Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أفضل الأشخاص" الذين يتفاخر بهم ترمب ماذا قالوا عنه؟

مستشارون وجنرالات وسفراء ومسؤولو الأمن القومي يروون انطباعاتهم عن الرئيس السابق خلال فترة عملهم معه

دخل السباق نحو البيت الأبيض بين دونالد ترمب وكامالا هاريس أمتاره الأخيرة (أ ف ب)

"كاذب" و"فاشي" و"غير مؤهل"، عبر التفتيش في تصريحات وكتابات عدد واسع ممن عملوا معه كمستشارين أو قادة في الجيش والخارجية ودائرة الأمن القومي، أحصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية شهادات مقربين من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة 2024، حول رؤيتهم له أو انطباعهم عنه خلال فترة عملهم معه أثناء ولايته الرئاسية الأولى (2016 – 2020).

بحسب تقرير الصحيفة الأميركية الذي كتبه مايكل دي شير وجون كيم والذي نشر قبل أيام قليلة من انطلاق الانتخابات الأميركية بين الرئيس السابق ترمب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فإنه وعلى رغم أن غالباً ما يتفاخر ترمب بتوظيف "أفضل الأشخاص"، لكن نطاق الانتقادات الموجهة إليه، بخاصة من قبل مسؤوليه العسكريين والأمنيين السابقين، يميزه عن أي رئيس حديث آخر، مشيرين إلى أن كثيراً ممن خدموا في إدارة ترمب السابقة، تحديداً الجنرالات والسفراء وغيرهم من مسؤولي الأمن القومي انقلبوا عليه في وقت لاحق، مما كان يرد عليه ترمب على الدوام أنه "مجرد حقد".

"كاذب وسلطوي وفاشي حتى النخاع"

ومن بين أبرز من رصدت "نيويورك تايمز" آراءهم وانطباعاتهم عن الرئيس السابق ترمب، تنقل الصحيفة  عن جون كيلي، الجنرال المتقاعد في مشاة البحرية الذي شغل منصب رئيس موظفي ترمب، وصف رئيسه السابق أخيراً بأنه "سلطوي"، قائلاً إنه "يعجب بالأشخاص الذين هم ديكتاتوريون"، لذا فهو بالتأكيد "يقع ضمن التعريف العام للفاشية." كذلك نقلت عن مارك ميلي، أعلى مسؤول عسكري في البلاد خلال العامين الأخيرين من ولاية ترمب في البيت الأبيض، ما أخبر به الصحافي بوب وودورد أن ترمب "فاشي حتى النخاع" وقال إن سعيه إلى الحصول على أربعة أعوام أخرى في المنصب يجعله "أخطر شخص على هذا البلد"، بحسب ما كشف عنه وودورد في كتابه الأخير "الحرب".

وتقول الصحيفة، إنه أمام تلك الآراء، رفض ترمب ومن حوله الانتقادات باعتبارها مجرد حقد، إذ وصف ترمب الجنرال ميلي "المزين بالأوسم" بأنه "خاسر"، وزاد على ذلك عندما اقترح إعدامه بتهمة الخيانة بسبب جهوده لتخفيف المخاوف بين القادة الأجانب بعد هجوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 على مبني الكونغرس (الكابيتول) من قبل مؤيدي ترمب بعد إعلانه خسارة الانتخابات الرئاسية 2020، مشيرة إلى أن التعليقات التي أدلى بها كل من كيلي وميلي والتي تستخف بقدرة ترمب على أن يكون قائداً أعلى تثير الدهشة بصورة خاصة، حتى إن كانت تعكس مشاعر آخرين في حكومته وكثيراً من الجمهوريين خارج إدارته.

وتضيف الصحيفة أنه على مدى الأعوام الماضية، اتهم جنرالات وأدميرالات ودبلوماسيون وضباط استخبارات واستراتيجيون أمنيون سابقون علناً أو سراً ترمب بأنه "كاذب يفتقر إلى المعرفة الأساسية بالعالم ويمثل خطراً على الديمقراطية"، لدرجة دفعت إلى تساؤل أعضاء من حكومته حول ولائه للبلاد، فضلاً عن تحدث مساعديه الصحافيين عن "سلوكه الفوضوي وافتقاره إلى النزاهة وميوله للهجوم على الآخرين".

وتعيد "نيويورك تايمز" اتهامات سابقة أطلقها نائب ترمب، مايك بنس للرئيس السابق، حين قال إنه "متهور ويضع نفسه فوق الدستور... وإنه ابتعد من الأجندة المدعومة من قبل المحافظين"، مشيرة إلى أن بنس نفسه ترشح ضد ترمب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لنيل بطاقة الحزب نحو السباق إلى البيت الأبيض، إلا أنه رفض تأييده.

"خطر" على الديمقراطية الأميركية

وعلى وقع احتدام المنافسة بين ترمب وهاريس، وتقارب نتائج استطلاعات الرأي في ما بينهما، تقول "نيويورك تايمز" إن عدداً قليلاً من مستشاري الرئيس السابق ترمب فقط هم من قاموا بدور نشط في محاولة ثبط نشاطه للسعي إلى ولاية ثانية من أربعة أعوام، مرجعين الأمر إلى "إيمانهم بأن المسؤولين العسكريين والأمنيين لا يجب أن يتدخلوا في السياسة الحزبية"، وعليه لم يظهر معظم من لديهم انتقادات واتهامات لترمب في الإعلانات أو المقابلات التلفزيونية حديثاً، وعلى رغم ذلك فإنهم لم يتنصلوا من تعليقاتهم حول الرئيس السابق والخطر الذي يشكله إذا عاد للمكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

وتذكر "نيويورك تايمز" أن قليلين فقط من هؤلاء أيدوا نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس في منافستها ضد ترمب، مشيرة إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، بدأت هاريس بعرض إعلانات حملتها الانتخابية، مستشهدة بتعليقات بعض المسؤولين السابقين في إدارة ترمب كدليل على أنه "غير مؤهل" للخدمة مرة أخرى، وأن عودته للسلطة تمثل "تهديداً للديمقراطية". وتتابع الصحيفة أن  "مساعدي الأمن القومي للرئيس السابق وصفوه مراراً وتكراراً بأنه خطر على البلاد والديمقراطية"، كما ذكر كثيرون عنف السادس من يناير ورد فعله عليه كدليل على كيفية تهديده لقوانين البلاد وأعرافها، بينما تنبأ آخرون بأن العودة إلى البيت الأبيض ستلحق الضرر بالأمن القومي للبلاد.

وأعادت الصحيفة نشر مقتطفات من تصريحات مسؤولين عملوا في إدارة الرئيس السابق، إذ قال وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس إن "ترمب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الشعب الأميركي، ولا يتظاهر حتى بمحاولة ذلك. وبدلاً من ذلك، يحاول تقسيمنا"، بينما اعتبر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق أن "ترمب سيسبب كثيراً من الضرر إذا تم انتخابه لفترة ثانية"، في وقت قال نائب ترمب، مايك بنس "يستحق الشعب الأميركي أن يعرف أن الرئيس ترمب طلب مني أن أضعه فوق قسم الولاء للدستور، لكنني تمسكت بقسمي وسأظل دائماً"، وأضاف "أعتقد بأن أي شخص يضع نفسه فوق الدستور لا ينبغي أن يكون رئيساً للولايات المتحدة".

"غير مطلع ولا يعرف التاريخ"

من بين الانطباعات الأخرى عن فترة ولاية ترمب الأولى في الحكم، تذكر "نيويورك تايمز" أن عدداً من المسؤولين شككوا علناً في ذكاء الرئيس السابق واتهموه بأنه لا يعرف كثيراً عن التاريخ وقالوا إنهم لاحظوا أنه يعاني في فهم تعقيدات الرئاسة، كما أفاد بعضهم بأنه "بدا غير مهتم بمعرفة القضايا التي يواجهها".

وتنقل الصحيفة تصريحات سابقة لمستشار الأمن القومي السابق أتش آر ماكماستر قال فيها "كان ترمب يفتقر إلى المعرفة الأساسية بكيفية إدارة الحكومة، كما أن عدم صبره على معرفة أدوار كبار مسؤوليه والنماذج البديلة لصنع القرار حدّ من قدرته على القيادة. وعندما كان هناك صراع، كان يتجنبه أو يؤججه في بعض الأحيان"، في وقت اعتبر ريكس تيلرسون وزير الخارجية السابق في عهد ترمب أن "فهمه للأحداث العالمية وللتاريخ العالمي ولتاريخ الولايات المتحدة محدود حقاً"، مضيفاً أنه "من الصعب حقاً إجراء محادثة مع شخص لا يفهم حتى مفهوم لماذا نتحدث عن هذا الأمر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول هذه الجزئية، يقول بولتون إن "قصر فترة انتباه ترمب (باستثناء المسائل ذات المنفعة الشخصية) يجعل السياسة الخارجية المتماسكة بعيدة المنال تقريباً"، مردفاً أن "الولايات المتحدة فوّتت عدداً لا يحصى من الفرص في ولاية ترمب الأولى لأن كبار المسؤولين ركزوا بالضرورة على إبقاء عدد قليل من السياسات الرئيسة على المسار الصحيح".

وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن بعض أعضاء فريق الأمن القومي لترمب اتهموه بـ"الكذب" عندما كان رئيساً، موضحة أن عدداً منهم قال إنه "اختلق قصصاً أو تجاهل الحقائق عن طيب خاطر"، وذكر آخرون أنهم شاهدوه يكذب في شأن نتائج انتخابات 2020 على رغم معرفتهم بالحقيقة.

وبينما يقول تيلرسون "كان هناك كثير من الأشخاص الذين كان بإمكانهم الوصول إلى أذنه (ترمب) ويخبرونه بأشياء معظمها غير صحيح، ثم بدأ يستمع إلى تلك الأصوات ويكوّن وجهة نظر لا أساس لها من الصحة"، قال جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، بعد أن أقاله ترمب من منصبه "يجب على رئيسنا أن يجسد الاحترام والالتزام بالقيم التي تشكل جوهر هذا البلد، وأهمها الحقيقة، هذا الرئيس غير قادر على القيام بذلك".

"غير منضبط وفوضوي"

سمات أخرى حول ترمب رصدتها "نيويورك تايمز"، وأوردت أن مستشاري الأمن القومي والمسؤولين العسكريين الذين عملوا مع ترمب قالوا إنه "خلق فوضى سياسية ودبلوماسية أثناء توليه منصبه"، في وقت أعرب آخرون عن اعتقادهم بأنه "كان يستمتع بإثارة الشقاق"، بينما ذكر آخرون أنه اتبع "سياسات أثارت الفتنة والخلاف بين الحلفاء العالميين" وأنه كان "عصبي المزاج مما زاد من الشعور بالفوضى".

ويتحدث ريكس تيلرسون عن رؤيته حول هذه السمات قائلاً إنه "يتصرف وفقاً لغرائزه، يبدو ذلك في بعض النواحي وكأنه اندفاع، ولكن ليس في نيته التصرف باندفاع. أعتقد بأنه يحاول حقاً التصرف وفقاً لغرائزه"، وذكرت نيكي هيلي سفيرة الأمم المتحدة السابقة التي نافست ترمب على ترشيح الحزب الجمهوري، أنه "كان يزداد لؤماً وهجوماً يوماً بعد يوم، وحاول التنمر علي وعلى كل من يدعمني"، كذلك قال جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض السابق إن ترمب كان "شخصاً لا يملك شيئاً سوى احتقار مؤسساتنا الديمقراطية ودستورنا وسيادة القانون".

وأشار عدد من مستشاري ترمب في مجال الأمن القومي إلى أن الرئيس السابق يواجه كثيراً من لوائح الاتهام، بما في ذلك اتهامات فيدرالية بأنه سعى إلى إلغاء انتخابات 2020، على رغم أنه نفى خرقه للقانون في جميع القضايا.

المزيد من تقارير