ملخص
تتحدث تقارير إعلامية عن علاقة "سيئة" بين لندن كييف منذ وصول حزب العمال إلى السلطة في لندن قبل 4 أشهر، ومع عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بعد نحو شهرين يتوقع مختصون أن يصبح الوضع أسوأ وتتغير الأولويات البريطانية في هذا الشأن.
نقلت صحيفة "الغارديان" عن مسؤولين أوكرانيين أن العلاقات بين بلادهم والمملكة المتحدة باتت سيئة منذ تولي حزب العمال السلطة في لندن خلال يوليو (تموز) الماضي، معربين عن إحباطهم إزاء فشل بريطانيا في تزويد كييف بصواريخ طويلة المدى.
اللافت في الأمر أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر لم يزر أوكرانيا منذ توليه منصبه قبل أربعة أشهر، ولكن كييف لا تبحث عن زيارة "شكلية" لا تعلن فيها حكومة لندن عن استعدادها لإرسال أسلحة ذات جدوى في مواجهتها للغزو الروسي.
تخوض أوكرانيا مواجهة عسكرية مع روسيا منذ الـ24 من فبراير (شباط) 2022، وما إن تفجرت حتى كان رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون أول مسؤول غربي يحط في كييف دعماً لها، وبقي على تأييده حتى استقال في سبتمبر (أيلول) من العام ذاته.
بعد جونسون جاء ريشي سوناك الذي زار كييف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أي بعد شهر واحد من وصوله إلى المنزل رقم 10 وسط لندن، وهذا هو أول محددات المقارنة بين حزبي المحافظين والعمال في الموقف البريطاني إزاء حرب أوكرانيا.
توقفت بريطانيا عن تزويد أوكرانيا بالصواريخ طويلة المدى قبل وصول حزب العمال إلى السلطة، لكن بحسب تصريحات المسؤولين الأوكرانيين تبدلت علاقة كييف ولندن مع سوناك، ولكنها أصبحت "أسوأ" مع قدوم ستارمر عبر انتخابات يوليو 2024.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يطلب الأوكرانيون من البريطانيين مزيداً من صواريخ "ستورم شادو" عالية الدقة التي تنتمي إلى طراز "كروز" ويصل مداها إلى نحو 155 ميلاً، طورت عبر تعاون إنجليزي فرنسي وتحتفظ إيطاليا بمخزونات منها، تعد فعالة جداً ضد الأهداف الثابتة، ولكنها باهظة الثمن لأن سعر الواحد منها يبلغ نحو مليون دولار (800 ألف جنيه استرليني).
يعتقد أن خمسة صواريخ أو أكثر من "ستورم شادو" استخدمتها أوكرانيا ضد القاعدة الروسية البحرية سيفاستوبول في شهر مارس (آذار) 2024، فيما تشير تقارير متخصصة إلى أن آخر مرة أطلقت فيها كييف تلك الصواريخ البريطانية رسمياً كانت في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 واستهدفت حينها مراكز قيادة روسية على الجبهات.
التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس الوزراء البريطاني الجديد مرات عدة منذ يوليو 2024، كان آخرها الخميس الماضي خلال القمة الأوروبية السياسية في بودابست، وبينما قال ستارمر بعدها إن دعم بلاده "ثابت" لكييف، غرد زيلينسكي بصورة للزعيمين مع تعليق فحواه، "إن أحد العناصر المهمة في خطة النصر هو تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى ومنح الإذن باستخدامها ضد أهداف عسكرية على الأراضي الروسية".
تشعر كييف باستياء متزايد من لندن وحلفائها الغربيين بصورة عامة مع تقدم القوات الروسية في شرق البلاد بأسرع وتيرة لها منذ 2022، ولكن قلقها بات أكبر بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأخيرة، إذ من المتوقع أن يضغط الرئيس الجديد للولايات المتحدة على كييف لإنهاء الحرب بدل دعمها عسكرياً لتحقيق النصر على موسكو.
وأكدت مصادر فشل زيلينسكي في إقناع ستارمر خلال قمة بودابست بتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى أو السماح لها باستخدام ما لديها لاستهداف العمق الروسي، لكن رفض ستارمر صدر قبل شهرين بالتنسيق مع الرئيس الأميركي جو بايدن بعد تحذير فلاديمير بوتين للدول الغربية من السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على بلاده.
زيارة ستارمر إلى كييف نوقشت مرات عدة خلال الأشهر الأربعة الماضية، ولكن المسؤولين الأوكرانيين الذين تحدثوا إلى "الغارديان" قالوا إنها لن تكون ذات قيمة إذا لم تحمل تغيراً في موقف لندن إزاء الأسلحة طويلة المدى، وهو ما يستبعده وزير الدفاع السابق بن والاس وفق تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، أما السبب برأي والاس فهو أن "حكومة العمال لا تريد دوراً قيادياً في حرب أوكرانية كما كان الحال في عهد "المحافظين".
تعد بريطانيا ثالث أكبر مانح للمعدات العسكرية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة وألمانيا، وبلغ إجمالي ما تعهدت به المملكة المتحدة منذ 2022 نحو 12.8 مليار جنيه استرليني، منها 5 مليارات جنيه للدعم المالي والإنساني و7.8 مليار مساعدات عسكرية.
وفق والاس تعاني شركات السلاح البريطانية التي تسعى إلى تزويد كييف بمعدات عسكرية من البيروقراطية التي تؤخر معالجة تراخيص التصدير الخاصة بها منذ ستة أشهر، وهذا لا يعكس في رأيه نية حكومة لندن مساعدة الأوكرانيين للدفاع عن أرضهم.
عين ستارمر أخيراً جوناثان باول كبير موظفي رئيس الوزراء السابق توني بلير مستشاراً للأمن القومي، وكثيراً ما دعا باول إلى "التفاوض مع الأعداء لإحلال السلام"، وتعليقا على هذا قال المدير السابق لمؤسسة "جون سميث" للدراسات بريان بريفاتي "إن نهاية القتال هي المهمة الملحة للرئيس ترمب ويجب التفريق بينها وبين إحلال السلام"، وهنا يصبح السؤال هل تتحول لندن بعد عودة ترمب من موقع الداعم إلى الضاغط على كييف لوقف الحرب؟