من الخلف وأحاطها بذراعيه بصورة قوية حتى إنها "لم تستطع تحريك الجزء العلوي من جسدها، وجعلها تتنفس بصعوبة". ثم طلب منها أموراً غير لائقة ذات طبيعة جنسية مع التهديد بإلحاق ضرر أكبر إذا لم تمتثل. وتقول "كان يحاول اغتصابي. كانت هذه أول مرة أشعر فيها بالخطر الحقيقي".

من أسوأ جوانب محنة ميليسا أن موظفي الفايد البريطانيين على متن اليخت وبعضهم من العسكريين السابقين سمعوا صراخها، لكنهم ببساطة تجاهلوا ما يحدث. فقط عندما عضت ذراعه تمكنت من الهرب. وتقول ميليسا "كانت فعلاً بدائياً للدفاع عن النفس... لقد أظهر نياته في شأن ما كان يعتزم فعله معي، ولم أكن مستعدة للسماح له بذلك مهما كلف الأمر".

ميليسا لم تتحدث علناً عن الأمر حينها إلا أن ما حدث أثر سلباً في سمعة الفايد وعلاقاته مع الشخصيات المؤثرة في بريطانيا، مما جعل حصوله على الجنسية البريطانية التي كان يطمح إليها أمراً مستبعداً.

تأخر ميليسا في التواصل مع عائلتها لمدة 48 ساعة أثناء احتجازها في فرنسا أثار قلقاً كبيراً، ليس فقط في مقر رئاسة الوزراء البريطانية حيث عقد والدها اجتماعاً عاجلاً مع مارغريت ثاتشر، ولكن أيضاً داخل البيت الأبيض ومقر وكالة الاستخبارات المركزية (CIA).

حتى وبعد مرور ما يقارب أربعة عقود لا تزال ميليسا تتأثر عند رؤية صورة للفايد. وتصفه بقولها "إنه وحش"، وتضيف "لقد أخذني ضد إرادتي. ذلك غير حياتي وسيبقى معي إلى الأبد".

 

وبحسب "ديلي ميل" قلل الفايد حينها من شأن والد ميليسا الدبلوماسي الأميركي الذي اعتادت وسائل الإعلام غالباً مقارنته بأيقونات السينما مثل جيمس ستيوارت وجون واين. وكانت ثقته في اختطاف ابنة السفير بعد استضافته له في قصر "وينفيلد هاوس" دليلاً لما وصفته ميليسا بـ"الشعور المشوه بالاستحقاق". وتوضح أن الفايد كان يعتقد أن مكانته كانت أعلى بطريقة ما من مكانة والدها.

لكن ميليسا قالت إن قوة السفير "الهائلة" هي التي أوقفت "الطموحات الخبيثة لمحمد الفايد في الحصول على الجنسية البريطانية".

ميليسا وقبل الحادثة كانت تدرس تاريخ الفن في لندن. وبعد لقائها الأول مع الفايد عرض عليها وظيفة في مكاتبه في "بارك لين" وسط لندن، إذ ستكون وظيفتها شراء التحف والديكورات. وعلى رغم أن المنصب بدا غير محدد فإنها اعتقدت أنه قد يكون ممتعاً.

أعطاها خططاً وتصاميم لمنازله وطلب منها اختيار الأثاث، ولم تشك قط في أنه كان لديه أية دوافع خفية. ومع ذلك فقد وجدت أنه من الغريب أن يغدق عليها بالهدايا والمال. وتتذكر "لقد شعر بالإهانة عندما حاولت رفضها، لذا قمت فقط بتخزينها في درج".

وعن تفاصيل يوم اختطافها التي عرضتها "ديلي ميل" تذكر ميليسا "في بداية يوم عمله بمكتبه، سألني ’هل لديك جواز سفرك؟‘ فأجبت ’نعم‘. فقال ’سنذهب إلى باريس اليوم‘. وتقول ميليسا إنه لو كان لديها أو لدى والدها أية شكوك حول ميول الفايد الاستغلالية لما قبلت العمل معه أو الذهاب إلى فرنسا.

وتستذكر ميليسا "في باريس، أخذني إلى شقته في الشانزليزيه، ثم إلى فندق الريتز، إذ كان لدينا عشاء مفترض ’للعمل‘. شعرت بعدم الراحة عندما رتب الفايد لنا الجلوس في ركن مريح كما لو كنا في موعد غرامي، وليس مع مساعدته الشابة".

وتضيف "أثناء العشاء، بدأ يضع يديه تحت تنورتي وعلى ساقي. قال لي: ’ستنامين في سريري الليلة‘. لكني أكدت له أنني لن أكون معه في السرير أبداً".

 

وتقول ميليسا "في تلك الليلة، انطفأت الكهرباء في غرفتي كعقاب لي لأنني لم أنم معه. وبحثت عن هاتف للاتصال بوالدي في لندن، لكن أحد حراس الفايد تابعني فور مغادرتي الغرفة".

كما أخذ الفايد جواز سفرها الدبلوماسي على رغم طلبها المتكرر إعادته. وتقول ميليسا "شعرت وكأنني سجينة في بلد أجنبي بلا وسيلة للهرب".

وفي صباح اليوم التالي رأت فتاة فرنسية "لا يتجاوز عمرها 15 سنة" تتناول الإفطار في شقة الفايد. وتقول "كانت على الأرجح خطته الاحتياطية".

وعندما أخبرها الفايد بأنها سترافقه إلى سانت تروبيه على يخته اعترضت، لكنه ادعى أن موظفيه اتصلوا بمكتب والدها ووعدوه بإعادتها إلى لندن خلال اليوم التالي.

وتقول "لم أصدق كلامه، لكن لم يكن أمامي خيار سوى مرافقتهم".

وتذكر ميليسا وبحسب الصحيفة البريطانية مجدداً "ما من شيء كان يمكن أن يجعلني أرغب في ممارسة الجنس مع هذا الكائن البائس. لكن أعتقد أن عنادي زاده إغراء... حاول التودد إليَّ أثناء العشاء في غرفة مغلقة، خانقة، ومزينة بطريقة رخيصة. وشعرت وكأنني تعرضت للاغتصاب اللفظي لساعات بسبب وصفه الفاحش لما كان يريد فعله بي".

وتضيف "بدأ يزداد غضباً وإهانة لأنه لم يحصل على ما يريد. الاستسلام لم يكن خياراً بالنسبة لي... كنت فقط أريد أن أخرج من القارب. وشعرت بالغثيان وكنت في حاجة إلى الهواء وتركت مائدة العشاء وذهبت إلى السطح، وتبعني الفايد. ورأيت كم كنا بعيدين من الشاطئ وكنت عالقة في هذا القارب مع رجل مريض وقذر يكاد يكون في نفس عمر والدي. ولو كان والدي هنا لما تردد لحظة في قتله. أمر الفايد الجميع بمغادرة السطح وهذه كانت أول مرة شعرت فيها بخطر حقيقي. كنت أرتعش".

"قلت له ’والدي سينال منك إن فعلت بي شيئاً. إذا آذيتني ستقع في مشكلة حقيقية‘. لكنه حاول التقليل من قيمة والدي مدعياً أنه أعلى منه مقاماً وأغنى. لكنه في الواقع كان جباناً".

متظاهراً باحتضانها من الخلف ضغط الفايد بقوة عليها، محتجزاً إياها بصورة أضيق وأضيق.

وتقول ميليسا "كان يمسك بي بإحكام مقيداً ذراعي وجسدي لدرجة أنه كان من الصعب التنفس. شعرت وكأنه كان يحاول اغتصابي عبر ملابسي. وخلال الوقت نفسه كان يطلب مني الاستلقاء على سطح السفينة. أتذكر أنني كنت أرغب في البكاء لكنني كتمت دموعي لأنني كنت أفكر أن الفايد قد يحب ذلك".

كانت احتجاجاتها الصاخبة بلا جدوى. وتقول "الشيء الوحيد الذي استطعت استخدامه كان فمي، فعضضته بشدة في ذراعه وصرخ بصوت عال وهرع الموظفون لمساعدته، لكن لم يسألني أحد كيف كنت".

وفي خضم الفوضى، تمكنت من الهرب والعودة إلى غرفتي.

وتضيف "لم أتمكن من تشغيل المياه أو الأنوار وكان قد أمر موظفيه بإيقافها. ومرة أخرى كان يعاقبني على تحديه. وكان غضبه يخيفني. كان غاضباً للغاية. كنت أخشى أن يدخل إليَّ في الليل ليأخذني، وربما ليقتلني... كان الوقت نحو الرابعة والنصف صباحاً، عندما أتى قارب ليأخذني إلى الشاطئ مع اثنين من رجال الأمن التابعين له وامرأة من موظفيه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولدهشتها تضيف "ديلي ميل" كان القارب الذي جاء ليأخذها إلى الشاطئ يحمل "بديلاً، فتاة في مثل سني، جميلة ذات شعر أشقر طويل. كنا نتبادل الأماكن، فتاة أخرى للذبح. أدركت أن الفايد كان يتاجر بالنساء لتحقيق رغباته المريضة".

"ديلي ميل" ذكرت أن كثيراً من الأمور حدثت خلف الكواليس التي لا تزال غير مؤكدة حتى اليوم، لكن يعتقد أن ثاتشر تدخلت. وقد وصلت أخبار الاعتداء إلى الملكة.

وتذكر الصحيفة البريطانية أن السفير الأميركي برايس وأثناء اختفاء ابنته ذهب إلى رئيسة الوزراء لطلب المساعدة. وتقول ميليسا "لم يتردد في التعبير عن غضبه، وسألها ’ساعديني، لا أستطيع العثور على ابنتي‘. كان والدي اتصل مراراً وتكراراً بمكان عملي في ’بارك لين‘، وقال له الموظفون حينها إنهم لا يستطيعون العثور عليَّ. كذبوا لمصلحة الفايد".

ووصلت ميليسا إلى هيثرو برفقة اثنين من رجال الأمن التابعين للفايد. ولحسن حظها كان رجال الأمن التابعين لوالدها مع ضباط من شرطة لندن في انتظارها، وفي لندن تم لم شملها مع والديها المذعورين.

والغريب أن اليوم التالي أرسل الفايد الهدايا إلى منزل السفير "سمك مدخن من مزرعته في اسكتلندا، وساعة باهظة الثمن لأمي، ورسائل رفض والدي فتحها".

وتضيف ميليسا "كتب والدي رسالة لي لأوقع عليها تفيد بأنني لن أعود إلى عملي مع الفايد وألا يتصل بي. وأصر على تسليم كل مظروفات المال والهدايا التي كان قد منحها لي".

قاد ميليسا ووالدها إلى مقر الفايد في "ماي فير". وتقول ميليسا "كانت هناك كاميرات أمام المبنى وحراس أمن كانوا يراقبوننا أثناء إرجاع كل شيء أمام شقة الفايد. كنا نعلم أن ذلك سيؤلمه".

وبعد أشهر، استضافت السيدة ثاتشر غداء لها. وتقول ميليسا "كانت طيبة للغاية. إنها أجمل وأدفأ شخص". وتضيف ميليسا التي تعيش الآن في الولايات المتحدة "قلت لها كل شيء حدث، بما في ذلك ما قاله حول ما كان يود فعله بي على القارب. وكانت مصدومة وغاضبة".

"أود أن أقول إن هذا هو السبب في أنه لم يحصل على جواز سفره البريطاني".

كان والدا ميليسا يعرفان كم كان محمد الفايد يرغب في الحصول على جواز سفر بريطاني. وفي ظل هذه الظروف كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفكر فيه والدها للانتقام منه هو التأكد من أنه لن يحصل على الجنسية البريطانية.

وتقول "والدي كان المسؤول إلى حد كبير عن التأكد من أن محمد الفايد لن يحصل على الجنسية البريطانية. من الصواب أنه توفي دون أن يحصل على الجنسية البريطانية".

كان السيد والسيدة برايس أخبرا رونالد ونانسي ريغان بما حدث لميليسا. وتقول ميليسا إن السيدة ريغان أيضاً "كانت مصدومة مما كان يود الفايد فعله بي".

لأعوام، حاولت ميليسا عبثاً محو تفاصيل ما حدث من ذاكرتها.

"ديلي ميل" قالت إن ميليسا لم تكن تنوي التحدث عن هذه الحادثة حتى ربيع هذا العام عندما وصلتها رسالة بالبريد من المنتج البريطاني كيتون ستون، الذي كان قد تتبع عشرات النساء في جميع أنحاء العالم اللاتي تعرضن للاعتداء من قبل الفايد.

وبعد خمسة أسابيع قررت التحدث إلى السيد ستون لتأكيد أنها تعرضت للاعتداء من قبل الفايد.

واليوم، أصبحت ميليسا واحدة مما لا يقل عن 170 امرأة انضممن إلى دعوى قانونية أطلقتها مجموعة "العدالة لناجيات هارودز".

وتضيف ميليسا التي تبلغ من العمر 57 عاماً "مثل باقي النساء اللاتي سرق هذا الوحش كثيراً منهن، فإن هذه الحادثة ألقت بظلالها الطويلة على حياتنا جميعاً، لكنني سعيدة أن الحقيقة بدأت أخيراً في الظهور وأن لدينا معاً فرصة حقيقية للحصول على العدالة".

المزيد من تقارير