ملخص
يتطلب تحليل انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً لـ"حزب الله" في المرحلة الراهنة النظر إلى أبعاد عدة تتجاوز مجرد كون الأمر مجرد خطوة بيروقراطية داخل الحزب، بل إلى كونه مؤشراً إلى تحولات استراتيجية في رؤية الحزب لذاته ولدوره في المستقبل.
تستعر حدة الغارات الإسرائيلية يوماً بعد يوم، وهي لم تتوقف حتى عندما بث رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعضاً من التفاؤل تزامناً مع زيارة الموفد الأميركي الخاص آموس هوكشتاين ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى إسرائيل للاطلاع منها على موقفها من تسوية الحرب بينها وبين "حزب الله"، استناداً إلى القرار الأممي 1701، لكن هذا التفاؤل سرعان ما تلاشى عندما لم يطلب هوكشتاين موعداً لزيارة بيروت، في موقف عده مراقبون أنه يعود للغموض والالتباس بين ما يطرحه الرئيس بري وبين ما يصدر عن "حزب الله"، إذا كان سرب في الإعلام أن الحزب وافق على فصل الجبهات والانسحاب إلى شمال نهر الليطاني، ولكن ما لبثت أن تحدثت مصادره، وإبان وجود هوكشتاين في تل أبيب، عن أنه لن يفصل الجبهات، ومن المستحيل الانسحاب لأن ذلك سيعد هزيمة، أضف إلى أنه لن يسحب سلاحه، بل سيعمل على عدم إظهاره علناً أي "تخبئته"، وأيضاً بسبب الشروط التي يضعها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي سربتها القناة الـ12 الإسرائيلية مشيرة إلى أن "إسرائيل تسعى لصفقة تلغي توسيع العملية البرية مقابل فرض حظر بحري وبري وجوي على لبنان"، وقال متحدثون إنها شروط "استسلام" وفرض وصاية دولية على البلاد.
وفي خضم هذا المشهد الملتهب أعلن "حزب الله" في الـ29 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تعيين نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب خلفاً للراحل حسن نصرالله، بعد نحو شهر على اغتياله في غارة إسرائيلية استهدفته في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت. ولم تمض ساعات على إعلان الحزب رسمياً تعيين قاسم، حتى حذرت إسرائيل من أن فترة بقاء قاسم في منصبه أميناً عاماً للحزب قد لا تستمر طويلاً إذا لم يغير سياساته، كما أكدت "ألا حل في لبنان إلا بتفكيك هذه المنظمة كقوة عسكرية". وأضافت في تعليق على صفحة رسمية تابعة للحكومة على موقع "فيسبوك"، "قد تكون فترة توليه هذا المنصب الأقصر في تاريخ هذه المنظمة إذا سار على درب سابقيه حسن نصرالله وهاشم صفي الدين". كما نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صورة لقاسم على حسابه بمنصة "إكس" كاتباً أن "العد التنازلي بدأ"، و"بقاؤك لن يطول".
لماذا قاسم في هذا التوقيت؟
يتطلب تحليل انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً لـ"حزب الله" في المرحلة الراهنة النظر إلى أبعاد عدة، تتجاوز مجرد كونه خطوة بيروقراطية داخل الحزب، إلى كونه مؤشراً إلى تحولات استراتيجية في رؤية الحزب لذاته ولدوره في المستقبل، خصوصاً بعد سلسلة الحروب والنزاعات التي خاضها منذ تأسيسه، وأهمها الحرب الراهنة، التي يخوضها ضد إسرائيل، على خلفية إطلاقه جبهة "الإسناد" منذ الثامن من أكتوبر 2023. ويعد قاسم من الشخصيات المؤسسة للحزب، إذ شغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991، ويتمتع بخبرة طويلة في العمل السياسي والتنظيمي داخل الحزب، وكان له دور بارز في إدارة الملفات الحكومية والنيابية. وتأتي هذه الخطوة في سياق الحفاظ على استمرارية القيادة وتماسك الحزب، بخاصة بعد اغتيال رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين الذي كان يعد المرشح الأبرز لخلافة نصرالله. ويشير تعيين قاسم إلى التزام "حزب الله" بآلياته التنظيمية في اختيار القيادة، وحرصه على استمرار مسيرته وفق المبادئ والأهداف التي تأسس عليها، أيضاً للقول إنه لا يزال قوياً ومتماسكاً وإنه استعاد توازنه بعد الضربات المتتالية التي لحقت به في الأسابيع الماضية، ومنها تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي واغتيال غالبية قياداته في الصف الأول والثاني.
السياق السياسي والمرحلة المقبلة
معلوم أن "حزب الله" الذي تأسس في ثمانينيات القرن الماضي كحركة "مقاومة" ضد الاحتلال الإسرائيلي، أصبح قوة رئيسة على الساحة السياسية والعسكرية في لبنان والمنطقة، لكن تدخل الحزب في حروب المنطقة، بخاصة في سوريا والعراق واليمن، كان له التأثير الكبير على سمعته بين العرب، إذ انقسمت الآراء حول دوره وتأثيره. ففي حين كان الحزب يعد رمزاً لمحاربة إسرائيل ونجح في تعزيز شعبيته بعد حرب 2006، أدت تدخلاته في الصراعات الإقليمية إلى تغيرات جذرية في صورته لدى الشارع العربي، وتراجع في شعبته، ويعد جزء كبير من الرأي العام العربي أن تدخله في سوريا واليمن، انحياز لمصالح إيرانية في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية والقضايا العربية، مما أدى إلى انخفاض شعبيته في الدول التي تعارض سياسات إيران في المنطقة، مثل دول الخليج. أيضاً عدت مشاركته في الحرب السورية إلى جانب النظام، وكذلك دعمه الحوثيين في اليمن، انحيازاً طائفياً ومذهبياً، مما أثر سلباً في صورته كحركة عابرة للطوائف، وأثر في نظرته بين المكونات السنية في العالم العربي.
أما في الداخل اللبناني، فازداد الانقسام حول دوره الإقليمي، ففي حين يرى مؤيدوه أن تدخله كان ضرورياً لحماية لبنان من تهديدات الجماعات المتطرفة، يرى منتقدوه أنه زاد من عزلة لبنان وجره إلى صراعات لا تصب في مصلحة لبنان الدولة والشعب. من هنا قد يكون لتعيين قاسم دلالة على أن الحزب ينظر إلى المستقبل بوصفه مرحلة تتطلب التركيز على العمل السياسي والدبلوماسي أكثر من التركيز على العمليات العسكرية المباشرة. هذا التوجه قد يكون انعكاساً لرغبة الحزب في تحسين صورته الداخلية في لبنان، خصوصاً وسط الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.
إعادة تشكيل صورة الحزب
فنعيم قاسم، معروف بنزعته السياسية وعدم تمتعه بصفات عسكرية واضحة، فضلاً عن أنه ليس "سيداً"، ولهذا الأمر دلالات عدة داخل مفهوم الحزبيين العقائديين، ومع ذلك قد يكون الخيار الأنسب لهذه المرحلة، إذ إنه من الوجوه البارزة داخل الحزب التي لم تعرف بدورها العسكري، بل بعملها الفكري والسياسي، وسبق له أن كتب عديداً من المؤلفات التي تشرح عقيدة الحزب ورؤيته الاستراتيجية. ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن اختياره قد يكون خطوة نحو "إعادة تشكيل" دور الحزب ليصبح أكثر تركيزاً على الشؤون السياسية والداخلية اللبنانية، إضافة إلى تعزيز انخراطه في مؤسسات الدولة والمجتمع.
مرحلة ما بعد الحرب
أضف إلى ذلك أن "حزب الله" قد يكون يخطط لمرحلة الانتقال من المواجهة العسكرية إلى مرحلة المواجهة السياسية، والتي قد تشكل تحدياً كبيراً له، إذ بنى سمعته وقاعدته الشعبية على فكرة "السلاح". في السياق يمكن النظر إلى انتخاب نعيم قاسم كخطوة نحو تهيئة القاعدة الشعبية لهذه التحولات، وإعادة توجيه دور الحزب ليصبح أكثر توافقاً مع مطالب وتحديات المرحلة المقبلة، وذلك في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المستمرة، والتي يعاني "حزب الله،" تحت وطأتها، للتخلي عن سلاحه والدخول بصورة كاملة في النظام السياسي اللبناني. وقاسم، بصفته شخصية سياسية وبعيدة من الكاريزما العسكرية، قد يكون الأنسب لقيادة هذه المرحلة من الداخل، إذ يمكن أن يكون له دور محوري في تعزيز الخطاب السياسي للحزب وإيجاد مبررات لوجوده داخل مؤسسات الدولة، خصوصاً مع تضاؤل الحاجة، مستقبلاً، إلى المواجهات العسكرية المباشرة. فإذا كان الحزب يسعى حقاً إلى الانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة، فإن هذا الانتقال سيكون مصحوباً بتحديات كبيرة، سواء من داخل بيئته الداعمة التي تعودت على أن ترى في الحزب قوة عسكرية، أو من الخارج، حيث يترقب المجتمع الدولي كيفية تحول الحزب وتأثير ذلك في التوازنات الإقليمية.
