Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المنطقة أمام تسويات كبيرة... نصائح مستشاري ترمب تثير قلق الأردن

ما بين "توسع إسرائيل" و"غزو المملكة" ونهاية "حل الدولتين" ترقب وحذر يسودان الوسط السياسي

اتسمت فترة رئاسة ترمب الأولى بعدد من المحطات والمؤشرات المقلقة للأردن (أ ف ب)

ملخص

-دعوات أميركية للتركيز في المرحلة المقبلة على مصالح المملكة والتحديات التي قد تواجهها وليس على "مستقبل الدولة الفلسطينية" لأن المنطقة ستشهد تسويات كبيرة.

-اتسمت فترة رئاسة ترمب الأولى بمؤشرات مقلقة لجهة أنه لم يلتق العاهل الأردني طوال فترة رئاسته سوى مرة واحدة، بينما لخص رئيس الوزراء الأردني السابق بشر خصاونة هذه الفترة بقوله "كنا هدفاً لإدارته".

أثارت تصريحات عدة منسوبة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مخاوف الأردنيين، وزاد القلق لديهم مع اقتراب الـ20 من يناير (كانون الثاني) 2025 وهو موعد بدء فترة رئاسته الثانية للولايات المتحدة.

وعلى رغم احتفاظ الأردن الرسمي بعلاقات مؤسساتية وإيجابية مع دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة مثل الكونغرس والحزبين الديمقراطي والجمهوري، فإنه يترقب بحذر سياسة ترمب الجديدة في الشرق الأوسط، التي قد تطال تداعياتها الساحة الأردنية وتمثل مخاوف عميقة لدى الأردنيين، إذ تتناول قضايا حساسة تتعلق بالأمن القومي والسيادة الأردنية.

نصيحة من ترمب

فقبل أيام فقط قالت تقارير محلية، إن مستشارين مقربين من ترمب نصحوا مسؤولين وسياسيين أردنيين بالتركيز في المرحلة المقبلة على المصالح الأردنية والتحديات التي تواجهها المملكة وليس على "مستقبل الدولة الفلسطينية" لأن المنطقة ستشهد تسويات كبيرة.

واتسمت فترة رئاسة ترمب الأولى بعدد من المحطات والمؤشرات المقلقة للأردن، إذ لم يلتقِ العاهل الأردني طوال فترة رئاسته سوى مرة واحدة، بينما لخص رئيس الوزراء الأردني السابق بشر خصاونة هذه الفترة بقوله، "كنا هدفاً لإدارة ترمب"، في إشارة منه إلى الضغوط والمواجهة السياسية مع طاقم ترمب وصهره، جاريد كوشنير، التي وصلت إلى محاولات لعزل الأردن، بحسب خصاونة. ورفع الأردن طوال الأعوام الماضية عنوان "حل الدولتين" الذي يمثل طوق نجاة لاستبعاد أي حلول على حساب عمان، كما يعد مصلحة أردنية تنهي كثيراً من المخاوف السياسية كالتوطين والوطن البديل.

أولويات أردنية

لكن في المقابل يراقب الأردنيون في الوقت الحالي موقف ترمب من تنفيذ إسرائيل مشروع ضم الضفة الغربية، وهو ما تراه عمان بمثابة تهديد وجودي للدولة الأردنية.

ويقول مراقبون، إن دعوة ترمب الأردن للتركيز على قضاياه الداخلية، هي محاولة لتغيير الأولويات الأردنية بعيداً من القضية الفلسطينية، مما يضعف دوره بوصفه راعياً للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

ويشير المتخصص في مجال العلوم السياسية أمين المشاقبة إلى أن مستشاري ترمب ينصحون الأردن بالفعل بعدم التحدث كثيراً عن القضية الفلسطينية والتركيز على مصالحه الذاتية، موضحاً أن عودة ترمب للبيت الأبيض تشكل أخطاراً للأردن، أبرزها القلق المتزايد من دعمه لضم الضفة الغربية، وسعيه لإعادة طرح "خطة السلام"، وقد تؤدي سياساته في الشرق الأوسط إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، مما يؤثر سلباً في الأردن ديموغرافياً، فيما تؤكد مصادر سياسية مطلعة تحدثت لـ"اندبندنت عربية" أن الأردن حليف تقليدي للولايات المتحدة، ومن السابق لأوانه الحكم على سياسة ترمب في البيت الأبيض، وعلى رغم أن مثل هذه التصريحات تتجاهل الثوابت الأردنية فيما يخص القضية الفلسطينية ورفض مشاريع التوسع الإسرائيلي، لكنها أيضاً قد تعكس بعض المخاوف من توسع الإسلام السياسي في المنطقة بعد التحول الذي حدث في سوريا ومن ثم تأثيره في المصالح الأميركية والغربية.

توسيع مساحة إسرائيل

ونقلت قناة الـ12 الإسرائيلية عن ترمب قوله في أغسطس (آب) الماضي، إن "مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، وكثيراً ما فكرت كيف يمكن توسيعها". وتساءل ترمب أمام الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، هل هناك طريقة للحصول على مزيد من الأراضي لإسرائيل، لأنها صغيرة على الخريطة مقارنة مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط؟ لم تصدر الحكومة الأردنية بياناً رسمياً في ذلك الوقت رداً على هذه التصريحات، على رغم انتقادات واسعة أطلقها حزبيون وبرلمانيون ونشطاء سياسيون.

وأحيت هذه التصريحات في حينه مخاوف أردنية من مخططات إسرائيلية قديمة تستهدف الأراضي الأردنية في سياق ما يعرف بمشروع "إسرائيل الكبرى". كما عززت هذه التصريحات الخشية من أن يعيد ترمب إحياء ما عرف بـ"خطة السلام" التي تبنتها إدارته خلال ولايته الأولى.

لكن مراقبين يعتقدون أن هذه التصريحات لا تعني أمراً واقعاً خصوصاً أن بعضها جاء في إطار حملته الانتخابية، ويؤكد هؤلاء وجهة نظرهم بالإشارة إلى رفض ترمب القول صراحة الأسبوع الماضي ما إذا كان يدعم حل الدولتين أو ضم إسرائيل للضفة الغربية، في تراجع واضح عن مواقف تبناها بقوة خلال إدارته الأولى. حيث سئل ترمب في مقابلة مع مجلة "تايم" الأميركية الأسبوع الماضي، عما إذا كان يدعم حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فقال إنه يدعم "أي حل لتحقيق السلام"، مع الإشارة إلى وجود "بدائل أخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غزو الأردن

من جهة أخرى قال الباحث وعضو مركز ديان في جامعة تل أبيب، يشوع مئيري، إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ذكر في آخر محادثة مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، أنه "من الضروري الاستعداد لاحتمال اضطرار إسرائيل لغزو الأردن في حال وقوع انقلاب إسلامي". وأضاف في مدونة عبر حسابه على منصة "إكس"، "المحادثات بين ترمب ونتنياهو استعرضت الوضع الجيوسياسي، واتفقا على أن إيران بعد معاناتها في سوريا ولبنان، ستستثمر جهودها في السيطرة على الأردن". في هذا السياق يؤكد سميح المعايطة وزير الإعلام الأردني السابق، أن "العام الجديد يأتي بخريطة إقليمية جديدة أزالت عن الأردن تحديات كغياب تهديد إيران والنظام السوري وجاءت بأخرى، قدوم ترمب".

لا يخفي المعايطة قلق الأردن والأردنيين من الإدارة الأميركية الجديدة، ويطالب بأجندة أولويتها لأن القضية الفلسطينية في رأيه تمر في أصعب مراحلها، و"نتنياهو الذي يشعر بنشوة الانتصار الإقليمي سيذهب مع حليفه الأفضل ترمب إلى مشروع دفن الدولة الفلسطينية واستثمار كل المعطيات لإيجاد حل نهائي للقضية بلا دولة".

بينما يبدد الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني في تصريحات كل هذه المخاوف بالقول، إن علاقات الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية "استراتيجية ومؤسساتية، بعيداً من الحزب الحاكم في واشنطن".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير