ملخص
تعد قواعد حماية البيانات في ألمانيا من بين الأكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي، وهو ما تقول الشرطة الاتحادية إنه يمنعها من اللجوء إلى المراقبة بالمقاييس الحيوية حتى الآن.
عكفت ألمانيا اليوم الإثنين على البحث عن إجابات حول ثغرات أمنية محتملة بعد هجوم دهس في سوق لهدايا عيد الميلاد أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وأعاد تسليط الضوء على الأمن والهجرة قبل انتخابات باكرة.
ولا يزال الدافع المحتمل لتنفيذ المشتبه فيه المحتجز حالياً للهجوم مجهولاً، وهو طبيب نفسي سعودي يبلغ من العمر 50 سنة وله تاريخ من الخطاب المناهض للإسلام والتعاطف مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وتعلو التساؤلات حول ما إذا كان من الممكن بذل مزيد من الجهود وما إذا كان بوسع السلطات التصرف بناء على التحذيرات، وسط حال من الحزن تعم البلاد وإقبال مواطنين على وضع باقات الزهور وإضاءة الشموع في ماغديبورغ، حيث وقعت الحادثة الجمعة الماضي.
ودعت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر إلى اعتماد قوانين أكثر صرامة للأمن الداخلي تشمل قانوناً جديداً لتعزيز قوات الشرطة، إضافة إلى إدخال المراقبة بالمقاييس الحيوية.
وقالت فيزر لإعلام ألماني إنه "من الواضح أننا يجب أن نبذل قصارى جهدنا لحماية الشعب الألماني من مثل هذه الأعمال المروعة من العنف، ولتحقيق هذه الغاية تحتاج سلطاتنا الأمنية إلى كل الصلاحيات اللازمة ومزيد من الأفراد".
وأعلن نائب رئيس لجنة الأمن في البرلمان الألماني (بوندستاغ) أنه سيدعو إلى جلسة خاصة، وتساءل عن سبب عدم التحرك وفقاً للتحذيرات السابقة في شأن الخطر الذي شكله المشتبه فيه الذي جرى تحديد هويته فقط على أنه يدعى "طالب.ع" ويعيش في ألمانيا منذ عام 2006.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعا حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض الرئيس إلى تعزيز أجهزة الاستخبارات، ومن المتوقع أن يشكل الحزب الحكومة المقبلة بعد انتخابات ستُجرى في فبراير (شباط) 2024.
وقال المتحدث باسم الحزب غونتر كرينغز للإعلام الألماني إنه "لم يعد بوسعنا أن نرضى بحقيقة قدوم المعلومات حول المجرمين والإرهابيين في كثير من الأحيان من أجهزة الاستخبارات الأجنبية فقط"، مضيفاً "ولهذا السبب تحتاج سلطاتنا الأمنية الألمانية إلى مزيد من الصلاحيات المشابهة لتلك الأجهزة حتى تتمكن من اكتساب مزيد من المعرفة التي تملكها تلك الأجهزة، ولا سيما في المجال الرقمي".
وتعد قواعد حماية البيانات في ألمانيا من بين الأكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي، وهو ما تقول الشرطة الاتحادية إنه يمنعها من اللجوء إلى المراقبة بالمقاييس الحيوية حتى الآن، فيما قالت شرطة مدينة بريمرهافن الواقعة شمال غربي ألمانيا اليوم إنها ألقت القبض على رجل هدد في مقطع فيديو على تطبيق "تيك توك" بارتكاب "جرائم خطرة" في السوق المحلية لهدايا عيد الميلاد، وذكر الرجل في الفيديو أنه سيستهدف في يوم عيد الميلاد الأشخاص الذين يبدو مظهرهم مثل العرب أو مثل شعوب البحر المتوسط.
وقال رئيس مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية هولغر مونش للتلفزيون الألماني مطلع الأسبوع إن ألمانيا تراجع التدابير الأمنية في أسواق هدايا عيد الميلاد وستعالج أي نقاط ضعف، وذكر أن برلين تلقت تحذيراً من السعودية عام 2023 عن المشتبه فيه في هجوم ماغديبورغ، وهو تحذير حققت فيه السلطات الألمانية لكنها وجدته غير واضح.
من جهتها دانت الحكومة السعودية الهجوم وعبرت عن تعازيها لأسر الضحايا. وأبدت استعدادها للتعاون مع السلطات الألمانية في التحقيقات، مؤكدة أن التحذيرات التي أرسلت سابقاً لم تلق اهتماماً كافياً.
الهجوم أثار تساؤلات واسعة حول فعالية سياسات الهجرة والاندماج في ألمانيا، وكذلك عن أهمية التعاون الدولي في مواجهة التهديدات الأمنية المحتملة.
وأعرب السفير السعودي لدى برلين الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان عن "خالص التعازي والمواساة للشعب الألماني ولأسر ضحايا الحادثة التي وقعت في ماغدبورغ، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين. نحن ندين جميع أعمال العنف، ونقف بقوة مع الشعب الألماني".