Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انهيارات المحور الإيراني تستنفر الحوثي

حال من الترقب اليمني بين التهديد المستمر للميليشيات والفعل الدولي المنتظر لتحجيمها

يكرس الحوثيون لدى العوام مفهوم قيادتهم للجهاد ضد الصهاينة لاضفاء مشروعية على نهجهم الطائفي (غيتي)

ملخص

حذرت ميليشيا الحوثي الولايات المتحدة من "أي تصعيد عسكري" ضد الجماعة التي تصنفها واشنطن على قوائم الإرهاب، وقال رئيس مجلس الحكم الحوثي مهدي المشاط إن أي محاولة للتصعيد ضد صنعاء ستواجه بتصعيد أكبر ورد أقوى.

مع كل ضربة تتلقاها الجماعات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة تظهر ارتدادات صداها لدى جماعة الحوثي، الذراع المتقدمة لنظام طهران في الخاصرة العربية.
وإضافة إلى الهزائم الميدانية المتلاحقة التي تتكبدها الميليشيات المحسوبة على نظام الملالي في أكثر من بلد، تخشى الجماعة من عمليات مماثلة ضدها في الداخل اليمني، مع تزايد السخط المحلي والدولي ضدها، جراء سلسلة طويلة من الممارسات واقتياد البلاد إلى هاوية الصراعات المنفلتة التي تصعب السيطرة عليها، بينما تستمر في فرض مشروعها الطائفي القائم على "الحق الإلهي" في الحكم بقوة السلاح.
هذا الخوف ظهر على هيئة تحذير حوثي للولايات المتحدة من "أي تصعيد عسكري" ضد الجماعة التي تصنفها واشنطن على قوائم الإرهاب، على خلفية هجماتها المستمرة منذ نحو أربعة أشهر على السفن التجارية وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال رئيس مجلس الحكم الحوثي مهدي المشاط إن أي محاولة للتصعيد ضد صنعاء ستواجه بتصعيد أكبر ورد أقوى.
وأشار خلال كلمة متلفزة مساء أمس الجمعة في مناسبة الـ 30 من نوفمبر (تشرين الثاني) عيد الاستقلال من الاحتلال البريطاني، إلى أن هناك "محاولات أميركية لإشعال الجبهة الداخلية".
وعلق على سلسلة اللقاءات والتحركات الدبلوماسية التي أجرتها أخيراً قيادات الحكومة الشرعية مع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً، معداً ذلك "حال استقطاب لقوى سياسية يمنية إلى صف المحتل الأجنبي".
ودائماً ما يصور الحوثيون خصومهم في الحكومة الشرعية بأنهم مجرد عملاء للمحتل الأجنبي والصهيوني، في حين يقدمون أنفسهم منقذين "للمستضعفين في غزة"، وهي دعاية يسعون من خلالها، وفقاً لمراقبين، إلى كسب تعاطف الوعي المحلي والعربي الغاضب جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

 

المناورة بالإرهاب
ودخل الحوثيون خط الحرب الجارية في فلسطين ولبنان كذراع تابعة "لمحور إيران" الذي يرفع شعار "تحرير" فلسطين، في حين يحاصر القرى والمدن ويقصف الأهالي بالصواريخ الباليستية والمسيرات المفخخة ويستعد للعودة للحرب ويرفض صرف المرتبات في المناطق الخاضعة لسيطرته، ويرفض الدعوات الإقليمية والأممية والدولية للدخول الجاد في مشاورات السلام والتوقيع على خريطة طريق تؤسس لإنهاء الحرب الدامية التي يكابدها اليمنيون منذ 10 أعوام.
وأكد المشاط في كلمته "استمرار صنعاء في إسناد فلسطين في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهادئ والبحر المتوسط، وفي عمق الكيان الغاصب حتى وقف العدوان ورفع الحصار".
يفسر الباحث السياسي نسيم البعيثي المخاوف الحوثية بأنها ناتجة من إدراك حقيقي للوضع الصعب الذي تمر به الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
ويقول إن الحوثي "جزء من هذه الأذرع التي تمر بوضع صعب مع مساع دولية لقطع أوصال إمداداتها وتحجيمها وإضعافها سواء في لبنان أو سوريا". ونتيجة هذا التحدي "الوجودي الصعب لم يجد الحوثي بداً من المناورة مجدداً بانتهاج القوة كأداة إرهابية لا تعرف إلا التهديد والتخريب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التحدي والفعل الدولي المنتظر
إلى جانب ذلك يرى البعيثي أن هناك "توجهاً دولياً خصوصاً مع قدوم ترمب الذي عرف عنه الحزم تجاه الميليشيات الإيرانية في المنطقة، لوضع حد لتخريب الحوثي وإرهابه المستمرين في السواحل المطلة على البحرين الأحمر والعربي، وهو ما أدركته الجماعة جدياً".

وبدأ الحوثيون مهاجمة السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وأجبروا حركة الشحن التجارية على إعادة تنظيم المسارات التجارية العالمية بين أوروبا وآسيا وإضافة كلف إليها.
المخاوف الحوثية عبر عنها قادة آخرون طالبوا بالاستعداد لمواجهة ما وصفوه بـ"التحركات المحتملة"، وهو ما ظهر فعلياً على الأرض من خلال تعزيزات وصلت إلى مسلحيهم في خطوط التماس التي تقسم النفوذ العسكري في السواحل الغربية للبلاد، خشية هجمات متوقعة للقوات الحكومية التي تسعى إلى استعادة السيطرة على كامل الشريط الساحلي ومدينة الحديدة الإستراتيجية المطلة على البحر الأحمر ومينائها، وهو الكابوس الذي تخشى الميليشيات وقوعه نظراً إلى أهميته الاقتصادية الكبرى.

 

أحاديث التحرك ابتداء من "الحديدة"
وكثيراً ما طالبت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي بدعمها لاستعادة سيطرتها على الحديدة كسبيل وحيد لحماية الملاحة الدولية وتأمين السفن التجارية العابرة في البحر الأحمر وتأمين السكان والأهالي من "عمليات التهجير التي تشنها الجماعة ضدهم لتحويل قراهم ومزارعهم إلى ثكنات عسكرية ومناطق نفوذ إيراني"، وفقاً للرواية الحكومية.
ومع ما يتردد عن استعدادات لـ"القوات المشتركة" التابعة للشرعية في الحديدة تفاءل اليمنيون المناهضون لمشروع الحوثي الإيراني، وعدُّوها فرصة حقيقية لـ"استعادة الجمهورية"، في حين راح الحوثي للتستر مجدداً بمظلمة فلسطين وادعاء الدفاع عن الأمة من خطر المشروع الصهيوني.
وقال القيادي في الجماعة حسين العزي "تتحدث المعلومات الموثوقة عن وصول ضباط من الموساد الإسرائيلي إلى مديرية المخا".
وأضاف في تغريدة على منصة "إكس" أن "هذا يحفزنا للقتال أمام أي متورط في معركة العدو الصهيوني".
وميدانياً، نفذت الجماعة قبل أسابيع استعراضاً في محافظة الحديدة في رسالة تحدٍّ واضحة، تزامناً مع تراجع عدد الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة التي تعمل على إضعاف قدرة الحوثيين.
وتتميز الحديدة بأهمية كبرى في مشهد الصراع اليمني لاحتوائها على ثلاثة موانئ، وهي ميناء الحديدة التجاري الذي يتمتع بأهمية اقتصادية ويعتبر ثاني أكبر ميناء في البلاد بعد ميناء عدن، يليه ميناء الصليف المخصص لإنتاج الملح وتصديره، ثم ميناء رأس عيسى النفطي، ناهيك بأهميتها لجماعة الحوثي باعتبارها المنفذ الوحيد لتهريب الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والصواريخ، كذلك تمثل منصة لإطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة على السفن العابرة في مياه البحر الأحمر.
وفي وقت سابق، حذر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ من مغبة تجدد الاشتباكات بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، داعياً الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات ودفع جهود السلام إلى الأمام والوصول إلى حل شامل ومستدام للأزمة اليمنية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات