ملخص
يعبّر الناخبون عن ثقتهم بالعاملين في مراكز الاقتراع أكثر من المسؤولين الحكوميين الذين يديرون الانتخابات.
يعد مراقبو الانتخابات من العناصر الضامنة لنزاهة الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتتزايد أهمية دورهم خلال هذا الموسم في ضوء التحذيرات الجمهورية المتكررة من تزوير الأصوات، والتي تعود جذورها للاستحقاق الرئاسي عام 2020 عندما شكك المرشح الجمهوري دونالد ترمب في نزاهة فوز جو بايدن.
موسم المراقبين
وينتشر المراقبون في مراكز الاقتراع ويتصفون باليقظة والشكك والإخلاص الحزبي، ويبلغ عدد المراقبين الجمهوريين الذين جندتهم اللجنة الوطنية الجمهورية نحو 200 ألف، في حين جهزت حملة كامالا هاريس آلاف المتطوعين لمراقبة التصويت.
لكن المراقبين الجمهوريين برزوا في هذا الموسم أكثر من نظرائهم الديمقراطيين بسبب ادعاءات ترمب تزوير الانتخابات الماضية، ويعول عليهم الرئيس السابق لضمان نزاهة التصويت وجمع الأدلة اللازمة للطعن في نتيجة الانتخابات في حال خسارته.
مخاوف من إرباك التصويت
ولا تخلو أدوار المراقبين من جدل ومتاعب، فعلى رغم أهميتهم لكن تشككهم المبالغ فيه يسبب أحياناً صداعاً لمسؤولي الانتخابات الذين يضطرون أحياناً إلى التدخل وطردهم من مراكز الاقتراع، ومن المتوقع أن يكون المراقبون الجمهوريون في هذا الموسم أكثر تشدداً وحزماً في ضوء توصيات المسؤولين الجمهوريين.
ويرد مسؤولو الانتخابات على المخاوف الجمهورية بالتأكيد أن الاحتيال الانتخابي نادر في الولايات المتحدة، ويدحضون ادعاءات ترمب وغالبية أعضاء الكونغرس الجمهوريين قائلين إن "انتخابات 2020 كانت الأكثر أماناً في التاريخ الأميركي"، وقد أجرت "أسوشيتد برس" تحليلاً طوال أشهر عدة للانتخابات الماضية، ووجدت أقل من 475 حالة فساد انتخابي في ست ولايات، زعم ترمب تزوير الأصوات فيها.
دورات تدريبية
ويحذر الجمهوريون من تصويت المهاجرين غير القانونيين في الانتخابات، وقد كتب ترمب في يوليو (تموز) الماضي أن "المهاجرين غير الشرعيين يحصلون على حق التصويت بدفع من سياسيين ديمقراطيين منحرفين".
وخلال دورة تدريبية افتراضية على تطبيق "زوم"، أوصى رئيس الحزب الجمهوري في كارولاينا الشمالية جيم ووماك المتطوعين في فريق كارولاينا الشمالية لنزاهة الانتخابات" NCEIT بأن يكونوا أكثر حزماً ونشاطاً في المراقبة والتبليغ، مشيراً إلى أنه كلما زاد نشاطهم زادت نزاهة الانتخابات.
ويخشى الجمهوريين أيضاً من تصويت غير المواطنين، ويرون أن تأييد الديمقراطيين لعدم اشتراط إثبات الهوية من شأنه تقويض النزاهة الانتخابية، وقالت إحدى المشاركات في الدورة، بحسب "رويترز"، إنها تعد لافتات بلغات مختلفة توضح بأن المواطنين الأميركيين هم فقط من يمكنهم التصويت، فيما رجح أحد المتطوعين الجمهوريين بأن "الأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث باللغة الإنجليزية لا يملكون حق التصويت". لكن ووماك أكد أنه لا يتذكر مثل هذه الاقتراحات ولا يتفق معها، وأنه طالب المتدربين بأن يكونوا مهذبين وألا يلجأوا إلى قمع الناخبين أو ترهيبهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤول مطلع على عمليات وحدة نزاهة الانتخابات التابعة للجنة الوطنية الجمهورية إن اللجنة الوطنية الجمهورية ليس لها علاقة بمجموعات مثل NCEIT التي تدرب مراقبي الانتخابات، مضيفاً أن جهود مراقبي الانتخابات في اللجنة الوطنية الجمهورية مستقلة عن تلك المجموعات.
تحذيرات في شأن الترهيب
ولفت مسؤولو الانتخابات في ولاية كارولاينا الشمالية إلى أن التدريبات الجمهورية للمراقبين قد تعوق عملية الانتخابات وتنعكس سلباً على سلاستها وسرعتها، مؤكدين بأنهم فرضوا إجراءات أمان وسلامة جديدة لحماية العاملين داخل مراكز الاقتراع من الترهيب.
