ملخص
اكتسبت المحاولات الجديدة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب، قوة دافعة هذا الشهر على رغم عدم الإعلان عن أي تقدم.
فيما تتواصل المحادثات بين إسرائيل و"حماس" لإطلاق سراح 100 رهينة لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، كشف تحقيق عسكري نشر أمس الثلاثاء، أن أنشطة للجيش الإسرائيلي كان لها "تأثير" على قرار حركة "حماس" قتل ستة رهائن في غزة خلال أغسطس (آب) الماضي.
أثارت عملية استعادة جثث ست رهائن إسرائيليين في سبتمبر (أيلول)، منها جثة الأميركي الإسرائيلي هيرش غولدبرغ بولين، صدمة عميقة في إسرائيل، مما دفع نصف مليون شخص إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع لمطالبة الحكومة بإبرام صفقة رهائن مع "حماس".
أطلق النار على الستة الذين خطفهم مسلحون فلسطينيون خلال الهجوم الذي قادته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قبل ما بين 48 و72 ساعة من عثور القوات الإسرائيلية عليهم، وفقاً لتقديرات وزارة الصحة.
كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري قال في إفادة صحافية حينها، إن الرهائن الست قتلوا "قبل وقت قصير من وصولنا إليهم" وإنهم كانوا في نفق بمنطقة رفح.
وخلص التحقيق إلى أن الرهائن قُتلوا على يد خاطفيهم، وأن نشاط الجيش الإسرائيلي "في المنطقة، على رغم كونه تدريجياً وحذراً، كان له تأثير في حينه" على قرار المسلحين بتنفيذ عمليات القتل.
صفقة الرهائن
وأوضح التحقيق أن الجيش لم يكن لديه معلومات استخباراتية مسبقة عن وجود الرهائن الستة في المنطقة.
وقال منتدى الرهائن والعائلات المفقودة في بيان أمس الثلاثاء، "يثبت التحقيق الذي نُشر الليلة مرة أخرى أن عودة جميع الرهائن لن تكون ممكنة إلا من خلال صفقة".
وكان المنتدى قال عقب استعادة جثث الرهائن، "إسرائيل ملزمة أخلاقياً وأدبياً باستعادة جميع المقتولين وإعادة جميع الرهائن الأحياء".
وتتواصل المحادثات بين إسرائيل و"حماس" لإطلاق سراح 100 رهينة لا يزالون محتجزين لدى "حماس" في غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن فريق تفاوض إسرائيلياً يعتزم العودة إلى إسرائيل من قطر، لإجراء "مشاورات داخلية" في شأن صفقة الرهائن بعد أسبوع مهم من المحادثات حول غزة.
واكتسبت المحاولات الجديدة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب، قوة دافعة هذا الشهر على رغم عدم الإعلان عن أي تقدم.
وقال نتنياهو أول من أمس الإثنين، إنه تسنى إحراز تقدم في المفاوضات الجارية مع "حماس" حول الأسرى لكنه لا يعرف متى ستظهر نتائج ذلك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصرح مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون أول من أمس، بأن الفجوات بين إسرائيل و"حماس" حول وقف محتمل لإطلاق النار في غزة تقلصت رغم عدم حل الخلافات الجوهرية.
إخلاء المستشفيات
من جانبها، قالت وزارة الصحة في غزة أمس الثلاثاء، إن قوات إسرائيلية أجبرت مسؤولي المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع على إخلائه من المرضى الذين وصل كثيرون منهم إلى مستشفى آخر على بعد أميال في مدينة غزة، بعضهم سيراً على الأقدام.
والمستشفى الإندونيسي أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً في شمال القطاع الذي يتعرض لضغوط عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.
وتقول إسرائيل، إن عملياتها حول التجمعات السكنية الثلاثة المحيطة بالمستشفى، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، تستهدف مسلحي حركة "حماس".
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي، أن المستشفى الإندونيسي استخدمه مسلحون لشن هجمات على القوات الإسرائيلية، وأن الجيش "سهل الإجلاء الآمن للمدنيين والمسعفين والمرضى من المنطقة قبل وأثناء العملية".
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء شمال غزة من السكان بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقال مدير عام وزارة الصحة في القطاع منير البرش، إن الجيش الإسرائيلي أمر مسؤولي المستشفى بإخلائه أول من أمس، قبل اقتحامه في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، وإجبار من بداخله على المغادرة.
وأضاف، أن مستشفيين آخرين في شمال غزة، وهما العودة وكمال عدوان، تعرضا أيضاً لاعتداءات متكررة من قوات إسرائيلية. وقال مسعفون، إن القوات الإسرائيلية تعمل في محيط مستشفى كمال عدوان منذ الإثنين.
ويرفض المسؤولون في المستشفيات الثلاثة حتى الآن الأوامر الإسرائيلية بإخلائها أو ترك المرضى من دون رعاية منذ بدء الهجوم العسكري الجديد في الخامس من أكتوبر 2024.
وتقول إسرائيل، إنها تعمل على تسهيل توصيل الإمدادات الطبية والوقود ونقل المرضى إلى مستشفيات أخرى في القطاع خلال تلك الفترة بالتعاون مع وكالات دولية مثل منظمة الصحة العالمية.
وذكر مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبوصفية، أنهم قاوموا أمراً جديداً من الجيش الإسرائيلي بإجلاء مئات المرضى والأطباء والموظفين، مضيفاً أن المستشفى يتعرض باستمرار لإطلاق نار مما أدى إلى إتلاف المولدات ومضخات الأوكسجين وأجزاء من المبنى.
وذكر مسؤول أمني إسرائيلي أن المنطقة معقل لـ"حماس". وقال المسؤول، "كمال عدوان هو منطقة القتال الأكثر تعقيداً في جباليا... نحن حذرون للغاية".
غارات جديدة
في الوقت نفسه، استمر القصف الإسرائيلي على مناطق أخرى من القطاع. وقال مسعفون، إن تسعة فلسطينيين على الأقل، من بينهم أحد أفراد الدفاع المدني، قتلوا في أربع غارات عسكرية منفصلة بأنحاء غزة، أمس الثلاثاء.
وقالت مصادر طبية، إن ستة أشخاص قتلوا في غارة جوية شنتها إسرائيل على جباليا بشمالي قطاع غزة في وقت لاحق من أمس الثلاثاء، ليرتفع بذلك عدد قتلى اليوم إلى 15.