ملخص
ذكرت مصادر قضائية لبنانية أن مذكرة التوقيف الصادرة عن الإنتربول تتهم اللواء جميل حسن بالتورط في "جرائم حرب وتعذيب وإبادة جماعية". وقالت المصادر إن حسن مسؤول أيضاً عن الإشراف على إلقاء آلاف الأطنان من البراميل المتفجرة على السكان السوريين، مما أدى إلى مقتل عدد لا يحصى من المدنيين.
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الإثنين إن لبنان سيتعاون مع طلب الشرطة الدولية (الإنتربول) للقبض على مدير المخابرات الجوية السورية اللواء جميل حسن والذي تتهمه السلطات الأميركية بارتكاب جرائم حرب في عهد نظام بشار الأسد، كما دعا ميقاتي أيضاً باريس وواشنطن إلى "الضغط" على إسرائيل من أجل "الإسراع" في سحب جيشها من جنوب لبنان.
برقية رسمية من الإنتربول
وقالت ثلاثة مصادر قضائية لبنانية لوكالة "رويترز" إن لبنان تلقى الأسبوع الماضي برقية رسمية من الإنتربول تحث سلطاته على القبض على جميل حسن إذا كان موجوداً على الأراضي اللبنانية أو إذا دخلها وتسليمه للولايات المتحدة، بينما لا يزال مكان وجود حسن غير معروف.
وقال ميقاتي لـ"رويترز" "نحن ملتزمون بالتعاون مع كتاب الإنتربول المتعلق بتوقيف مدير المخابرات الجوية السورية، كما هو التعاون باستمرار في كل المسائل المتعلقة بالنظام الدولي".
وفي التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، كشفت لائحة اتهام أميركية عن اتهامات ضد جميل حسن (72 سنة) بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك تعذيب المعتقلين، وبعضهم أميركيون، خلال الحرب السورية.
وحسن هو أيضاً واحد من ثلاثة مسؤولين سوريين كبار أدانتهم محكمة فرنسية في مايو (أيار) الماضي، بارتكاب جرائم حرب لتورطهم في اختفاء أب فرنسي سوري وابنه ووفاتهما في ما بعد.
جرائم حرب وتعذيب وإبادة
وبحسب مصادر قضائية لبنانية، فإن مذكرة التوقيف الصادرة عن الإنتربول تتهم حسن بالتورط في "جرائم حرب وتعذيب وإبادة جماعية".
وقالت المصادر إن حسن مسؤول أيضاً عن الإشراف على إلقاء آلاف الأطنان من البراميل المتفجرة على السكان السوريين، مما أدى إلى مقتل عدد لا يحصى من المدنيين.
وعُمم طلب الإنتربول على الأمن العام اللبناني وسلطات مراقبة الحدود.
وقال مصدران أمنيان لـ"رويترز" إن ما يصل إلى ثلاثين من ضباط المخابرات السابقين وضباط الفرقة الرابعة في الجيش في عهد نظام الأسد الذين اعتقلتهم السلطات اللبنانية هم الآن رهن الاحتجاز.
الضغط على إسرائيل
في الموازاة، دعا ميقاتي باريس وواشنطن إلى "الضغط" على إسرائيل من أجل "الإسراع" في سحب جيشها من جنوب لبنان، بعد نحو شهر من سريان وقف إطلاق النار الهش بين تل أبيب و"حزب الله".
والولايات المتحدة وفرنسا عضوان في اللجنة الخماسية التي تضم أيضاً لبنان وإسرائيل وقوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) والتي من المفترض أن تحافظ على الحوار بين الأطراف مع تسجيل انتهاكات وقف إطلاق النار ومعالجتها.
ودخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد شهرين من بدء مواجهة مفتوحة بين إسرائيل و"حزب الله" المدعوم من إيران. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.
من جهتها، حثت "اليونيفيل" في بيان على "الإسراع في انسحاب الجيش الإسرائيلي ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان".
ودعت "جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي انتهاك للقرار 1701 وأي عمل من شأنه أن يضر بالاستقرار الهش السائد حالياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جولة لميقاتي
وخلال جولة قام بها في جنوب لبنان، قال ميقاتي من بلدة الخيام، "لكي يقوم الجيش بمهماته كاملةً على لجنة المراقبة أن تقوم بدورها الكامل والضغط على العدو الإسرائيلي لوقف كل الخروقات".
وفي 11 ديسمبر الجاري، قال الجيش اللبناني إنه انتشر حول بلدة الخيام البعيدة خمسة كيلومترات من الحدود بالتنسيق مع بعثة اليونيفيل، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من هذه المنطقة.
وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق حدودية في جنوب لبنان خلال 60 يوماً، وتعزيز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة لانتشارها في الجنوب عند الحدود الشمالية للدولة العبرية.
مماطلة إسرائيلية
وأكد ميقاتي "يجب أن نراجع أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، وهم الفرنسيون والأميركيون لوضع حد لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً" المنصوص عليها.
وأكد أن "التأخير والمماطلة في تنفيذ القرار الدولي لم تأت من جهة الجيش، بل المعضلة هي في الجانب الإسرائيلي".
من جهتها، ذكرت وكالة الإعلام الوطنية الرسمية الإثنين، أن "العدو الاسرائيلي يستمر في استباحته واعتداءاته على الأراضي اللبنانية الجنوبية"، حيث أقدم على "رفع العلم الإسرائيلي" على تلة بين بلدتي البياضة والناقورة.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل "أنشطته الدفاعية" في الجنوب الإثنين "وفقاً للاتفاق"، مضيفاً أنه "صادر وفكك" أسلحة وتجهيزات عسكرية متنوعة في أحد المستودعات.
وأكد ميقاتي ضرورة "حل كل الخلافات بما يتعلق بالخط الأزرق لكي لا يكون هناك أي مبرر لوجود أي احتلال إسرائيلي على أرضنا".
وتابع "نسعى مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والدول العربية خاصة والدول الصديقة للقيام بإنشاء صندوق ائتمان يشارك فيه الجميع من أجل القيام بإعادة إعمار كل ما تدمر في الجنوب اللبناني".