وحذر بعض الناشطين من أن مثل هذه التدريبات قد تؤدي إلى استهداف السود أو اللاتينيين، وقالت مديرة السياسات في مجموعة مراقبة الديمقراطية في ولاية كارولينا الشمالية، كاتلين كايزر، "نحن قلقون من استخدام سردية تصويت غير المواطنين للزعم بوقوع مخالفات ومنع التصديق على نتائج الانتخابات".
وتقول اللجنة الوطنية الجمهورية إنها دربت عشرات آلاف المراقبين وأمرتهم بالاتصال بخط ساخن للجنة الوطنية الجمهورية للإبلاغ عن المخالفات المشتبه فيها، وكتبت عبر موقعها الإلكتروني أن "مراقبي الاقتراع في اللجنة الوطنية الجمهورية الذين لا يتصرفون وفقاً للقانون سيفصلون."
حوادث مختلفة
وسمح تشريع على مستوى ولاية كارولاينا الشمالية العام الماضي للمراقبين بالتحرك بحرية أكبر حول مراكز الاقتراع، وفي مقابل ذلك قال مسؤولو الانتخابات في مقاطعة لي إنهم طلبوا ستائر للأكشاك، كما اشتروا واقيات لتغطية آلات التصويت وبطاقات الاقتراع.
وخلال انتخابات الكونغرس النصفية لعام 2022 سجل مجلس انتخابات ولاية كارولينا الشمالية 21 حادثة متعلقة بمراقبي الاقتراع، بما في ذلك 12 حادثة ترهيب للناخبين وثماني حالات ترهيب للمسؤولين الانتخابيين، وحادثة تدخل انتخابي واحدة.
وأثناء الانتخابات التمهيدية في وقت سابق من ذلك العام، تَبِع ووماك عاملاً انتخابياً كان ينقل صناديق الاقتراع إلى مكتب مجلس الانتخابات، ووفقاً لتقرير الحادثة فإن ووماك لم يُتهم بارتكاب مخالفات، وقال إنه "أراد التأكد من تسليم بطاقات الاقتراع بأمان إلى مكتب مجلس الانتخابات، ولا ينظر إلى أفعاله على أنها ترهيب"، ومنذ ذلك الحين طلبت مديرة انتخابات مقاطعة لي، جين راي فوسيت، من الشرطة المحلية أن تكون على أهبة الاستعداد مع نهاية الاقتراع في حال احتياج مسؤولو الانتخابات إلى إجراءات أمنية معززة أثناء نقل بطاقات الاقتراع.
واشتدت المخاوف المتعلقة بالسلامة الشخصية بين العاملين في مراكز الاقتراع خلال انتخابات عام 2020 واستمرت في التفاقم، وقد حذرت وزارة العدل أخيراً من أن مضايقات العاملين في مراكز الاقتراع قد تستمر وتتفاقم مع استخدام الذكاء الاصطناعي خلال انتخابات عام 2024، واستجابت كثير من الولايات لهذه المخاوف فسنّت 18 منها قوانين لتعزيز حماية مسؤولي الانتخابات والعاملين داخل مراكز الاقتراع.
الثقة بالعاملين
ويميل الناخبون المسجلون في الولايات المتحدة إلى الثقة في العاملين داخل مراكز الاقتراع، ويقول تسعة من كل 10 ناخبين مسجلين في استطلاع نشره مركز "بيو" للأبحاث في الـ 24 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري إنهم واثقون إلى حد ما من أن العاملين في صناديق الاقتراع سيؤدون عملهم بصورة جيدة خلال هذا العام.
ويعبّر الناخبون عن ثقتهم بالعاملين في مراكز الاقتراع أكثر من المسؤولين الحكوميين الذين يديرون الانتخابات بنسبة 90 في المئة، في مقابل 81 في المئة، بينما يقول 62 في المئة من أنصار هاريس إنهم واثقون للغاية بهم، في مقابل 36 في المئة من أنصار ترمب.
كبش فداء لترمب
وأفاد موقع "أكسيوس" بأن ترمب ينوي إلقاء اللوم على رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية مايكل واتلي الذي كلفه الرئيس السابق ببناء فريق لمراقبة نزاهة الانتخابات، والذي يهدف إلى جمع أدلة على التزوير الانتخابي بالتزامن مع دعاوى قضائية جمهورية متعلقة بأهلية التصويت وإجراءات تسلم بطاقات الاقتراع.
وقال الموقع إن ترمب حدد الضحية التي سيلومها إذا خسر، وهو رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، وهو ما أوضحه خلال تجمع انتخابي حين لمح إلى أنه سيخسر وظيفته إذا فشلت جهود المراقبة، كما نُقل عن ترمب في محادثات خاصة أنه قال إن السبب الوحيد لخسارة الانتخابات سيكون فشل واتلي في ضمان نزاهة الاقتراع.