Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حماس" تلجأ إلى أساليب قتال بدائية تعجز إسرائيل عن مواجهتها

تل أبيب تؤكد أن الحركة انتهت وأن مقاتليها يعملون ضمن مجموعات صغيرة على شكل عصابات

تكتيكات عسكرية تشمل الطعن والعمليات الانتحارية بالأحزمة الناسفة ومهاجمة الدبابات (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

-لجأت "حماس" إلى أساليب قتالية بدائية مثل الطعن وتفجير الأحزمة الناسفة، فهل يعني هذا انتهاء سلاح الحركة أو مجرد تكتيكات قتالية جديدة؟

-قدرات "حماس" العسكرية اقتربت من الصفر، ولم يعد لها القدرة على إطلاق الصواريخ

في عملية أمنية معقدة تسلل عنصر "حمساوي" يحمل سكنياً إلى منزل في شمال غزة، كان قد حوله الجيش الإسرائيلي إلى ثكنة عسكرية ومركز اعتقال موقت، ونجح المقاتل في اقتحام المبنى، بواسطة الأداة الحادة وطعن ثلاثة جنود وقتلهم، هذه العملية كشفت عن لجوء الفصائل الفلسطينية إلى أساليب قتالية جديدة ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل غزة.

لم تكن عملية الطعن التكتيك الجديد أو الوحيد الذي كشفت عنه "حماس"، بل استخدمت الحركة في الفترة الأخيرة أساليب قتالية جديدة لجأت إليها للمرة الأولى في مواجهة القوات الإسرائيلية داخل غزة، وهذه التكتيكات تحمل في طياتها رسائل كثيرة، وتكشف عن وضع الفصائل الفلسطينية العسكري بعد 15 شهراً من الضربات العسكرية الإسرائيلية.

سلاح أبيض في الحروب؟

وفي تفاصيل عملية استخدام السلاح الأبيض لمواجهة القوات الإسرائيلية المدججة بالأسلحة، فإن المقاتل الحمساوي، بعد تسلله إلى البيت الذي أصبح ثكنة عسكرية، تمكن من طعن ضابط وثلاثة جنود بالسكين كانوا يحرسون الموقع ثم اغتنم أسلحتهم.

وداهم المقاتل الثكنة العسكرية بالسلاح الإسرائيلي واشتبك مع القوة الموجودة في المكان، ثم تمكن من تحرير عدد من المواطنين الغزاويين الذين اعتقلهم الجيش من مناطق متفرقة في شمال غزة واقتادهم إلى الموقع العسكري.

في الحقيقة، يعد استخدام السلاح الأبيض في الحروب أمراً غريباً جداً، ولكن في غزة لم تكن هذه الحادثة فردية بل تكررت ثلاث مرات في غضون أسبوع واحد فحسب، إذ كشفت "حماس" عن لجوئها إلى هذا الأسلوب وتنفيذها عمليات طعن جنود إسرائيليين ضمن القوات المتوغلة في شمال القطاع.

حرب استنزاف

اعترفت إسرائيل بالحادثة، وأعلن المتحدث العسكري دانيال هاغاري أن ضابطاً وثلاثة جنود قتلوا في شمال غزة في عملية غريبة لجأت إليها "حماس"، معتبراً أن "الحركة تحور من أساليبها وتلجأ إلى حرب العصابات".

في الواقع، تحولت الحرب بين "حماس" وإسرائيل إلى معركة استنزاف طويلة، وأعلنت الفصائل الفلسطينية المسلحة استعدادها لحرب الشوارع وحرب العصابات، وكشفت عن لجوء المقاتلين إلى استخدام تكتيكات جديدة لمهاجمة جنود الجيش.

وإلى جانب استخدام السلاح الأبيض في مواجهة القوات الإسرائيلية المدججة بالأسلحة، لجأ مقاتلو "حماس" إلى العمليات الانتحارية أو التفخيخية، إذ فجر عنصر من الحركة نفسه في مجموعة جنود بواسطة حزام ناسف.

عملية تفجير

وفي تفاصيل العملية، فإن مقاتل حمساوي تمكن من قتل قناص إسرائيلي ومساعده، وبعد ساعات من الزحف إلى المكان بدل ملابسه بالزي العسكري ونجح في التنكر، ثم وصل إلى قوة إسرائيلية مكونة من ستة جنود وفجر نفسه وسطهم بواسطة حزام ناسف.

ومن العمليات الجديدة التي طورتها "حماس"، تمكن مقاتل من تشغيل طائرة "درون" تسمى "الزواري" محملة برؤوس متفجرة واستهدف بواسطتها موقعاً عسكرياً، وفي حالة أخرى نجح أحد العناصر المسلحة من الوصول إلى دبابة "ميركافا" وألقى داخلها قنبلتين يدويتين.

الأساليب الجديدة التي يتبعها مقاتلو "حماس" أثارت تساؤلات حول سبب اللجوء إليها، وإذا ما كانت الفصائل الفلسطينية ستعتمد على هذه التكتيكات في الحرب وأن هذه البداية فحسب، أما إنها مجرد رسائل مبطنة للجيش الإسرائيلي.

السبب انتهاء السلاح

يقول أستاذ العلوم العسكرية ماجد الخالدي "مجبرة ومضطرة حركة ’حماس’ لتحديث أساليبها القتالية ضد إسرائيل، ولا حلول أمامها إلا في اللجوء إلى تكتيكات السلاح الأبيض والعمليات الانتحارية وما يشبه أشكال المواجهة المباشرة".

ويضيف "لجوء ’حماس’ الاضطراري لهذه الخيارات جاء بسبب نقص الذخيرة وإمدادات السلاح، إذ أحكمت إسرائيل سيطرتها على جميع الحدود وقطعت غزة ومنعت التنقل بين أجزاء القطاع، ثم كثفت الضربات العسكرية وهذا سلب ’حماس’ قدراتها العسكرية والبشرية".

ويوضح الخالدي أن لجوء "حماس" إلى السلاح الأبيض يوحي بأن مقاتليها لا يملكون أدوات أخرى، وهذا الأمر يعد طبيعياً، لأن استمرار قتال الجنود حتى لو بالسكاكين يعد تحولاً في النهج وتجديداً في الأساليب وتطويع الموجود لمواجهة الجنود.

وبحسب الخالدي، فإن قدرات "حماس" العسكرية اقتربت من الصفر، ولم يعد لها القدرة على إطلاق الصواريخ والمواجهة بواسطة السلاح، وهذا ما يظهر جلياً عندما يستخدم عناصر الحركة وسائل جديدة ضد القوات الإسرائيلية.

ويرى أستاذ العلوم العسكرية أن "حماس" تحولت من حركة منظمة إلى مجموعات عسكرية، وبسبب غياب القيادة العامة يضطر المقاتلون إلى ابتكار أساليب جديدة بما هو متاح لديهم، مثل استخدام الأسلحة البيضاء والأحزمة الناسفة، ولا يعتقد الخالدي أن إسرائيل تستطيع مواجهة هذا النوع من الهجمات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حماس" تعزز قدراتها

يقول المتحدث العسكري باسم الحركة أبوعبيدة "في هذه الحرب طورنا أساليبنا القتالية، ولا تزال لدينا قدرات بشرية تستطيع القتال والمواجهة، ولذلك عززنا القدرات الدفاعية لمواجهة الجنود الإسرائيليين من طريق اتباع وسائل قتالية جديدة".

ويضيف "الآن ’حماس’ تخوض حرب استنزاف طويلة وتستخدم تكتيكات حرب العصابات وتعتمد عليها في عديد من الهجمات، نسعى باستمرار إلى تطوير هذا الأسلوب الذي لن تستطيع إسرائيل مواجهته نهائياً".

وفي إسرائيل يقول المتحدث العسكري دانيال هاغاري "’حماس’ انتهت ولم تعد حركة نظامية، الآن مقاتلوها يعملون ضمن مجموعات صغيرة على شكل عصابات، نعم يواصلون العمل بطريقة غير مألوفة للجيش وقد يكونون يتلقون تدريبات، لكن المؤكد أننا سنواصل العمل ضدهم وسوف نقضي على الحركة وهيكليتها، هذا الأمر حتمي وضمن أهدافنا لهذه الحرب".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات