Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطين ولبنان في مهرجان الجونة... شاشة الوجع والمصير

عن السياسة والديناميت والحكايات الإنسانية والأسرة تدور أفلام "قصة ليلى" و"خالد ونعمة" و"برتقالة من يافا" وغيرها

يستعرض "برتقالة من يافا" رحلة شاب فلسطيني عبر نقطة تفتيش إسرائيلية (الخدمة الإعلامية)

ملخص

ماريان خوري: لا يمكن أن نكون مهرجاناً في المنطقة العربية ولا نتفاعل مع ما يحدث بكل الطرق الممكنة.

على رغم الأزمات السياسية والإنسانية التي تمر بها المنطقة العربية، وبخاصة فلسطين ولبنان، كان هناك حضور خاص ومؤثر للسينما الفلسطينية واللبنانية خلال الدورة السابعة من مهرجان الجونة بمختلف مسابقات المهرجان، بداية من الروائية الطويلة وحتى الأفلام التي شاركت في العروض الخاصة خارج المسابقات.

برتقالة من يافا

وعرض في المهرجان عدد من الأفلام المهمة، ومنها فيلم "شكراً لأنك تحلم معنا" من إخراج ليلى عباس، ويتطرق إلى موضوع اجتماعي إنساني يربط بين شقيقتين يتوفى والدهما ويترك ثروة كبيرة، وعلى رغم الخلافات القائمة بين الأختين فإنهما يتحدان بسبب الثروة الكبيرة التي يتركها والدهما، بخاصة عندما يتعرضان لمشكلة كبيرة وهي مواجهة القانون المستمد من الشريعة، والذي يمنح أخاهما ضعف ميراث الواحدة منهما.

أما "برتقالة من يافا" فمن إخراج محمد عبد المغني، ويستعرض رحلة شاب فلسطيني يدعى محمد يستقل سيارة أجرة لتعبر به من نقطة تفتيش إسرائيلية، ولكن تحدث مفارقات وأزمات مما يعقد الموقف ويجعل فاروق سائق السيارة يدخل في تشابك مع محمد ونقطة التفتيش.

 

في حين يناقش المخرج كمال الجعفري في فيلم "أندر" تأثير الديناميت على الأرض أثناء عمل المزارعين ولعب الأطفال، ويستعرض الفيلم لقطات أرشيفية تؤكد خضوع فلسطين للمراقبة الجوية في إطار سعي إسرائيل إلى الاستيلاء عليها.

وفي فيلم "المفتاح" من إخراج ركان مياسي تدور الأحداث حول عائلة إسرائيلية تسمع يومياً في المساء صوت مفتاح غامض يخترق مقبض باب منزلها، ومع فشلهم في تحديد مصدر الصوت يبدأ توازن حياتهم بالاختلال تدريجاً.

صالح و"المخدوعون"

يحكي فيلم "قصة ليلى" إخراج مايك الشريف حكاية ضابطة إيقاع فلسطينية - أميركية، تزور جدتها خلال عاصفة قوية بحجة مساعدتها في فك حقائبها، ومع تعمق الليل تكشف الأهداف الحقيقية لزيارتها تدريجاً.

وفي الفيلم الروائي القصير "خالد ونعمة" من إخراج سهيل دحدل، يروي العمل قصة الصبي البدوي خالد الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، وتعاني قريته خطر الهدم بفعل قوات الجيش، فيقرر الطفل أن ينطلق مع عنزته في مهمة لاستعادة ذاكرة أبو مريم، الرجل الوحيد القادر على إنقاذ قريتهم من الهدم على يد الجيش الإسرائيلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقدمت المخرجة مها حاج فيلماً فلسطينياً قصيراً بعنوان "ما بعد"، يدور في قالب اجتماعي حول زوجين يعيشان في مزرعتهما الخاصة مع أولادهما، وتنقلب حياتهما عندما يظهر شخص غريب يقلب الأحداث ويكشف عن ذكريات وماض مؤلم يعكر حياة الأسرة بالكامل.

كما طرح على هامش المهرجان فيلم المخرج الكبير توفيق صالح "المخدوعون" الذي كان عرضه الأول عام 1972 وجرى عرضه خلال المهرجان في نسخته المرممة، ويستعرض قصص ثلاثة رجال يحاولون شق طريقهم عبر الحدود من العراق إلى الكويت ويضطرون للاختباء داخل خزان شاحنة، ويواجهون كثيراً من المواقف ويتصرفون بطرق لا تخطر على بالهم.

"مد وجزر"

ومن الأفلام اللبنانية المميزة التي عرضت في مهرجان الجونة فيلم "مشقلب" للمخرجين لوسيان بورجيلي وبانا فقيه ووسام شرف وأريج محمود، ويدور حول أربع قصص قصيرة مختلفة ترصد الوضع الراهن في لبنان وتأثيره النفسي والاجتماعي والاقتصادي على الجميع، وبخاصة الشباب، ومحاولات الجميع التعايش مع الظروف القاسية.

أما المخرجة فرح قاسم فعرضت فيلم "نحن في الداخل" الذي تناول علاقة شابة ترجع لتعيش مع والدها بعد غياب 15 عاماً، وتحاول أن تكون جزءاً من عالمه وتسعى في آخر أيامه إلى أن تجد لغة مشتركة تجمعهما.

ويتناول الفيلم اللبناني "مد وجزر" من إخراج ناي طيارة قصة فتاة مراهقة تدعى لولو تربطها علاقة حب بشاب يدعى شريف، وتتحايل على عائلتها للتقرب من الشاب لكن تحدث مفاجآت تقلب الأحداث رأساً على عقب.

 

ويشارك فيلم "سيلما" للمخرج هادي زكاك في عرضه العالمي الأول، ويناقش بحثاً يمتد لأعوام بغية استعادة السيرة الذاتية لسيلما، وهي السينما كما عرفت في طرابلس، لتستعرض أحداثاً وشخصيات على مدى 40 عاماً.

وفي البرنامج الخاص يشارك الفيلم اللبناني "دفاتر مايا" من إخراج جوانا حاجي توما وخليل جريج، ويدور حول مايا التي تركت لبنان منذ أعوام وتعيش مع ابنتها في مونتريال، وتفاجئها إحدى صديقاتها بإرسال صندوق يحوي كثيراً من الذكريات والدفاتر التي تشهد على حقب زمنية وأزمات خاصة بتاريخ لبنان المعاصر.

صورة دعم

وتحدثت المدير الفني لمهرجان "الجونة" السينمائي ماريان خوري عن مشاركة فلسطين ولبنان في الدورة الحالية على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وسبب اختيار هذه الأفلام على رغم أن بعضها لا يعبر عن قضايا سياسية بل له أبعاد اجتماعية ودرامية بعيدة من الأزمات الحالية، وقالت "على رغم مهاجمة بعضهم فكرة إقامة مهرجانات في هذه الظروف السياسية الصعبة، لكن توقف الفن والفعاليات لن يكون عنصراً إيجابياً، وبالعكس هناك نافذة يمكن أن نتحدث بها للعالم من خلال السينما وعرض القضايا التي تخصنا بعيداً من المغالطات التي تحدث في مناطق أخرى عن الوطن العربي وأزماته، وتساق عبر الفن ووسائل الإعلام، وقد قررنا عمل برنامج خاص لفلسطين للعام الثاني على التوالي، ويأتي هذا البرنامج كصورة من صور الدعم الذي يقدمه المهرجان للأشقاء الفلسطينيين في مواجهة العدوان المستمر على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية منذ ما يزيد على عام، وأيضاً لتسليط الضوء على مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود".

وتابعت ماريان أن "هناك أهمية بالغة لوجود برنامج يركز على فلسطين في مهرجان عربي مثل الجونة، والسينما الفلسطينية واللبنانية لديها أولوية قصوى بالنسبة إلينا كمهرجان، فلا يمكن أن نكون مهرجاناً في المنطقة العربية ولا نتفاعل ونشارك بكل الطرق الممكنة في عرض ما يحدث، وإيصال ما يريده المبدعون الفلسطينيون واللبنانيون، فنحن جزء مما يحدث في فلسطين ولبنان، وكل ما يمسهم يمسنا لأننا شركاء وطن وعروبة وحلم وأيضاً آلام وأوجاع".

فيما أكد رئيس البرمجة في المهرجان أندرو محسن حرص الإدارة للعام الثاني على التوالي على الحضور المكثف لأفلام عربية تخص فلسطين ولبنان، إيماناً بدور الفن وحتمية المشاركة في الأزمات، وليس المنع والانسحاب كما يردد بعضهم كنوع من التضامن مع الأزمات.

واختتم أندرو بأن "هناك دوراً للفن في المقاومة مهما كان صغيراً، ونؤمن بأهمية التأثير الذي تلعبه السينما في إيصال صوت الشعب الفلسطيني واللبناني، وقررنا على رغم المناوشات التي نعانيها أن نستمر في العروض والدعم الفني وإيصال صوت المبدعين في عز الأزمات، بخاصة أن ذلك حقق حراكاً إيجابياً خلال العام الماضي ولا يزال يواصل تأثيره القوي أمام العالم.

المزيد من سينما