ملخص
يقيم في الولايات المتحدة نحو 172 ألف أميركي من أصول فلسطينية وفق إحصاء أجري عام 2022، ويعيش كثير منهم في "ولايات متأرجحة"، مثل ميشيغان وبنسيلفانيا، والتي تعد حاسمة للانتخابات الرئاسية.
مع أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة باتت على الأبواب يبدو هذا الاستحقاق بعيداً من أذهان كثير من أبناء قرية فلسطينية في الضفة الغربية يحمل غالبية سكانها الجنسية الأميركية، إذ يرون أنه "لا أحد يكترث بالشعب الفلسطيني".
على غرار كثيرين في قرية ترمسعيا الواقعة شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة، يشكك رجل الأعمال الفلسطيني جمال زغلول البالغ من العمر 54 سنة في أن يحمل السباق للبيت الأبيض أي تغيير إلى المنطقة. ويقول، "هنا لدينا مشكلاتنا. لا أحد يكترث بنا" في الولايات المتحدة.
وتشهد أعمال العنف في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصعيداً واسعاً منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم حركة "حماس" غير المسبوق على إسرائيل.
المرشح الثالث
وعلى رغم إيمان زغلول بضرورة المشاركة في الانتخابات فإنه لن يختار بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب أو الديمقراطية كامالا هاريس. ويقول وهو منهمك في معصرة الزيتون التي يملكها في القرية لتصدير زيت الزيتون إلى الولايات المتحدة إنه سيصوت لمرشح ثالث "أملاً في التغيير مستقبلاً وليس حالياً".
ويشيد زغلول الذي يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الاقتراع الثلاثاء، بالرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بسبب إبرام اتفاق أوسلو في عهده. ويؤكد، "هذه المرة نحتاج إلى بدء التغيير. علينا انتخاب حزب آخر. حزب مستقل. فالأحزاب الأخرى لا تساعدنا".
بدوره يؤكد باسم صبري الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضاً أنه ينوي التصويت لمرشح حزب ثالث احتجاجاً على "ثماني سنوات من إدارة بائسة".
ويقول صبري المقيم في مينيسوتا والمولود في الضفة الغربية إن بايدن "مجرم حرب". وينتقد كذلك بصورة لاذعة سلفه في البيت الأبيض المرشح الجمهوري الحالي دونالد ترمب، مؤكداً أنه "عنصري". ويوضح أنه سينتخب جيل ستاين مرشحة حزب الخضر الوارد اسمها على بطاقات الاقتراع في كل الولايات الحاسمة تقريباً هذه السنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعرب صبري عن صدمته حيال الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، مبدياً أمله في أن تدفع الولايات المتحدة نحو مزيد من السلام. ويقول، "إنها الدولة الوحيدة التي تعطل قرار غالبية العالم بوقف الحرب وإدانة إسرائيل".
وتوعدت إسرائيل بـالقضاء على "حماس" بعد هجومها على الدولة العبرية الذي تسبب في مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد يستند إلى بيانات رسمية.
وتشن إسرائيل مذاك حملة قصف مركز وعمليات برية في قطاع غزة، مما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 43259 فلسطينياً، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعدها الأمم المتحدة موثوقة.
مقاطعة الانتخابات
من جانبه يقول عودة جمعة البالغ من العمر 56 سنة والمقيم في نيوجيرسي إنه لن يشارك في الانتخابات لأنه لا يؤمن بأي تغيير قد ينجم عنها. ويؤكد، "نشعر كفلسطينيين بأنه يتم تجاهل تطلعاتنا مثل إنهاء الحروب في العالم، في فلسطين وأوكرانيا، للتركيز على مصالح السياسيين الانتخابية". ويقول، "إن لم نصوت، سيبرز ذلك أهمية الصوت العربي والفلسطيني والمسلم في الانتخابات المقبلة".
ويقيم في الولايات المتحدة نحو 172 ألف أميركي من أصول فلسطينية، وفق إحصاء أجري عام 2022، يعيش كثير منهم في "ولايات متأرجحة"، مثل ميشيغان وبنسيلفانيا، وتعد حاسمة للانتخابات الرئاسية.
وفي الضفة الغربية المحتلة يقيم آلاف الفلسطينيين من حملة الجنسية الأميركية، وقد هزهم هذه السنة مقتل أميركي واثنين من حملة الجنسية المزدوجة في الضفة.
ويقول أدهم جمعة، نجل عودة، أنه يتابع الحملة الانتخابية من كثب، لكنه لن يصوت، مؤكداً "بصراحة كثير من الناس غير ملتزمين بانتخاب أي شخص هذا العام، ولا أشعر بأي تغيير ممكن أن نحدثه إذا صوتنا لأي أحد". ويضيف، "بالنسبة إلى الرئيس السابق ترمب دوافعه واضحة جداً، ولا يبدو أنه يهتم بنا، نحن الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن البعض كان يأمل في أن قطب العقارات الأميركي "سيكون مختلفاً"، إلا أنه وجه خلال ولايته الرئاسية ضربات عدة للفلسطينيين. فعلى سبيل المثال، قالت إدارة ترمب إنها لا تعد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية خلافاً للمواقف الأميركية السابقة. وتعد هذه المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي.
ويعد أدهم جمعة "أن تأثير من يقود دفة البيت الأبيض اليوم مختلف عما كانت عليه الحال قبل أكثر من 20 عاماً"، خصوصاً على مجريات النزاعات الدولية. ويؤكد، "ما يفيدنا هو ألا نصوت من أجل أن يدرك المرشحون مستقبلاً قيمة صوتنا، حينما نقاطع".
وفي محل لبيع الشطائر المحلية تنهمك سناء شلبي في تلبية طلبات الزبائن المتوافدين إلى محلها وسط البلدة. وتؤكد سناء التي تحمل الجنسية الأميركية، أنها لن تصوت كذلك. وتقول، في الولايات المتحدة "الشعب الفلسطيني يعيش وكأن ليس هناك أي مشكلة، لكن معاناتنا هنا، نحن هنا وعلى رغم أننا نمتلك الجنسية الأميركية لا أحد يكترث لنا". وتختم قائلة "إسرائيل هي التي تسير أميركا، وأنا لن أنتخب أحداً".