ملخص
أشار مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون اليوم الإثنين إلى تقلص بعض الفجوات بين إسرائيل وحركة "حماس" في شأن إمكانية وقف إطلاق النار في غزة، لكن من دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام أعضاء الكنيست الإثنين أنه تم إحراز "بعض التقدم" في المفاوضات الرامية إلى الافراج عن الرهائن في غزة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 3 من جنوده في اشتباكات في شمال القطاع، حيث تنفذ قواته عملية تهدف وفقاً له لمنع حركة "حماس" من إعادة تنظيم صفوفها.
وقال الجيش إن جنديين يبلغان 21 سنة وجندياً ثالثاً يبلغ 22 سنة، "سقطوا أثناء القتال" في شمال غزة، ما يرفع خسائره إلى 389 قتيلاً منذ بدئه هجوماً برياً في 27 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي في القطاع الفلسطيني المحاصر.
بعض التقدم
في الموازاة، جاءت تصريحات نتنياهو أمام البرلمان بعد يومين على إعلان ثلاثة فصائل فلسطينية في بيان مشترك نادر من نوعه بأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بات "أقرب من أي وقت مضى".
إذ جرت في الأيام الأخيرة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في الدوحة، عززت الآمال حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق بعد 14 شهراً على اندلاع الحرب.
وقال نتنياهو في الكنيست "لا يمكننا كشف كل ما نقوم به. نتخذ إجراءات لإعادتهم (الرهائن). أود أن أقول بحذر إنه تم إحراز بعض التقدم وسنواصل العمل حتى نعيدهم جميعاً". وتابع "إلى عائلات الرهائن أقول: نفكر فيكم ولن نتخلى عن أحبائكم إذ إنهم أحباؤنا أيضاً".
تقلص بعض الفجوات
في السياق ذاته، أشار مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون اليوم الاثنين إلى تقلص بعض الفجوات بين إسرائيل وحركة "حماس" في شأن إمكانية وقف إطلاق النار في غزة، لكن من دون التوصل إلى حل لنقاط خلاف حاسمة.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات إنه في حين تم حل بعض النقاط العالقة، لم يتم الاتفاق بعد على هوية بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل إطلاق سراح رهائن محتجزين لدى "حماس"، وكذلك لم يتم الاتفاق في شأن تفاصيل النشر الدقيق لقوات إسرائيلية في غزة.
وجاء ما قاله المسؤول الفلسطيني متوافقاً مع تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي قال إن القضيتين لا تزالان قيد التفاوض. ومع ذلك قال شيكلي إن الجانبين أقرب إلى التوصل إلى اتفاق مما كانا عليه قبل أشهر.
وقال شيكلي لهيئة البث العامة الإسرائيلية "راديو كان"، "يمكن أن يستمر وقف إطلاق النار هذه المرة ستة أشهر أو يمكن أن يستمر عشر سنوات، وهذا يعتمد على التحركات التي ستتم على الأرض". وأضاف أن "الكثير يتوقف على السلطات التي ستدير غزة وتعيد تأهيل القطاع بمجرد توقف القتال".
وشكلت مدة وقف إطلاق النار نقطة خلاف أساسية خلال عدة جولات من المفاوضات غير المثمرة. وتريد "حماس" إنهاء الحرب، في حين تريد إسرائيل إنهاء إدارة "حماس" لقطاع غزة أولاً. وقال المسؤول الفلسطيني إن "مسألة إنهاء الحرب تماماً لم يتم حلها بعد".
وقال زئيف إلكين، عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، لإذاعة الجيش إن "الهدف هو إيجاد إطار متفق عليه من شأنه حل نقاط الخلاف خلال مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".
كما أشار الوزير شيكلي إلى أن "المرحلة الأولى ستكون مرحلة إنسانية تستمر 42 يوماً وتتضمن إطلاق سراح رهائن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحذيرات للحوثيين
وبالعودة إلى خطابه أمام الكنيست، وجّه نتنياهو تحذيرات أيضاً إلى المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن الذين أطلقوا الأسبوع الماضي صاروخين باتجاه إسرائيل، أدى أحدهما إلى إصابة 16 شخصاً بجروح في تل أبيب السبت.
وقال "وجّهت قواتنا المسلحة بتدمير البنى التحتية للحوثيين لأننا سنضرب بكامل قوتنا أي طرف يحاول إلحاق الضرر بنا. سنواصل سحق قوى الشر بقوة ومهارة، حتى وإن استغرق الأمر وقتاً".
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية موانئ وبنى تحتية مرتبطة بالطاقة، ذكر الجيش الإسرائيلي أنها أسهمت في عمليات الحوثيين، بعدما ألحق صاروخ أطلقه المتمردون اليمنيون أضراراً بمدرسة إسرائيلية الأسبوع الماضي.
وأفاد الحوثيون بأن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص.
توسيع "اتفاقيات أبراهام"
وأكد نتنياهو أيضاً بأنه يرغب في إبرام اتفاقيات سلام جديدة على نسق "اتفاقيات أبراهام" التي تم التوصل إليها مع البحرين والإمارات والمغرب بوساطة أميركية في عام 2020.
وقال "تنظر الدول العربية المعتدلة لإسرائيل كقوة إقليمية وحليف محتمل"، مضيفاً "أعتزم اغتنام هذه الفرصة على أكمل وجه، وأخطط مع أصدقائنا الأميركيين لتوسيع اتفاقيات أبراهام، وبذلك سيتغيّر وجه الشرق الأوسط بشكل أكثر جذرية".
تبني اغتيال هنية
من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين أن بلاده قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في وقت سابق من هذا العام، كما حذّر المتمردين الحوثيين في اليمن من "قطع رؤوس" قياداتهم.
وقال كاتس في أول اعتراف علني بأن إسرائيل كانت وراء مقتل هنية في يوليو (تموز) الماضي في العاصمة الإيرانية، "سنضرب الحوثيين بقوة، ونستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم، تماما كما فعلنا مع هنية، و(يحيى) السنوار، و(حسن) نصر الله في طهران وغزة ولبنان، وسنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء".
وأضاف في بيان لوزارة الدفاع، "أريد أن أنقل للحوثين رسالة واضحة، لقد هزمنا حماس، وهزمنا ’حزب الله‘، وأعمينا أنظمة الدفاع في إيران وألحقنا الضرر بأنظمة إنتاجها".
وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي، "أسقطنا نظام الأسد في سوريا، ووجهنا ضربات قاسية لمحور الشر، وسنضرب بشدة أيضاً منظمة الحوثيين الإرهابية في اليمن التي لا تزال آخر منظمة تستهدف اسرائيل".
وهدد "كل من يرفع يده على إسرائيل ستقطع، وتضربه اليد الطويلة للجيش الإسرائيلي وتقوم بمحاسبته".