وبناءً على كل هذه المعطيات، هناك سؤال يطرح في الأروقة السياسية اللبنانية والإقليمية، ما هي خطة "حزب الله" لليوم التالي للحرب في الداخل اللبناني سياسياً وشعبياً وعسكرياً واقتصادياً؟
انتخاب قاسم رسالة للأصدقاء والأعداء
يقول الأكاديمي والباحث السياسي المتخصص في الحركات الإسلامية قاسم قصير إن "انتخاب الشيخ نعيم قاسم جاء في الحرب، وهو مفاجأة لأنه رد على كل الطروحات التي تحدثت عن أن الحزب يدار من الحرس الثوري الإيراني، أو أنه يعاني داخلياً، وهي رسالة للأصدقاء والأعداء. وقاسم له تاريخ طويل في العمل الإسلامي منذ كان مسؤولاً ثقافياً في حركة أمل، وفي تأسيس اتحاد الطلبة المسلمين، وجمعية التعليم الديني الإسلامي، وصولاً لتأسيس حزب الله، وهو يمتلك خبرات سياسية وفكرية وثقافية وتنظيمية".
ويتابع الباحث قاسم قصير أن "العمل العسكري في الحزب يتابع من قبل المجلس الجهادي وشورى القرار، كما أن قاسم محاور ومتحدث ومؤثر في الجمهور".
جناح ذو نكهة عراقية في الحزب
في المقابل يقول مدير "المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات" حسان قطب إن "اختيار نعيم قاسم أميناً عاماً لـ(حزب الله) خلفاً للراحل حسن نصرالله، لم يكن مفاجئاً، بخاصة بعد اغتيال الخليفة المتوقع هاشم صفي الدين، والذي كان أميناً عاماً تنفيذياً خلال عهد نصرالله، لذلك جاء اغتياله من قبل إسرائيل نتيجة إدراك لأزمة الحزب الداخلية في اختيار أمين عام جديد يتمتع بحضور شخصي وازن، وله علاقة بدولة إيران ومقبول ومعتمد من قبل الحرس الثوري الإيراني، وهذا ما كان يتمتع به هاشم صفي الدين وما يفتقده نعيم قاسم".
ويتابع قطب أن "نعيم قاسم يرتبط بحزب الدعوة العراقي، وله علاقات مميزة مع نوري المالكي وقادة الحزب في العراق، وهو يمثل فريقاً وازناً من قيادات (حزب الله) التي تنتمي لحزب الدعوة العراقي، والتي كانت تسعى، منذ سنوات طويلة، لتكون في مقدم الصفوف على رأس قيادة (حزب الله)، التي بقيت حكراً على المرتبطين مباشرة بالقيادة الإيرانية بخاصة الحرس الثوري الإيراني، وهذه كانت حال الأمين العام السابق عباس الموسوي، ومن ثم حسن نصرالله، ورئاسة المجلس التنفيذي كانت بيد هاشم صفي الدين الإيراني الهوى والارتباط بالمصاهرة بين ابنه وابنة قاسم سليماني، وبقي قاسم في الصفوف الخلفية أي رجل الظل نائباً للأمين العام، إنما من دون صلاحيات أو موقع يمكن له من خلاله اتخاذ قرارات وممارسة دور حقيقي داخل حزب الله، باستثناء افتتاح منشآت أو المشاركة في احتفالات تخرج وتمثيل الأمين العام في مناسبات دينية محددة. لذلك يمكن اعتبار أن اختيار قاسم أميناً عاماً لا بد منه، بل للضرورة القصوى، لافتقاد البديل الموضوعي للراحل حسن نصرالله. وتعبيراً عن الولاء، فقد لاحظنا أن قاسم في خطابه الأول كأمين عام أكثر من الإشارة إلى ولاية الفقيه والانتماء لها والخضوع لقرارات المرشد تعبيراً عن الامتنان والولاء، وذلك حتى يتمكن من إدارة العمل التنظيمي وليس العسكري، لأن ميليشيات (حزب الله) يقودها الآن ضباط إيرانيون، ويتولى قاسم الشأن السياسي وإعادة ترتيب البيت التنظيمي، وكذلك الإعلامي، وهذا ما لاحظناه مع بداية مرحلته".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا خطة لليوم التالي للحرب
وفي ظل التصعيد العسكري الحالي بين "حزب الله" وإسرائيل، لم يعلن الحزب رسمياً عن خطة محددة لمرحلة "اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب. ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن الحزب قد اتخذ تدابير استعداداً لهذه المرحلة. وتحدث الإعلام القريب من الحزب، عن أنه فعل خطة النزوح تحسباً لضربات عسكرية واسعة، إذ قام العاملون في وحدة العمل الاجتماعي بإرشاد العائلات النازحة وتأمين مساكن آمنة لها في مناطق مختلفة.
من جهة أخرى كشفت تقارير عن خطة أميركية لوقف القتال، تتضمن وقف الهجمات المتبادلة، يليها تحرك دبلوماسي للوصول إلى تسوية أكثر ديمومة، ومعالجة النزاعات على الأراضي على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، وإعادة بناء المناطق المتضررة في جنوب لبنان. إضافة إلى ذلك، فإن الإدارة الأميركية تدرس خطة لتعزيز قوة الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة، بعد تقديرها أن قوة "حزب الله" قد تلاشت، وأنه لن يكون في مقدوره إعادة تجميع عناصره مجدداً بعد القضاء على قياداته من الصف الأول والثاني.
في المقابل أكد الأمين العام الجديد نعيم قاسم أن الحزب سيستمر في تنفيذ خطة الحرب، وسيتعامل مع تطورات المرحلة وفق التوجهات المرسومة، في إشارة إلى أن "حزب الله" يركز حالياً على إدارة العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها، مع اتخاذ تدابير للتخفيف من آثار الحرب على المدنيين، من دون إعلان رسمي عن خطة محددة لمرحلة ما بعد الحرب.
إدارة إيرانية
ويعد الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير موقع "جنوبية" علي الأمين "أن اختيار (حزب الله) قاسم ليكون أميناً عاماً له، هو أمر موقت، ذلك أن هيكلية الحزب ستتغير بعد انقشاع غبار الحرب"، وأن "من يدير (حزب الله) بصورة فعلية في الوقت الحالي، هو الجهاز العسكري الميداني بإدارة مباشرة من إيران". ويضيف أن "المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط محمد رضا شيباني، الموجود في بيروت، تحدث بصورة واضحة عن وجود إدارة شبه مباشرة لـ(حزب الله) من قبل طهران".
ويتابع المحلل السياسي، في حديث إعلامي، "يمكن القول إن طهران هي من تدير مواجهة (حزب الله) مع الجيش الإسرائيلي"، ذلك أن "شروط إنهاء الحرب والوصول إلى تسوية سياسية باتا مرتبطين بالاستراتيجية الإيرانية بالدرجة الأولى، من دون أن تتحكم فيها الحسابات اللبنانية".
في المقابل يقول الباحث قاسم قصير إن "وجود قاسم مهم لمواكبة المرحلة المقبلة التي تجمع بين قيادة المعركة والتحديات السياسية والحزبية والاجتماعية وإعادة الإعمار. كما أن الحزب بدأ يجهز لليوم الثاني بعد وقف إطلاق النار، وخصوصاً إعادة الإعمار".
تحديات وجودية وخطرة أمام الحزب
في حين يشير الباحث حسان القطب إلى أنه "يمكن القول إن دور قاسم في حال استمراره على رأس الحزب، سيكون سياسياً وتنظيمياً أكثر منه عسكرياً، ومن المعروف عنه تشدده البالغ، لذا من الممكن أن نرى تشنجاً في علاقات (حزب الله) مع الكيانات السياسية اللبنانية وحتى مع الحلفاء الذين لم يقفوا كما يجب مع الحزب أو كما كان يتوقع". ويتابع القطب، "يبقى السؤال الأهم كيف سيكون مسار (حزب الله) خلال هذه الحرب أو ما بعدها في حال استمراره؟ إذ لا يملك قاسم الحضور اللازم لإقناع جمهور الحزب بأنه رجل المرحلة، فهو اعتاد أن يلعب دور الصف الثاني، أي خلف الكواليس، على رغم أنه أشد ذكاء وحضوراً ذهنياً من حسن نصرالله، ولكن كما قلنا، كان قليل الحظ، إلى جانب ارتباطه بحزب الدعوة، مما شكلا إعاقة لوصوله إلى سدة الأمانة العامة حتى الآن". ويضيف القطب، "المرحلة السياسية المقبلة صعبة وخطرة ومقلقة، والحزب اختصر الطائفة الشيعية في لبنان بحضوره ودوره وهيمنته، وأي خطأ في سوء التقدير أو القبول بقرارات تحبط روح الطائفة المعنوية التي زرعها نصرالله وإعلامه ستنعكس سلباً على قاسم ودوره على رأس الحزب، بل ضمن الطائفة نفسها. لذلك يمكن القول إن الحزب، بقيادة قاسم السياسية، وإدارة إيران العسكرية المباشرة، يواجه تحديات وجودية وخطرة، بخاصة مع حال النزوح واللجوء التي يعانيها معظم أبناء الطائفة، نتيجة قرار إيران دخول حرب غير متكافئة، وحجم العدوان الإسرائيلي غير المسبوق، والتدمير والقتل المنهجي الإسرائيلي لقيادات وكوادر (حزب الله)".