ملخص
حولت حقول الغاز التي تضم آباراً عدة، إسرائيل من دولة مستوردة للغاز الطبيعي، إلى مصدرة له، وأصبحت إحدى أوراق قوتها الإستراتيجية في الإقليم، لكن تلك الورقة الإستراتيجية قد تتحول إلى أحد المواقع الإستراتيجية المهددة بالاستهداف من "حزب الله" وإيران.
على رغم أن حقل "تمار" الإسرائيلي للغاز الطبيعي توقف لمدة شهر إثر هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فإن تدفق الغاز من حقول الغاز الإسرائيلية يتواصل، باستثناء بعض التوقف بسبب الهجمات الصاروخية من إيران و"حزب الله".
ويعتبر حقل "تمار" واحداً من أربعة حقول للغاز الطبيعي لإسرائيل، وكلها تقع في البحر المتوسط، وحققت لها ليس الاكتفاء الذاتي فقط، لكن التصدير إلى كل من مصر والأردن.
ويقع حقل "تمار" قبالة سواحل عسقلان، شمال قطاع غزة، فيما يقع حقل "ليفياثان" قبالة سواحل حيفا، وحقل "تنين" إلى جانبه، إضافة إلى حقل "كاريش" في مقابل رأس الناقورة في جنوب لبنان.
وحولت حقول الغاز تلك التي تضم آباراً عدة إسرائيل من دولة مستوردة للغاز الطبيعي إلى مصدرة له، وأصبحت إحدى أوراق قوتها الإستراتيجية في الإقليم.
لكن تلك الورقة الإستراتيجية قد تتحول إلى أحد المواقع الإستراتيجية المهددة بالاستهداف من "حزب الله" وإيران.
توقيفات لساعات
وخلال الأشهر الماضية أوقفت إسرائيل مرات عدة استخراج الغاز من بعض تلك الحقول لساعات، بخاصة في مطلع أكتوبر الماضي عندما قصفت إيران إسرائيل بالصواريخ.
ويومها أعلنت شركة "نيو ميد" الشريكة في حقل "ليفياثان" إغلاق الحقل بضع ساعات خلال الهجوم الصاروخي الإيراني.
وفي الـ27 من يوليو (تموز) الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مُسيرة أُطلقت من لبنان باتجاه المياه الاقتصادية الإسرائيلية، حيث كانت في طريقها إلى حقل "كاريش" للغاز.
وفي يوليو (حزيران) الماضي نشر "حزب الله" شريط فيديو يهدد فيه أهدافاً محتملة في إسرائيل بينها قطاع الغاز الطبيعي.
وأظهرت إحدى تلك الصور تفاصيل خطوط الطول والعرض لحقل "ليفياثان" في عمق البحر المتوسط.
أهمية الغاز
ويتواصل تدفق الغاز الإسرائيلي إلى داخل إسرائيل لتشغيل المصانع، ومحطات توليد التيار الكهربائي، إذ أصبح تشغيل 80 في المئة من محطات الكهرباء في إسرائيل بالغاز الطبيعي.
وإضافة إلى الاستخدام المحلي تُصدر البقية إلى كل من مصر والأردن بموجب اتفاقات تصل مدتها إلى 15 سنة.
وعلى رغم الأهمية المحلية لتلك الحقول، فإنها لا تشكل عاملاً رئيساً في السوق العالمية، وذلك لأن احتياطات إسرائيل من الغاز الطبيعي تأتي في المرتبة الـ45 عالمياً.
ومع أن مصر تأتي في المرتبة الـ16 عالمياً في استخراج الغاز، لكن تلك الكميات لا تكفي لسد احتياجاتها لقطاعات المصانع وتوليد الكهرباء، التي تبلغ نحو 6.8 مليار متر مكعب يومياً.
وتنتج مصر من الغاز نحو 4.9 مليار متر مكعب يومياً، فيما تستورد بقية احتياجاتها من إسرائيل ومن بعض الدول الأوروبية.
وعبر شبكة أنابيب واحدة ترتبط بعض حقول الغاز ببعض في إسرائيل، وتصل إلى محطات توليد الكهرباء، إضافة إلى أنابيب تصل إلى مصر والأردن.
ويبلغ احتياطي إسرائيل المؤكد من الغاز الطبيعي نحو 1.087 تريليون متر مكعب.
ويحوي حقل "ليفياثان" نحو 600 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، فيما يضم حقل "تمار" نحو 300 مليار متر مكعب، إضافة إلى حقل "كاريش" الذي يحوي 100 مليار متر مكعب.
واعتباراً من مطلع عام 2017 أصبحت إسرائيل مصدراً للغاز الطبيعي، وبلغ إجمالي إنتاجها نحو 22 مليار متر مكعب، منها 12.7 مليار متر مكعب للاستهلاك المحلي، ونحو 9.2 مليار متر مكعب للتصدير.
ومن بين الصادرات يُضخ نحو 5.8 مليار متر مكعب إلى مصر، ونحو 3.4 مليار متر مكعب إلى الأردن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أقوى ورقة سياسية
واعتبر وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الغاز الطبيعي هو "أقوى ورقة سياسية تمتلكها إسرائيل"، مشيراً إلى أن "الجميع يريد أن تكون له علاقة مع إسرائيل بسبب الغاز الطبيعي".
وأشار كاتس إلى أن "قدرة إسرائيل على تصدير الغاز الطبيعي بطريقة مضبوطة تشكل سلاحاً سياسياً هائلاً يعزز مكانة دولة إسرائيل في المنطقة وحول العالم".
وأوضح أن مهمة الحكومة الإسرائيلية هي "ضمان إمدادات الغاز الطبيعي للخارج، وقبله لداخل إسرائيل".
وقال المتخصص في شؤون الغاز الطبيعي طارق عواد إن إسرائيل "توفر الحماية المكثفة لحقول الغاز في ظل الحرب الحالية عبر نشر الغواصات والسفن الحربية، ومضادات الصواريخ في محيطها".
وأشار عواد إلى أن إمدادات الغاز الطبيعي من الحقول الإسرائيلية مستمرة على رغم حالة الحرب، ما عدا توقف الاستخراج من حقل "تمار" لأسابيع عدة عقب عقب هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وبحسب عواد فإن "العمل جارٍ على زيادة كميات الغاز الإسرائيلي المصدرة إلى مصر عبر مشروع تبلغ قيمته 450 مليون دولار بسبب النقص الحاد لدى الأخيرة".
وفي أغسطس (آب) الماضي أعلنت شركات طاقة إسرائيلية وأميركية مشروعاً بقيمة 429 مليون دولار بصورة مبدئية لتوسيع حقل "ليفياثان". ويهدف المشروع إلى توسيع الحقل وزيادة الإنتاج في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي، كمصدر رئيس للكهرباء. وينتج الحقل حالياً 13 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، وتتوقع الشركات وصول الإنتاج إلى مستوى 21 مليار متر مكعب بعد الانتهاء من أعمال التطوير والتوسعة.