ملخص
تقدمت القوات الروسية في سبتمبر (أيلول) بأسرع وتيرة لها منذ مارس (آذار) 2022، على رغم سيطرة أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك في جنوب روسيا.
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس من أن الدعوات التي توجه إلى بلاده للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا كيفما اتفق، هي دعوات "خطرة" و"غير مسؤولة".
وقال زيلينسكي خلال قمة أوروبية في بودابست، "لا يمكننا أن نكتفي بالقول ’وقف لإطلاق النار الآن ثم نرى‘. هذا أمر غير قابل للتطبيق، وأسوأ ما في هذا الأمر هو أنه غير مسؤول. نحن بحاجة إلى خطة واضحة"، مضيفاً أن "هذا خطاب خطر للغاية".
وأضاف بحسب نسخة من الخطاب الذي ألقاه حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، "دار كثير من الكلام حول الحاجة إلى التنازل لبوتين والتراجع والقيام ببعض المساومات. لكن ذلك غير مقبول بالنسبة إلى أوكرانيا وغير مقبول بالنسبة إلى أوروبا".
وأردف زيلينسكي، "نحن بحاجة إلى عدد كافٍ من الأسلحة وليس إلى دعم نظري بالأقوال. ومعانقة بوتين لن تجدي. فعدد منكم يعانقه منذ 20 عاماً، في حين ما انفك الوضع يتفاقم".
وجاء موقف زيلينسكي بعدما كرر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القريب من الكرملينو الذي تتولى بلاده راهناً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، دعوته إلى "وقف لإطلاق النار" بين موسكو وكييف. واعتبر أوربان أن إرساء هدنة يمكن "أن يؤمن وقتاً ومجالاً لطرفي النزاع للتواصل والبدء بالتفاوض حول السلام". وأضاف أن "هذا ما أوصي به، توقفوا الآن عن قتل أحدكم الآخر".
جنود كوريا الشمالية
وعدَّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم أن كوريا الشمالية "تخوض حالياً الحرب في أوروبا"، على خلفية تقارير نددت بها كييف وسيول والدول الغربية تفيد بأن بيونغ يانغ نشرت جنوداً في روسيا لدعمها في القتال ضد أوكرانيا.
وقال زيلينسكي لزعماء أوروبيين عبر خطاب خلال قمة في بودابست إن "كوريا الشمالية تخوض حالياً الحرب فعلياً في أوروبا. ويحاول جنود كوريا الشمالية قتل شعبنا على الأراضي الأوروبية".
وقال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو اليوم الخميس إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو في شأن أوكرانيا من أجل تجنب "تدمير الشعب الأوكراني".
وصرح خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين من دول مجاورة لروسيا "الآن بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مواتياً لنظام كييف أصبح لدى الغرب خياران، مواصلة التمويل (لأوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكراني أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض".
من جهته أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول اليوم الخميس، أن بلاده التي تعتبر أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم "لا تستبعد" إمكان أن ترسل بصورة مباشرة أسلحة إلى أوكرانيا بعدما أفادت تقارير بأن كوريا الشمالية أرسلت جنوداً لإسناد روسيا في حربها هناك.
وقال يون في مؤتمر صحافي في سيول "الآن اعتماداً على مستوى ضلوع كوريا الشمالية، سنعدل تدريجاً استراتيجيتنا للدعم على مراحل، هذا الأمر يعني أننا لا نستبعد إمكان إرسال أسلحة" إلى أوكرانيا بصورة مباشرة.
بوتين يهنئ ترمب
في الأثناء، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمهوري دونالد ترمب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت أول من أمس الثلاثاء، وقال اليوم إنه مستعد للتحدث مع ترمب لأن أي أفكار في شأن تسهيل إنهاء أزمة أوكرانيا تستحق الاهتمام.
وأعرب بوتين عن إعجابه بكيفية تعامل ترمب في اللحظات التي أعقبت محاولة اغتياله في يوليو (تموز) الماضي ووصفه بأنه رجل شجاع.
وندد الرئيس الروسي بالولايات المتحدة بسبب سعيها إلى إلحاق هزيمة استراتيجية ببلاده في أوكرانيا، وقال إن صراعاً يجري لتشكيل نظام عالمي جديد مع تداعي عصر ما بعد الحرب الباردة الذي هيمن عليه الغرب.
وأضاف بوتين في منتدى فالداي للحوار بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، بعد يوم من علمه بفوز ترمب، "وصلنا إلى حد خطر"، مردفاً أن "دعوات الغرب إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، الدولة التي تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية، تظهر نزعة مفرطة للمغامرة لدى السياسيين الغربيين".
وقال إن الغرب سعى بغطرسة إلى تصوير روسيا على أنها قوة مهزومة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ووصف حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة بأنه عفا عليه الزمن. وأضاف أن روسيا لا تعتبر الحضارة الغربية عدواً على رغم محاولات الولايات المتحدة وحلفائها عزل موسكو. وتابع أن العالم يتغير على أي حال وأن عدداً من الدول القوية لا تريد عزل روسيا.
ورأى بوتين أن "البنية السابقة للعالم تختفي بصورة لا رجعة فيها، بوسعنا القول إنها اختفت بالفعل، ويدور صراع جدي لا رجعة فيه لتشكيل بنية جديدة"، مؤكداً أن "العالم يحتاج إلى روسيا ولا يمكن لأي قرارات من قادة مفترضين في واشنطن أو بروكسل أن تغير ذلك".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم إن قيادة روسيا تتذكر كلمات ترمب عن محاولة حل الأزمة في أوكرانيا، حتى لو كان يبالغ في السرعة التي يمكنه بها فعل ذلك. وأضاف أنه "إذا كانت الإدارة الجديدة ستسعى إلى السلام، لا إلى مواصلة الحرب، فستكون أفضل بالمقارنة مع الإدارة السابقة". وعند سؤاله عن تحذير كامالا هاريس من أن بوتين سيأكل ترمب على الغداء، قال بيسكوف ضاحكاً "بوتين لا يأكل الناس".
4 قتلى في زابوريجيا
ميدانياً، قال مسؤولون إن أربعة أشخاص قتلوا وجرح 33 آخرون في هجوم روسي بقنابل موجهة على مدينة زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا ودمر أيضاً منازل وألحق أضراراً بمركز لعلاج الأورام.
وذكر حاكم منطقة زابوريجيا إيفان فيدوروف على تطبيق "تيليغرام" أن من بين الجرحى طفلة تبلغ من العمر أربعة أشهر وطفلان أحدهما يبلغ سنة واحدة والآخر 10 سنوات، موضحاً أن شخصين في حال خطرة.
وأضاف فيدوروف أن روسيا أطلقت ست قنابل على المدينة، استهدفت جميعها بنية تحتية مدنية، بما في ذلك منازل خاصة ومبنى سكني مكون من خمسة طوابق.
وقال مسؤولون إن عمليات الإنقاذ مستمرة مع احتمال وجود أشخاص آخرين محاصرين تحت الأنقاض.
وأظهرت الصور التي نشرها فيدوروف من الموقع مباني مدمرة ومنازل ذات واجهات محطمة ونوافذ محطمة، وبدت آثار الدماء والزجاج المكسور على الدرج داخل المنشأة الطبية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن مثل هذه الهجمات تجعل الحديث عن عدم وجود مفاوضات مع روسيا محل سخرية، مضيفاً على منصة "إكس" أنهم "يستمتعون بقتل الناس".
وكثفت القوات الروسية في الآونة الأخيرة هجماتها على زابوريجيا والمنطقة المحيطة بها، وأفاد فيدوروف بأن القوات الروسية نفذت نحو 11 ألف هجوم على المنطقة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحده.
وفي دونيتسك، أوضح حاكم المنطقة الأوكرانية فاديم فيلاشكين أن قصفاً روسياً على خط المواجهة اليوم أسفر عن مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين. وأضاف عبر "تيليغرام" أن منزلاً سكنياً من خمسة طوابق في بلدة ميكولايفكا استهدف في الهجوم وتضررت أربعة مبانٍ أخرى.
هجوم بالمسيرات
استهدف هجوم "ضخم" بمسيرات روسية كييف خلال ليل أمس الأربعاء وأدى إلى جرح شخصين وإلحاق أضرار بمبان والتسبب بحرائق في أحياء عدة، بحسب ما أكدت الإدارة العسكرية في العاصمة.
وكثفت روسيا التي تشن هجوماً على أوكرانيا منذ نحو ثلاثة أعوام ضرباتها على المدن الأوكرانية وخصوصاً كييف، خلال الأسابيع الأخيرة.
وتعرضت العاصمة لهجمات بمسيرات لمدة ستة أيام خلال الأسبوع الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري ولمدة 20 يوماً خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحسب بيانات صادرة عن الإدارة العسكرية.
بعيد منتصف الليل
وقالت الإدارة في بيان عبر تطبيق "تيليغرام" إن الدفاعات الجوية دمرت خلال ليل أمس أكثر من 30 مسيرة في أجواء المدينة وضواحيها.
وأوضحت أن المسيرات كانت تصل "على صورة أسراب من اتجاهات مختلفة"، وحلق بعضها على ارتفاع منخفض جداً لجعل رصدها أكثر صعوبة.
وبدأت الهجمات بعيد منتصف الليل واستمرت ثماني ساعات بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية الذين سمعوا أصوات مسيرات أثناء مرورها فوق وسط المدينة، وطلقات الدفاعات الجوية التي حاولت إسقاطها، ودوي انفجارات.
وسقطت شظايا مسيرات داخل ست مناطق في كييف من أصل 10، مما أدى إلى إصابة شخصين بجروح لا تهدد حياتهما، بحسب الإدارة العسكرية.
وأفادت بلدية المدينة بأن الهجوم تسبب بنشوب حريق في مبنى سكني مكون من نحو 30 طابقاً داخل وسط المدينة، مما استدعى إجلاء السكان.
وفي أحياء أخرى طاولت حرائق عيادة خاصة ومركز أعمال ومحطة وقود ومنازل، بحسب بيان صادر عن البلدية.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الخميس إنها أسقطت 74 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية. مضيفة عبر تطبيق "تيليغرام" أنها فقدت أثر 25 طائرة مسيرة أخرى من إجمال 106 مسيرات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
روسيا تسيطر على قريتين بشرق أوكرانيا
من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا.
وذكر الجيش الأوكراني أنه يخوض قتالاً حول القريتين بالقطاع الشرقي لخط المواجهة الذي يمتد لمسافة ألف كيلومتر، ولكنه لم يعترف بسقوط أي منهما تحت سيطرة الروس.
وأفادت الوزارة الروسية بأن القريتين هما ماكسيميفكا وأنتونيفكا.
وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني إن القوات تصدت لهجومين بالقرب من ماكسيميفكا وقرية مجاورة في منطقة دونيتسك، ولم يتسن التحقق بصورة مستقلة من التقارير الصادرة من ساحة المعركة.
وبعد الفشل في محاولة أولية للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، ركزت القوات الروسية على السيطرة على منطقة دونباس الشرقية التي تتكون من منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وتشير بيانات إلى أن القوات الروسية تقدمت في سبتمبر (أيلول) بأسرع وتيرة لها منذ مارس (آذار) 2022، على رغم سيطرة أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك في جنوب روسيا.
وتسيطر القوات الروسية على نحو خمس الأراضي الأوكرانية.
زيلينسكي قدم التهنئة لترمب
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه قدم التهنئة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في مكالمة "ممتازة" أمس الأربعاء، وذلك في أعقاب فوز المرشح الجمهوري على الديمقراطية كامالا هاريس بالانتخابات الرئاسية.
وكتب زيلينسكي على منصة "إكس"، "أجريت مكالمة ممتازة مع الرئيس دونالد ترمب وهنأته على فوزه التاريخي الساحق"، مضيفاً "اتفقنا على الحفاظ على حوار وثيق والتقدم بتعاوننا، قيادة أميركية قوية وثابتة هي أمر حيوي للعالم وللسلام العادل".