ملخص
اتفقت مجموعة من السياسيين وزعماء جماعات مسلحة على تشكيل ما وصفوها بأنها "حكومة سلام".
قالت قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية في السودان، إنها ستتعاون مع حكومة جديدة مقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها، في أقوى خطوة تتخذها نحو تقسيم السودان بعد 20 شهراً من الحرب الأهلية.
وتخوض قوات "الدعم السريع" اشتباكات مع الجيش السوداني منذ أبريل (نيسان) من عام 2023، وتسيطر حالياً على مساحات واسعة من وسط وغرب السودان بما في ذلك معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.
وفي شأن تشكيل أي حكومة جديدة لإدارة تلك المناطق أن يمثل تحدياً للحكومة المعترف بها دولياً والتي يقودها الجيش، والتي أُجبرت على الخروج من الخرطوم في عام 2023، وتباشر الآن عملها من بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
واتفقت مجموعة من السياسيين وزعماء جماعات مسلحة على تشكيل ما وصفوها بأنها "حكومة سلام"، بحسب ما قال أعضاء في المجموعة لـ"رويترز" هذا الأسبوع. وقالوا إنها ستكون بقيادة مدنية ومستقلة عن قوات "الدعم السريع"، وستشكل لتحل محل الحكومة في بورتسودان والتي اتهموها بإطالة أمد الحرب.
قتلى الفاشر
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم إن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر السودانية منذ مايو (أيار) الماضي، مناشداً قوات "الدعم السريع" رفع الحصار عن المدينة.
وأضاف تورك في بيان أن الحصار و"القتال المستمر من دون هوادة يدمران حياة الناس كل يوم على نطاق واسع"، وتابع "لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المقلق، يجب على قوات ’الدعم السريع‘ إنهاء هذا الحصار المروع".
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 782 مدنياً وإصابة أكثر من 1143 منذ مايو، مشيرة إلى أدلة تستند جزئياً إلى مقابلات مع الفارين من المنطقة.
وأوضحت أن القتلى والمصابين سقطوا جراء القصف المتكرر والمكثف من جانب قوات "الدعم السريع" لمناطق سكنية مكتظة بالسكان، إضافة إلى الغارات الجوية المتكررة من جانب الجيش السوداني.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان إن مثل هذه الهجمات على المدنيين قد تصل إلى حد جرائم الحرب، ونفى الجانبان مراراً تعمد مهاجمة المدنيين وتبادلا الاتهامات باستهدافهم في الفاشر ومحيطها.
المجاعة
واندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" قبل أكثر من 18 شهراً، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة شملت نزوح أكثر من 12 مليون شخص عن منازلهم، في وقت تواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبات في تقديم الإغاثة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والفاشر واحدة من أكثر خطوط المواجهة احتداماً بين قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور، ويخشى المراقبون من أن يؤدي انتصار قوات "الدعم السريع" هناك إلى هجمات انتقامية على أساس عرقي، كما حدث في ولاية غرب دارفور العام الماضي.
وقال سكان محليون إن قوات "الدعم السريع" هاجمت في وقت سابق ديسمبر (كانون الأول) الجاري المستشفى الرئيس، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص في الأقل.
كما تعرض مخيم زمزم القريب، حيث يقول الخبراء إن هناك مجاعة بين سكانه الذين يزيد عددهم على نصف مليون شخص، لنيران مدفعية قوات "الدعم السريع" خلال الأسبوعين الماضيين، مما أجبر آلافاً على الفرار من المخيم.
مقتل ثلاثة عاملين في برنامج الغذاء
في غضون ذلك قتل ثلاثة عاملين في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الخميس بضربة جوية في السودان، وفق ما جاء في بيان صادر عن المنظمة.
وكتبت الوكالة الأممية في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي أن "برنامج الأغذية العالمي فجع بمقتل ثلاثة من أعضائه بقصف جوي في السودان يوم الخميس الـ19 من ديسمبر"، وأشارت إلى أن "مكتباً ميدانياً تابعاً للبرنامج تضرر من جراء الهجوم".
وأودت الحرب في السودان بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص، وتسببت في ما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويتهم الجيش وقوات "الدعم السريع" باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بصورة عشوائية، وبقصف مناطق سكنية عمداً.
وأمس الثلاثاء أعلنت الولايات المتحدة مساعدة إضافية بقيمة 200 مليون دولار للسودان، الذي قد يشهد أسوأ أزمة غذائية في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة.