ملخص
لا تمتلك الدفاعات الجوية الإيرانية قوة كبيرة لمساعدة قوات الدفاع من خلال اعتراض التهديدات، فأسطول المقاتلات الجوية قديم وغير جاهز لمواجهة قوة حديثة مثل القوة الجوية الإسرائيلية.
في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت المنشآت العسكرية الإيرانية والتقارير عن الأضرار التي لحقت بأنظمة الدفاعات الجوية الإيرانية "أس- 300"، بدأ إيلاء مزيد من الاهتمام لأنظمة الدفاعات الجوية في هذا البلد.
وفي تقرير لها عن أنظمة الدفاعات الجوية الإيرانية، كشفت صحيفة "اندبندنت فارسية" عن امتلاك طهران عدداً كبيراً من أنظمة الدفاع الجوي، إلا أنها لم تكُن نقطة قوتها، وربما ترجع هذه المشكلة جزئياً إلى حقيقة أن البلاد لم تواجه تهديداً عسكرياً تقليدياً كبيراً لأعوام عدة وكذلك بسبب العقوبات الدولية.
ودخلت إيران في حرب تقليدية واحدة من قبل واضطرت إلى الدفاع بجدية عن مجالها الجوي في حرب الثماني سنوات مع الجارة العراق فقط.
وصحيح أن النظام الإيراني يفتخر بأنه يمتلك عدداً كبيراً من الأنظمة الدفاعية المختلفة، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأنظمة فاعلة أو لا، وفق الصحيفة.
آليات أنظمة الدفاع الإيرانية: الكمية بدلاً من النوعية
لا تمتلك الدفاعات الجوية الإيرانية قوة كبيرة لمساعدة قوات الدفاع من خلال اعتراض التهديدات، فأسطول المقاتلات الجوية قديم وغير جاهز لمواجهة قوة حديثة مثل القوة الجوية الإسرائيلية.
ومع ذلك، لم يكُن النظام الإيراني في حاجة إلى استخدام قواته الجوية خلال العقود الأخيرة، وعادة ما دعم المجموعات المسلحة المرتبطة به خارج الحدود وأنشأ نوعاً من المنطقة العازلة.
وتتحدث التقارير عن أنه خلال الهجوم الإسرائيلي، تعطلت أنظمة الرادار وكانت قدرة إيران على اعتراض الأهداف محدودة، لافتة إلى تضرر أربعة من أنظمة الدفاعات الجوية من نوع "أس- 300" التي كانت طهران اشترتها من روسيا بعقد قيمته 800 مليون دولار عام 2007.
وشراء هذه الأنظمة كان من أبرز المواضيع التي تناولتها وسائل الإعلام في المنطقة، وقيل في وقتها إن المدى المتقدم وتتبع نظام "أس- 300" سمح لإيران بتهديد الطائرات المعادية على مسافة بعيدة من حدودها.
ويتكون النظام الدفاع الروسي من أجزاء عدة ويحوي قاذفات ونظامين رادار، وبهذه الطريقة يتكون كل نظام من مركبات ورادارات وقاذفات عدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسلمت إيران عام 2015، أربعة أنظمة "أس- 300" من روسيا، بما في ذلك "أس-300 بي أم يو 1" و"أس-300 بي أم يو 2". وفي 2016، أفاد معهد واشنطن بأن هذا النظام حتى لو تمت ترقيته فإنه يتمتع بقدرة أقل من نظام "أس-300 بي أم يو 2" الذي يعتقد في البداية بأن طهران اشترته من موسكو، لكنه لا يزال مجرد محاولة لتحسين في شبكة أنظمة الدفاعات الجوية الإيرانية.
ووفقاً لتقرير معهد العلوم والأمن الدولي، فإن أنظمة "أس- 300" تقوم بدور رئيس في حماية المنشآت النووية الإيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو.
وصنّعت إيران أنظمة دفاعية أخرى وكشفت عن نظام "باور-373" الذي يستخدم صاروخ "صياد-4"، ويقال إنه قادر على إسقاط الطائرات المعادية، ويحمل رادارين من نوع "باور" على شاحنات "ظفر" ذات الثماني عجلات، أحدهما رادار "أس- باند" ويستخدم للتعرف إلى الطائرات على مسافة طويلة والآخر رادار "إكس- باند" وهو ذو مدى أقصر لكنه ذات دقة أعلى ويقوم بتوجيه الصواريخ إلى الأهداف.
وتمكنت إيران من تصنيع وتحديث أنظمة أخرى من بينها نظام "مرصاد" الذي يشبه نظام الدفاع الجوي الأميركي من نوع "Hawk-MIM-23". وفي العقود الأخيرة، حدثت طهران هذا النظام بصورة مستمرة، واستخدمت صواريخ محلية الصنع تعرف بـ"شلمجه" و"شاهين" و"صياد-2". أما النسخة الأحدث لهذا النظام الدفاعي فهي "مرصاد-16" وتُعرف أيضاً بـ"كمين" وتتمتع بنظام دفاعي قصير المدى ومتحرك.
وتمتلك إيران مجموعة واسعة من الأنظمة الجوية الأخرى وصواريخ أرض- جو أيضاً، ومن بينها صاروخ "صياد-1" الذي صمم على غرار نظام "HQ-2G" الصيني، ونظام "أس-200" الروسي ونظام "15 خرداد" ونظام "HQ-7" الصيني قصير المدى ونظام "Tor-M1" الروسي الذي استخدم في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عام 2020.
وصنعت إيران أيضاً نظاماً آخر يسمى "تلاش" الذي يستخدم صاروخَي "صياد-2" و"صياد-3"، وتزامناً مع الكشف عن هذا النظام عام 2013، أعلنت طهران عن نظام آخر يسمى "رعد"، ومن ثم عن نظام "سوم خرداد".
وعملت طهران خلال الأعوام الأخيرة على تعزيز قدراتها الدفاعية، إذ أعلنت في وقت سابق من هذا العام عن تصنيع نظام صواريخ جديد وأسمته "آرمان" أو "الصياد التكتيكي"، وكذلك كشفت عن نظام "آذرخش" للدفاعات الجوية.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بأن الجيش تسلم معدات عسكرية جديدة، بما في ذلك رادارات وصواريخ محلية الصنع.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"