ملخص
بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران سجل ارتفاع في عدد الإعدامات بالجمهورية الإسلامية إذ أعدم 654 شخصاً في الأقل هذا العام بينهم 166 خلال أكتوبر (تشرين الأول) وحده.
أعدمت السلطات الإيرانية اليوم الإثنين إيرانياً يهودياً بعد إدانته بتهمة القتل، وفق ما أعلنت منظمة غير حكومية، في ظل تصاعد حدة التوتر مع إسرائيل.
ونفذ حكم الإعدام شنقاً بآرون قهرماني في السجن ضمن مدينة كرمانشاه (غرب) بعدما دين بتهمة ارتكاب جريمة قتل خلال شجار وقع في الشارع، بحسب ما أفادت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها النرويج.
مآخذ حقوقية
وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم، "في خضم التهديدات بالحرب مع إسرائيل، أعدمت الجمهورية الإسلامية آروين قهرماني، وهو مواطن إيراني يهودي"، مضيفاً أن القضية انطوت على "عيوب كثيرة".
وأضاف أنه، "إلى جانب ذلك، فإن آروين كان يهودياً ولا شك في أن معاداة السامية المؤسسية في الجمهورية الإسلامية لعبت دوراً مهماً بتنفيذ الحكم في حقه".
وذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران بأن قهرماني اتهم بقتل رجل أثناء شجار في الشارع في كرمانشاه قبل عامين، لكنها قالت بحسب عائلته، إنه تعرض لهجوم بسكين ودافع عن نفسه مستخدماً سلاح المهاجم.
ودعت والدة قهرماني، سونيا سعدتي، إلى عدم إعدامه، وحضت العائلة أقارب الضحية على القبول بالدية.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، سجل ارتفاع في عدد الإعدامات بالجمهورية الإسلامية إذ أعدم 654 شخصاً في الأقل هذا العام بينهم 166 خلال أكتوبر (تشرين الأول) وحده.
كد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية إعدام قهرماني مشيراً إلى أن عائلة الضحية "رفضت إعطاء موافقتها" على دفعه دية.
خلاف مالي أدى إلى الموت
وأفاد الموقع الذي لم يشر إلى أن قهرماني يهودي بأن الحادثة وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 إثر خلاف مالي، وطعن قهرماني الضحية حتى الموت بواسطة سكين.
وطلب محامو المتهم إعادة محاكمته ثلاث مرات، لكن تم رفض الطلب في كل مرة، بحسب "ميزان أونلاين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر الموقع بأن قهرماني كان يبلغ 21 سنة عندما وقع الشجار، إلا أن منظمة حقوق الإنسان في إيران لفتت إلى أنه كان في الـ18 من عمره حينها، فيما أفادت تقارير أخرى بأنه كان يبلغ 20 أو 21 سنة عندما تم إعدامه.
وأكدت "وكالة أنباء الناشطين الحقوقيين" ومقرها الولايات المتحدة أيضاً عملية الإعدام وبأن قهرماني الذي عرف أيضاً باسم ناثانيل يهودي.
بين إيران وإسرائيل
وتراجع عدد اليهود في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 لكنه لا يزال الأكبر في الشرق الأوسط خارج إسرائيل.
وبينما أُعدم يهود إيرانيون مباشرة بعد الثورة، فإن إعدام يهودي إيراني هو أمر غير مسبوق منذ أعوام.
وتبادلت إيران وإسرائيل هجمات غير مسبوقة هذا العام بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية مع "حماس" في قطاع غزة و"حزب الله" في لبنان.
وبعد وابل الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في الأول من أكتوبر الماضي التي جاءت رداً على اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله إلى جانب قيادي في "الحرس الثوري" في غارة إسرائيلية في بيروت ومدير المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال عملية في طهران نسبت إلى إسرائيل، هاجمت إسرائيل في الـ26 من أكتوبر مواقع عسكرية إيرانية.
وفي كلمة ألقاها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أول من أمس السبت قال، "على العدوين، الولايات المتحدة وإسرائيل، أن يعلما أنهما سيتلقيان بالتأكيد رداً قاسياً على ما يفعلانه ضد إيران ومحور المقاومة".
وأفادت التقديرات خلال الأعوام الأخيرة بأن عدد اليهود الذين لا يزالون في إيران يبلغ 20 ألفاً لكن التقرير الأخير عن الحريات الدينية الصادر عن الخارجية الأميركية نقل عن "لجنة طهران لليهود" بأن عددهم الآن لم يعد يتجاوز الـ9 آلاف.
ولا تعترف الجمهورية الإسلامية بإسرائيل وتحرق عادة الأعلام الإسرائيلية وسط هتافات "الموت لإسرائيل" خلال تظاهرات تنظم في شوارع الجمهورية الإسلامية.
لكن السلطات ترفض اتهامها بمعاداة السامية وتقول إن الجالية اليهودية هي أقلية يعترف بها الدستور تتمتع بحرية العبادة وتحظى بنائب في البرلمان يمثل مصالحها.
