Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل كانت عبارة نتنياهو عن "اللعب بالنار" كلمة السر في معركة حلب؟

تراقب تل أبيب بحذر التطورات الجديدة في المدن السورية وتعتبرها مقلقة للغاية

مقاتلون مناهضون للنظام السوري يقفون على جانب الطريق بينما يقود الأكراد السوريون النازحون مركبات محملة بالأمتعة على طريق حلب - الرقة في 2 ديسمبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

شكل تهديد مدن رئيسة مثل حماة، خطراً محدقاً استشعرت به طهران ودمشق، مما دفع باتجاه استخدام مزيد من الفصائل الإيرانية، وهذا مصدر قلق إسرائيلي.

ما إن بدأ سريان وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، حتى اشتعلت جبهة حلب في شمال سوريا تزامناً مع خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبراً الاتفاق الحاصل أخيراً بعد معركة المواجهة مع "حزب الله" بـ"اتفاقية النصر". في هذا الوقت، ومع إغلاق قوات عملية "ردع العدوان" الطريق الدولي في دمشق الواصل إلى حلب من جهة مدينة سراقب في ريف إدلب، فُتحت خلال أيام قليلة الطريق إلى قلب حلب.
وما زالت أسرار عملية "هيئة تحرير الشام" التي تبسط سيطرتها على جغرافيا إدلب لغزاً مُحيراً، ولم يُمط اللثام بعد أسرع عملية إسقاط مدينة حدثت منذ الصراع السوري، بدأت في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لا سيما أنها ثاني أكبر مدن سوريا، والعاصمة الاقتصادية للبلاد، وظل جزء المدينة الغربي عصياً عن السقوط منذ بداية الحرب السورية في عام 2013.

نحو حماة

في المقابل تستمر عمليات السيطرة على مواقع متقدمة حينما شنت فصائل مسلحة تتبع لـ"الجيش الوطني" (المعارض) مدعومة من تركيا بعملية عسكرية أطلقت عليها اسم "فجر الحرية " للسيطرة على تل رفعت ومحيطها (تبعد 18 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، 35 كيلومتراً عن حلب) إضافة إلى التحرك المتسارع من جهة ريف حماة الشمالي، وسط سوريا سعياً إلى إسقاط المدينة، بينما تدور مناوشات بين الفصائل المهاجمة والقوات النظامية بعد وصول تعزيزات لتحصين المنطقة وسط مخاوف من تقدم سريع مثل ما حصل في حلب وتفادياً لتكرار السيناريو نفسه.

وبالعودة إلى خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أطلق عبارة زعم فيها أن رئيس النظام السوري "يلعب بالنار"، مما أحال إلى جملة تفسيرات واسعة لا سيما أنها جاءت قبل عملية "ردع العدوان"، وذهب الفريق الموالي في سوريا إلى تفسير هذه العبارة بأنها كلمة سر للعملية العسكرية لـ"هيئة تحرير الشام".

إسرائيل تراقب

في المقابل، تراقب تل أبيب بحذر التطورات الجديدة في حلب وتعتبرها مقلقة للغاية. وقال نتنياهو خلال زيارته مجندين جدداً في الجيش في قاعدة بوسط إسرائيل، "نحن مصممون على حماية المصالح الحيوية لإسرائيل، والحفاظ على إنجازات الحرب، ونحن نطبق اتفاق وقف إطلاق النار بحزم شديد وأي انتهاك يُقابل على الفور برد قوي من الجيش الإسرائيلي".
إلى ذلك تتخوف إسرائيل من احتمال محاولة إيران نقل أسلحة إلى الساحة السورية لدعم جهود الحرب، مما قد يؤدي إلى تسرب هذه الأسلحة إلى لبنان حيث من المتوقع أن يستخدمها "حزب الله" في إعادة بناء قدراته العسكرية.
ورأى الباحث السياسي التركي بمركز "تركيا الجديدة" للأبحاث، علي الأسمر أن "تركيا لم تدعم هذا الهجوم بصورة مباشرة ولم تمنعه، أي بقيت متفرجة، وتحاول الاستفادة من المتغيرات التي تحصل في سوريا، وأعتقد أنه ارتداد من ارتدادات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي له تأثير غير مباشر في الملف السوري. ويوجد توافق دولي لإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، ولذلك هي تراقب من كثب ولم تدعم بصورة مباشرة". وأضاف أن "تركيا دعمت الجيش الوطني السوري (المعارض) في تقدمه نحو منطقة تل رفعت، وهي منطقة مهمة جداً لتركيا، وبخاصة أنه في عام 2016 حاولت الاستحواذ على منبج وتل رفعت، لكن القوات النظامية وروسيا لم تدعا أنقرة تحصل عليها وبقيت تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وفسر الباحث الأسمر ذلك بأن تركيا تحاول تحويل الأزمات إلى فرص والاستفادة منها. واليوم تملك تركيا بيدها أوراق الضغط، بينما الغرب وإسرائيل يعملان على إنهاء الوجود الإيراني في المنطقة، وانعكس ذلك على الملف السوري، ويبدو أن ذلك يتم بتوافق وتراضٍ روسي وتركي، وهذه الهجمات أتت لاستهداف إيران وليس قوات النظام.
وأردف، "لذلك أرى أنه يوجد رابط بين تصريحات نتنياهو والهجمات على حلب، وهذا لا يعني أن المعارضة السورية تقف مع إسرائيل، بل إن الوضع عبارة عن تقاطع مصالح موقتة، والمعارضة تحاول الاستفادة من هذه التغيرات الإقليمية، وتسعى إلى السيطرة على مناطق من قوات الأسد، وتحاول تركيا الحصول على مناطق من قوات قسد، وكل جهة تحاول أن تكون رابحة من الفوضى".

في المقابل اعتبرت أوساط سياسية محايدة أن عبارة نتنياهو للأسد (عن اللعب بالنار) قد تكون محض "مصادفة"، وتعزو ذلك إلى أسباب كثيرة، منها أن المعارضة تدربت بشكل متقن على إدارة العمليات القتالية على مدى سنوات، كما كانت خطة الهجوم مقررة بشكل مسبق. ومن المستبعد ربط شن الهجوم بكلمة نتنياهو أيضاً، لأنه من مصلحة تل أبيب أن تهجم القوات في ذروة حرب غزة أو حرب الجنوب اللبناني لتخفيف الضغط على تل أبيب، ولكن هذا لم يحصل، بل حدث بعد إجراء اتفاق وقف إطلاق نار.

يذكر أن تهديد مدن رئيسة مثل حماة شكل خطراً محدقاً استشعرت به طهران ودمشق، مما دفع باتجاه استخدام مزيد من الفصائل الإيرانية، وهذا مصدر قلق إسرائيلي، وقد يستبعد فرضية التنسيق المسبق بين تل أبيب والفصائل السورية التي أثارت زوبعة بعد إشارة (النار) واللعب بها.

وما بين الحديث حول كلمة السر أو الصدفة في كلمة نتنياهو، يشار إلى وصول "هيئة تحرير الشام" إلى قدر كبير من توسع بقعتها الجغرافية، إثر سيطرتها على مساحة ثمانية آلاف كيلومتر مربع خلال خمسة أيام.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات