Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أسهمت تركيا في تهريب الأسد؟

أنباء عن انعقاد مؤتمر للحوار الوطني في دمشق خلال الأيام المقبلة

بعد انتهاء أسبوع الفرح بسقوط النظام السوري بدأ الحراك السياسي يأخذ زخمه (أ ب)

ملخص

تقارير عن مساعدة أنقرة بشار الأسد بالهرب والخارجية التركية تنفي وبوادر خلاف بين إدارة العمليات العسكرية وفصائل الجنوب والإدارة السياسية في دمشق تنادي بـ"وحدة الشعب السوري".

نفى مصدر في وزارة الخارجية التركية أن تكون أنقرة شاركت في "أي ترتيبات بخصوص هرب بشار الأسد من سوريا ليلة الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري". وأوضح في تصريحات خاصة إلى "اندبندنت عربية" أن "تركيا لم تتواصل مع الأسد قبل هربه، ولا علم لنا إذا كان الأسد تواصل مع إسرائيل أو لا". وأشار إلى أن "طرفاً آخر اتصل بالأسد وطلب منه المغادرة"، مؤكداً في الوقت ذاته وجود "تواصل مباشر ومستمر مع القيادة السورية الجديدة".

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تتوالى التسريبات وتكثر الإشاعات منها الصحيح ومنها المغلوط كما هي الحال في كل حدث يصيب المنطقة.

في السياق قال الصحافي التركي المقرب من الحكومة التركية عبدالقادر سيلفي إن "رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد قدم تفاصيل لإسرائيل عن مواقع مستودعات أسلحته وأنظمة الصواريخ، مقابل السماح له بالفرار من سوريا، مما ساعد الجيش الإسرائيلي على إطلاق غارات جوية على مواقع عسكرية واسعة النطاق في سوريا بعد سقوط الأسد". ونقل الصحافي التركي عن مصادر لم يذكرها أن "الأسد سلم أسراراً عسكرية وتفاصيل واسعة عن أصول عالية القيمة إلى إسرائيل لضمان مروره الآمن خارج البلاد، من ضمنها موقع مخزونات الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ والقواعد العسكرية والبنية التحتية الرئيسة الأخرى لقوات الحكومة السورية"، مضيفاً "في المقابل وافق الجيش الإسرائيلي على ضمان عدم تعرض طائرته الرئاسية للتهديد أثناء توجه الأسد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية قرب اللاذقية، ثم فر من البلاد في وقت لاحق على متن طائرة عسكرية روسية عندما سيطرت المعارضة السورية على دمشق".

في واقع الأمر شنت إسرائيل غارات جوية واسعة جداً، بل هي الأعنف على سوريا خلال الأيام التي تلت سقوط الأسد فدمرت الأسطول السوري والمطارات العسكرية والدفاعات الجوية ومنصات إطلاق الصواريخ، وحتى الطائرات المروحية، من دون أن تؤكد إسرائيل أنها حصلت على خرائط الجيش السوري الذي دمرته من الأسد أو غيره.

من جهته قال أحد وزراء الحكومة السورية الموقتة لـ"اندبندنت عربية" إن "بشار الأسد بالفعل سلم إسرائيل خرائط عسكرية في سوريا"، لكن رئيس تحرير صحيفة "اندبندنت تركية" محمد زاهد غول يرى أن "تسريبات الصحافي عبدالقادر سيلفي قد لا تكون دقيقة".

تركيا تبحث عن دور سعودي

في الأثناء كشف مدير مركز الدراسات العالمية والإقليمية في جامعة "نجم الدين أربكان" غوكهان تشينكارا أن "تركيا تحاول تطوير شراكة مع السعودية في سوريا الجديدة"، وقال تشينكارا "من الأصل كانت الاستراتيجية التركية مبنية على خلق واقع سياسي جديد في سوريا، ولهذا السبب دعمت هيئة تحرير الشام كونها أقوى منظمة على الأرض معادية لنظام الأسد". وأضاف الباحث التركي، "قبل بدء المعركة الأخيرة ضد النظام كانت تركيا تدير الوضع السوري في منصتي أستانا وسوتشي، وفي الوقت ذاته أقامت اتصالات مع هيئة تحرير الشام المهيمنة على إدلب، وبعد بدء عملية ردع العدوان أصبح هذا الأمر أكثر وضوحاً، وتحول التعاون التركي مع هيئة تحرير الشام من اتصالات آنية إلى تعاون استراتيجية". وأوضح تشينكارا أنه "في الوقت ذاته تركيا تعمل على إيجاد توافق مع دول المنطقة في ما يتعلق بالقضة السورية، وهي على اتصال دائم مع السعودية على وجه الخصوص، إذ يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تطوير شراكة مع الرياض في سوريا، والهدف من هذا هو تحقيق التوازن بين مصالح الجهات الفاعلة الإقليمية في سوريا بأقل قدر من الضرر".

بوادر خلاف بين الجنوب والشمال

وسط هذه الأجواء كشف مصدر سوري محلي عن وجود بوادر خلاف قد ينشأ بين "إدارة العمليات العسكرية" من جهة، وبين فصائل الجنوب السوري، وعلى وجه الخصوص الفيلق الثامن الذي يقوده أحمد العودة.

من هو أحمد العودة؟

يتحدر أحمد العودة من مدينة بصرى الشام في محافظة درعا جنوب سوريا، وبعد اندلاع "الثورة السورية" شارك في العمل المسلح ضد النظام، وقاد إحدى فصائل "الجيش السوري الحر"، لكن في يوليو (تموز) 2018 أجرى بوساطة روسية "تسوية" مع النظام، تتضمن تسليم السلاح الثقيل للنظام، وتسوية أوضاع المقاتلين، على أن يبقى مقاتلو العودة تحت إمرته بالأسلحة الخفيفة، وفي عام 2020 حمل مقاتلوه اسم "اللواء الثامن"، وبات اللواء مقرباً من روسيا، وخلال السنوات الأربع الأخيرة حصلت اشتباكات عدة بين اللواء الثامن وقوات النظام، وقبل يومين من سقوط نظام الأسد تحرك العودة مع فصائل الجنوب السوري وطردوا عناصر النظام من درعا والمناطق المحيطة، ووصلوا دمشق ليلة سقوط النظام قبيل ساعات من وصول قوات إدارة العمليات العسكرية التي أطلقت المعركة من الشمال السوري.

من وصل إلى دمشق أولاً؟

وتؤكد مصادر أن اللواء الثامن لم يشارك في معارك حقيقية ضد النظام في الجنوب السوري أو في دمشق. وتوضح أن عناصر اللواء الثامن وصلوا إلى أوتوستراد دمشق قبل سقوط النظام بساعات عدة، وبعد انسحاب عناصر النظام ورمي أسلحتهم دخلت فصائل الجنوب، سواء من درعا أو السويداء إلى دمشق من دون أي قتال، أما قوات إدارة العمليات العسكرية فهي لم تصل إلى دمشق حتى الساعة العاشرة من صباح الأحد، أي بعد ساعات من إعلان سقوط النظام.

وقال أحد المقربين من اللواء الثامن إن "هيئة تحرير الشام كانت خلال السنوات الماضية توجه اتهامات لأحمد العودة بتسليم درعا للنظام"، مضيفاً أن "هناك جهة إقليمية تدعم العودة وهي تختلف جذرياً مع هيئة تحرير الشام"، من دون أن يوضح ما هي هذه الجهة، لكنه استبعد، في الوقت نفسه حصول أي صدام عسكري بين الهيئة واللواء الثامن في المدى المنظور.

الغموض يحيط بمؤتمر دمشق المرتقب

وأفادت وسائل إعلام سورية بأن مؤتمراً للحوار الوطني سيعقد في العاصمة السورية دمشق خلال الأيام المقبلة، من دون أن توضح موعد المؤتمر أو الشخصيات أو الجهات المدعوة إليه.

وأفادت شخصيات عدة في المعارضة السورية بأنه "بالفعل، هناك تحضيرات لمؤتمر وطني شامل سيعقد في دمشق بداية العام الجديد، ومن المقرر أن تتم دعوة نحو 1200 شخصية من مختلف التيارات والطوائف والأعراق السورية"، لكن إدارة الشؤون السياسة لم تؤكد ولم تنف إمكانية عقد المؤتمر.

بدوره قال رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس إنه لم تتم دعوته لمؤتمر كهذا حتى الآن، مضيفاً "لم يسمع به بعد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الإدارة السياسية: نتطلع لكل مكونات الشعب

المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية في دمشق عبيدة أرناؤوط قال إن الإدارة تتطلع "إلى أي مكون من مكونات الشعب السوري لأنه شريك لنا في الوطن، وشريك في البناء، بمن فيهم الأكراد الذين كانوا محرومين من حقوقهم في عهد نظام الأسد". وأضاف، "أي مواطن سوري بغض النظر عن عرقه أو إثنيته أو طائفته، له حقوق وواجبات واشتراكات".

وبعد انتهاء أسبوع الفرح بسقوط النظام السوري بدأ الحراك السياسي يأخذ زخمه في ظل انقسام في الشارع السوري بين مؤيد لخطوات أحمد الشرع ومن يستعجل الحوار الوطني والانتخابات، على رغم أن قضية شمال شرقي سوريا لم تحل بعد.

وفي وقت تواصل فيه أنقرة تأكيدها "وحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال قوات إضافية إلى سوريا لـ"دعم محاربة داعش"، لكن مراقبين يرون أن هذه الخطوة هي للضغط على أنقرة كي تتوصل لاتفاق معين مع الجماعات الكردية المسلحة في شمال شرقي سوريا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير