ملخص
"يونيفيل" تتهم جيش إسرائيل بشن هجمات متعمدة على قواعدها وتل أبيب تقول إن قوات الأمم المتحدة تحمي مقاتلي "حزب الله"
قتل 33 شخصاً اليوم السبت بغارات إسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه، بينهم ستة مسعفين تابعين لـ"حزب الله" وحليفته "حركة أمل"، وفق ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.
وقالت الوزارة في بيان إن خمسة أشخاص قتلوا بضربة إسرائيلية استهدفت بلدة حناويه قرب صور (جنوب)، مضيفة أن ستة مسعفين من "كشافة الرسالة" التابعة لـ"حركة أمل" ومسعفاً واحداً من الهيئة الصحية التابعة لـ"حزب الله"، ومدني قتلوا بضربة إسرائيلية استهدفت "نقاط تجمع المسعفين" في بلدة دير قانون.
وتابعت وزارة الصحة في بيان آخر أن الغارات الإسرائيلية على منطقة بعلبك- الهرمل (شرق) أدت في حصيلة أولية إلى مقتل 11 شخصاً في بلدة الكنَيسة وخمسة قتلى وستة جرحى في قرية حدث بعلبك وقتيلين وستة جرحى في قرية الجمالية وقتيلين في بلدة النبي شيت، إضافة إلى جريجين في بلدة مجدلون.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في وقت سابق السبت إن حصيلة غارات جوية إسرائيلية على مدينة صور الساحلية ارتفعت إلى ما لا يقل عن سبعة قتلى و46 مصاباً.
وأضافت الوزارة أن طفلتين من بين القتلى الذين سقطوا في الضربات التي قالت الوكالة الوطنية للإعلام إنها وقعت في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة. وذكرت الوزارة أن فرق الإنقاذ لا تزال تنتشل جثثاً من تحت الأنقاض، فيما تستمر عمليات البحث.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، قتلت الهجمات الإسرائيلية 3136 شخصاً على الأقل وأصابت 13979 في لبنان على مدى العام المنصرم. ويشمل العدد 619 امرأة و194 طفلاً.
قصف متواصل
وواصل الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على قرى قضاءي صور وبنت جبيل (جنوب) ليل أمس الجمعة وحتى صباح اليوم. واستهدفت الغارات مدينة صور أكثر من مرة موقعة قتلى وجرحى.
وأدت الغارات التي تعرّض لها حي المسلخ في مدينة النبطية (جنوب) إلى تدمير عدد من المباني السكنية والمحال التجارية والسيارات المجاورة لمكان الاستهداف.
واستهدفت الطيران الإسرائيلي، صباحاً، وعلى دفعتين، منزلاً في حي مريصع في بلدة أنصار الجنوبية.
غارات عنيفة
واستمراراً للحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بغارة عنيفة جداً على حارة حريك صباح اليوم السبت لافتة إلى أنه سمع دويها في العاصمة بيروت.
يأتي ذلك بينما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في جنوب الجولان خشية تسلل طائرة مسيرة، وقال الجيش إن سلاح الجو اعترض هدفاً جوياً مشبوهاً قادماً من الشرق قبل عبوره حدود البلاد.
قالت وسائل إعلام لبنانية إن غارات جوية شنها الجيش الإسرائيلي استهدفت مدينة صور مساء أمس الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين وإصابة نحو 30 آخرين.
واستهدفت سلسلة غارات الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً للسكان بالإخلاء، في ظل استمرار المواجهة المفتوحة بين إسرائيل و"حزب الله" منذ أكثر من شهر.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الطيران الإسرائيلي شن غارات استهدفت مناطق برج البراجنة وحارة حريك ومحيط الجامعة اللبنانية.
وقبل بدء تنفيذ الغارات، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" بيان إخلاء عاجل للسكان، مشيراً إلى المناطق الثلاث. وأرفق المنشور بخريطة تضمنت المواقع التي سيستهدفها الجيش.
ووفق الوكالة الوطنية، فقد استهدفت غارة حي الأميركان-الجاموس الذي لم يشمله إنذار الجيش الإسرائيلي. وأضافت أن أصداء إحدى الغارات وصلت إلى بيروت، مشيرة إلى أن دخاناً أسود كثيفاً غطى سماء المنطقة. أوضحت أن الغارات ترافقت مع "تحليق مكثف للطيران المسير على علو منخفض".
ومنذ الـ23 من سبتمبر (أيلول)، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على مناطق تُعتبر معاقل لـ"حزب الله" قرب بيروت وفي جنوب البلاد وشرقها، وبدأت هجوماً برياً في جنوب لبنان بعد تبادل للقصف على مدى سنة مع "حزب الله" عبر الحدود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأسفرت جولة التصعيد الأخيرة عن مقتل أكثر من 2670 شخصاً في لبنان، من إجمالي 3117 شخصاً في الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء تبادل القصف مع "حزب الله" في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
"انتهاك صارخ"
من ناحية أخرى، قالت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) الجمعة إن "التدمير المتعمد والمباشر" من الجيش الإسرائيلي لممتلكات قوة حفظ السلام "انتهاك صارخ" للقانون الدولي.
وتتمركز قوات "يونيفيل" التي قوامها 10 آلاف جندي في جنوب لبنان لمراقبة أعمال القتال على طول الخط الأزرق الذي يفصل لبنان عن إسرائيل.
ومنذ أن شنت إسرائيل حملة برية عبر الحدود ضد مقاتلي "حزب الله" في نهاية سبتمبر، اتهمت "يونيفيل" الجيش الإسرائيلي في وقائع عدة بمهاجمة قواعدها عمداً بما في ذلك إطلاق النار على جنود حفظ السلام وتدمير أبراج المراقبة.
ونفت إسرائيل أن تكون مثل هذه الحوادث هجمات متعمدة. وتقول إن قوات الأمم المتحدة توفر درعاً بشرية لمقاتلي "حزب الله" وطلبت من قوات "يونيفيل" مغادرة جنوب لبنان من أجل سلامتهم، وهو ما رفضته القوات.
وفي أحدث اتهاماتها، قالت "يونيفيل" إن الجيش الإسرائيلي استخدم جرافة وحفارتين لتدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لها في رأس الناقورة جنوب لبنان أمس الخميس. وأضافت أنها رصدت أيضاً هذا الأسبوع قوات إسرائيلية تزيل برميلاً من البراميل الزرقاء التي تمثل الخط الأزرق.
أفعال متعمدة ومباشرة
وقالت "يونيفيل" إن "التدمير المتعمد والمباشر من جيش الدفاع الإسرائيلي لممتلكات يمكن بوضوح معرفة أنها تابعة لـ’يونيفيل‘ يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرار 1701"، في إشارة إلى قرار للأمم المتحدة ينهي أعمال القتال في جنوب لبنان بعد حرب سابقة.
وأضافت أن "حادثة الأمس، مثلها كمثل سبع حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي".
وقالت إن قوة الأمم المتحدة ستبقى في لبنان "على رغم الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة".
ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.
وجاء البيان بعد يوم من إصابة ستة ماليزيين من قوات حفظ السلام كانوا على متن حافلة تابعة للأمم المتحدة أثناء عبورها نقطة تفتيش في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة أسفرت عن مقتل ثلاثة لبنانيين في سيارة قريبة.
مركز تدريب
وفي سياق منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على مركز تدريب لجماعة "حزب الله" به كميات كبيرة من الأسلحة على بعد نحو 200 متر من قاعدة لـ"يونيفيل" في جنوب لبنان.
وأضاف أن المنشأة التي دمرها كانت تحتوي على منصات لإطلاق النار على التجمعات السكنية الإسرائيلية.
وقال متحدث باسم "يونيفيل" إن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أي معلومات عما يزعم أنها منشأة لـ"حزب الله".
واتهمت إسرائيل قوات "يونيفيل" بغض الطرف عن بناء "حزب الله" شبكة من الأنفاق وبنية تحتية أخرى قرب الحدود مع شمال إسرائيل لأكثر من عقد في أماكن في مرمى بصر قواعد "يونيفيل".
وتقول إن البنية التحتية كانت جزءاً من خطة "حزب الله" لتنفيذ هجوم على إسرائيل على غرار الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 على بلدات في جنوب إسرائيل.
وقال المتحدث باسم "يونيفيل" إن البعثة دأبت على رفع تقاريرها إلى مجلس الأمن عن المواقع المشتبه فيها. وأضاف أن مجلس الأمن لم يطلب من "يونيفيل" نزع سلاح أي جماعات مسلحة غير تابعة للدولة مثل "حزب الله".