Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصوير الكائنات الحية يشق صفوف "طالبان" بأفغانستان

زعيم الحركة هبة الله أخوند زادة يشدد على تطبيق "الحظر" بينما نشرت "شبكة حقاني" حديثاً لجلال الدين يقول فيه "لا إشكال شرعاً"

خلافات حول وقف نشر صور وفيديوهات الكائنات الحية في وسائل الإعلام الأفغانية (أ ف ب)

ملخص

نشر أنصار "شبكة حقاني" حديث جلال الدين حقاني على شبكات التواصل الاجتماعي في وقت أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نظام "طالبان" التطبيق التدريجي لمنع التصوير ونشر صور الكائنات الحية في وسائل الإعلام الأفغانية.  

بعد تنفيذ أمر زعيم حركة "طالبان" هبة الله أخوند زادة في شأن حظر صور الكائنات الحية الذي أدى إلى وقف نشر صور وفيديوهات الكائنات الحية في وسائل الإعلام الأفغانية، رفض أنصار "شبكة حقاني" التي يترأسها سراج الدين حقاني هذا القرار ونشروا فيديو يعود لجلال الدين حقاني يتحدث فيه عن هذه الجزئية.

ونشر الحساب الرسمي لأنصار "شبكة حقاني" مقطع فيديو مدته 10 دقائق يظهر فيه جلال الدين حقاني والد سراج الدين بين جمع من أنصاره وهو يتحدث معهم عن حكم التصوير في الشريعة الإسلامية، على منصة "إكس" أول من أمس الإثنين، ووقت تسجيل هذا المقطع الفيديو غير معروف، لكن هذه المرة الأولى التي ينشر أنصار "شبكة حقاني" رداً على أمر الملا هبة الله أخوند زادة القائل بمنع نشر الصور والفيديوهات في وسائل الإعلام الأفغانية.  

وفي هذا الفيديو، سأل أحد الحضور جلال الدين حقاني عن حكم تصوير الكائنات الحية في الشريعة الإسلامية، بما في ذلك الإنسان، وردّ جلال الدين بالقول إنه "لا يوجد أي عائق أمام هذا العمل"، مؤكداً أنه قام بنفسه بإعداد كاميرا لتغطية نشاطه الجهادي ومضيفاً "لقد خلقنا بيئة ثقافية وقمنا ببناء استوديو تلفزيوني، كما أنني سمحت بالتصوير".

ويمضي حقاني بالقول إن علماء الإسلام اختلفوا في آرائهم حول تحريم التصوير، لكنه بعد ذلك تحدث عن الظروف التي كانت سائدة أيام الحرب والجهاد وضرورة التصوير لتعزيز اللحمة بين المقاتلين في جبهات الجهاد.  

وكان جلال الدين حقاني رئيساً للمجلس العسكري في شرق أفغانستان في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي، وانضم إلى حركة "طالبان" عام 1995 وأنشأ "شبكة حقاني".

في ثمانينيات القرن الماضي، كان حقاني أحد أبرز قادة المجاهدين الأفغان في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي، وبدعم مالي وعسكري من الولايات المتحدة الأميركية وباكستان، أصبح حقاني أحد الشخصيات الرئيسة في المقاومة ضد القوات السوفياتية، وبعد انضمامه إلى حركة "طالبان" قام بدور مهم في انتصارات هذه الحركة في حربها ضد الاتحاد السوفياتي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

توفي جلال الدين حقاني في سبتمبر (أيلول) 2018، ليتولى بعده نجله سراج الدين قيادة "شبكة حقاني"، وكما هو معروف كان جلال الدين حتى وفاته نائباً للملا عمر مؤسس حركة "طالبان"، واضطلع بدور مهم في حينها في حشد القوات الجهادية في شرق أفغانستان ضد الحكومة السابقة وحلف شمال الأطلسي، بالتالي، نظراً إلى دوره العسكري وإسهامه في تشكيل حركة "طالبان"، يستشهد أنصار "شبكة حقاني" بحديثه هذا لتبرير التصوير ويرفضون أمر الملا هبة الله أخوند زادة في هذا الخصوص.

ونشر أنصار "شبكة حقاني" حديث جلال الدين حقاني على شبكات التواصل الاجتماعي في وقت أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نظام "طالبان" التطبيق التدريجي لمنع التصوير ونشر صور الكائنات الحية في وسائل الإعلام الأفغانية.   

ونشرت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا القانون بعدما وافق عليه زعيم "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة في يوليو (تموز) الماضي، وتنص المادة الـ17 من هذا القانون أنه "على الموظفين العاملين في وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تطبيق هذا القانون من خلال منع نشر تصوير الكائنات الحية في وسائل الإعلام".

هذا القانون لم يطبق بعد في عموم أفغانستان إلا في ولايتي تخار (شمال شرقي) وفي قندهار حيث مقر إقامة زعيم "طالبان"، واللافت أنه في هاتين المقاطعتين توقفت فيهما أنشطة التلفزيون الوطني الأفغاني، ويبدو أن وسائل الإعلام الخاصة هي أيضاً على وشك الإغلاق.  

في السياق نفسه، منع عدد من الوزراء ومن بينهم وزير التعليم العالي الملا ندى محمد نديم ووزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خالد حنفي، المقربين من زعيم "طالبان"، من تصوير برامجهم واجتماعاتهم.

وعلى رغم تأكيد وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تنفيذ هذا القانون، إلا أن وزير الداخلية سراج الدين حقاني ووزير الدفاع محمد يعقوب وعدداً آخر من الوزراء والمسؤولين يظهرون بين الفينة والأخرى في التلفزيون الوطني وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يوافقوا بعد على تطبيق هذا القانون الرامي إلى منع نشر الصور ومقاطع الفيديو في وسائل الإعلام.

وتمتلك "شبكة حقاني" التي تشكل الجزء الأهم والرئيس في هيكلية نظام "طالبان" في شرق أفغانستان، كثيراً من الوسائط المرئية والمسموعة، عدا عن عشرات المواقع على شبكات التواصل الاجتماعي، بالتالي إذا ما نفذ أمر الملا هبة الله أخوند زادة، فإن هذه الوسائل الإعلامية ستواجه تحدياً خطراً وقد يؤدي ذلك إلى خسارة الجمهور.

كما أن الناس ووسائل الإعلام في حيرة من أمرهم ولا يعرفون هل ينبغي عليهم اتباع أمر الملا هبة الله أخوند زادة أو حديث جلال الدين حقاني الذي يرى أنه لا إشكال شرعاً في تصوير الكائنات الحية.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"        

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير