ملخص
يرى الكاتب أن التطور الكبير الذي حدث في الصين إنما يعود الفضل فيه إلى العمالة الريفية الرخيصة، التي شكلت طبقة عاملة ماهرة مدعومة ببرامج الصحة والتعليم السابقة للإصلاحات الاقتصادية.
من خلال تحويل الانتباه من بيانات الناتج المحلي الإجمالي الشائعة الاستخدام إلى بيانات الاستهلاك، يقدم وانغ صورة جديدة لأربعة عقود من الزمن من النمو الاقتصادي السريع جداً في الصين.
عندما بدأ القادة الصينيون في إدخال الإصلاحات أواخر السبعينيات، كان متوسط استهلاك الفرد 20 رطلاً (9.1 كيلوغرام تقريباً) من اللحوم سنوياً.
أما الآن فقد ارتفع هذا الرقم ليصل إلى نحو 100 رطل، مع تفاقم مشكلة السمنة. قبل الإصلاحات، كان عديد من الصينيين يشترون طقماً واحداً من الملابس والأحذية الجديدة سنوياً، في حين تتصدر البلاد اليوم السوق العالمية للأزياء الفاخرة.
يتتبع وانغ تغييرات مماثلة في الإسكان والأثاث والأجهزة المنزلية والنقل والسفر إلى الخارج وأجهزة الكمبيوتر والهواتف.
ويرى أن هذا السجل القياسي العالمي، الذي يمثل ظهور طبقة متوسطة جديدة ضخمة، يدين بالكثير للعمالة الرخيصة الآتية من الريف التي كثيراً ما حُرِمت من الإقامة الحضرية القانونية في نظام تسجيل الأسر الصيني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هؤلاء العمال، الذين يشكلون طبقة عاملة ماهرة وموهوبة، أسهموا في مجالات الزراعة والتصنيع والبناء والعمل الحر، وكانت كفاءتهم نتاج برامج الصحة العامة والتعليم الابتدائي التي وُضعت قبل الإصلاحات الاقتصادية بفترة طويلة.
يقول وانغ إن وتيرة التغيير في أنماط الحياة تتباطأ الآن بسبب تضاؤل العمالة الريفية الاحتياطية والظروف الدولية الأقل مواءمة.
لكنه يحذر من أن إحكام سيطرة الطبقة السياسية يمكن أن "يعيد الصين إلى طريق الركود الاقتصادي والاختناق الاجتماعي".
عصر الوفرة في الصين: الأصول والصعود والعواقب من تأليف وانغ فنغ وصادر عن مطبعة جامعة كامبريدج
مترجم عن "فورين أفيرز" نوفمبر/ ديسمبر 2024