ملخص
سياسات ترمب الحمائية قد تؤدي إلى فرض رسوم جمركية على واردات بريطانيا مما يؤثر سلباً في صادراتها. وقد تتجنب بريطانيا هذه الرسوم عبر اتفاق تجاري مع واشنطن، لكن هذا قد يضر بالقطاع الزراعي.
إعادة انتخاب دونالد ترمب أثارت المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية جديدة بعدما تعهد خلال حملته بفرض رسوم جمركية تراوح ما بين 10 و20 في المئة على كافة الواردات من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مع رفع النسبة إلى 60 و100 في المئة على واردات الصين والمكسيك.
وشهدت ولاية ترمب الأولى مواجهة مع الصين أثرت سلباً في نمو الاقتصادات المتقدمة. غير أن المراقبين يتوقعون هذه المرة حرباً تجارية أوسع نطاقاً، وبخاصة مع تصاعد النبرة الحمائية في خطاب الحملة الانتخابية.
كيف يمكن أن تؤثر الرسوم الجمركية في بريطانيا؟
تعد الولايات المتحدة بصفتها الاقتصاد الأكبر عالمياً السوق الرئيس للصادرات البريطانية من السلع والخدمات. وفي حال فرض الرئيس المنتخب رسوماً جمركية بنسبة 10 في المئة على وارداته من المملكة المتحدة، فمن المحتمل أن يؤثر ذلك سلباً في نموها الاقتصادي.
وتوقع تحليل جديد صادر عن مركز سياسة التجارة الشاملة في جامعة ساسكس أن تتكبد بريطانيا خسائر في صادراتها تصل إلى 22 مليار جنيه استرليني حال فرض رسوم جمركية بنسبة 20 في المئة على وارداتها إلى الولايات المتحدة. وأشار التحليل إلى أن هذه الرسوم ستؤدي إلى تراجع الصادرات البريطانية العالمية بنسبة تتجاوز 2.6 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخفض بنك غولدمان ساكس توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني للعام المقبل إلى 1.4 في المئة بدلاً من 1.6 في المئة، عقب فوز ترمب في الانتخابات الأميركية. وتوقع مسؤولو الاتحاد الأوروبي تراجعاً في حجم صادراتهم إلى السوق الأميركية بقيمة 125 مليار جنيه استرليني.
لكن بعض المراقبين يشيرون إلى إمكانية تجنب بريطانيا هذه الرسوم الجمركية.
وتوقعت بيغي غراندي وهي مسؤولة سابقة في إدارة ترمب أن يركز الرئيس المنتخب سياسته التجارية المتشددة على الاتحاد الأوروبي بدلاً من بريطانيا.
وقالت في تصريحات لصحيفة "اندبندنت" إن ترمب يميل لمنح بريطانيا "اتفاقاً تجارياً تفضيلياً"، مؤكدة حرصه على "نجاح بريكست".
واستبعد حاكم نيوجيرسي فيل مورفي أن يفرض ترمب رسوماً جمركية على واردات الحلفاء، وبخاصة بريطانيا. وأشار مورفي وهو ديمقراطي تربطه "علاقة طيبة" بالرئيس المنتخب إلى أن هذا التقدير مبني على معرفته بتوجهات ترمب.
وأضاف في تصريحات لقناة "سكاي نيوز"، "لو كنت مكان الصين لشرعت في اتخاذ تدابير احترازية فورية".
وشكك السفير البريطاني السابق في واشنطن كيم داروك في إمكانية تراجع ترمب عن تهديداته التجارية، مؤكداً أن تصريحاته في شأن الرسوم الجمركية "لا تشبه التهديدات الكلامية أبداً"، وتوقع أن يطبق ترمب الإجراءات الحمائية.
وعلى رغم أن اتفاق التجارة الحرة مع واشنطن -التي تسعى إليها لندن منذ أعوام- قد تمثل مخرجاً لتجنب الرسوم الباهظة، فإنها ستضع الحكومة البريطانية أمام خيارات صعبة.
ما أثر الاتفاق التجاري على بريطانيا؟
قد يكون اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة على حساب القطاع الزراعي البريطاني، إذ قد يؤدي إلى إغراق السوق البريطانية بالمنتجات الغذائية الأميركية الرخيصة، مما سيقوض قدرة المزارعين البريطانيين على المنافسة.
وكشف كيم داروك في مقال نشرته صحيفة "أوبزرفر" عن المطلب الرئيس المتوقع من واشنطن مقابل اتفاق التجارة الحرة، وهو "وصول غير مقيد" للمنتجات الزراعية الأميركية منخفضة الكلفة إلى السوق البريطانية، بما في ذلك لحوم البقر المعالجة بالهرمونات والدجاج المغسول بالكلور.
وحذر قائلاً "لذا فإن الخيار الصعب سيكون إما الوقوف مع الاتحاد الأوروبي أو التضحية بقطاعنا الزراعي".
وقال كبير أمناء الخزانة دارين جونز الأحد الماضي إن مسؤولين في الحكومة البريطانية "يدرسون سيناريوهات مختلفة عديدة" وسط تزايد المخاوف في شأن التأثير المحتمل للرسوم الجمركية.
وقال مصدر حكومي إن المسؤولين سيواصلون تلقي المشورة لضمان أن تكون بريطانيا "في أفضل حال ممكن"، على رغم تلميحات ترمب.
© The Independent