Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل انهارت مفاوضات "عض الأصابع" بين "حماس" ونتنياهو؟

مراقبون: الحركة تريد إحراج الإسرائيلي أمام ائتلافه والأخير يضع خطوطاً حمراء "قاسية" أمام الاتفاق

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن "مفاوضات وقف النار في غزة لا تزال مستمرة" (أ ف ب)

ملخص

في الواقع، صاغت "حماس" رأيها بعناية، واختارت مفردات دقيقة للتعبير عما جرى التوصل إليه في محادثات ملف غزة، ولم تلمح الحركة إلى انهيار المفاوضات أو وصولها إلى طريق مسدود، بل أكدت أن التوصل للاتفاق كان متاحاً، أي أنها في انتظار الرد الإسرائيلي.

على رغم قرب التوصل إلى اتفاق في شأن غزة، تبادل طرفا الحرب الاتهامات بعرقلة صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، لكن هل يعني هذا أن مفاوضات التهدئة انهارت ووصلت إلى طريق مسدود، أم أن من الممكن استكمالها؟

بعد يومين من مغادرة فريق التفاوض الإسرائيلي العاصمة القطرية الدوحة متجهاً إلى تل أبيب، أصدرت حركة "حماس" بياناً جاء فيه أن "مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير بشكل جدي، غير أن إسرائيل وضعت قضايا وشروطاً جديدة مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحاً".

مناورة "حماس – نتنياهو"

في الواقع، صاغت "حماس" رأيها بعناية، واختارت مفردات دقيقة للتعبير عما جرى التوصل إليه في محادثات ملف غزة، ولم تلمح الحركة إلى انهيار المفاوضات أو وصولها إلى طريق مسدود، بل أكدت أن التوصل للاتفاق كان متاحاً، أي أنها في انتظار الرد الإسرائيلي.

ويبدو أن "حماس" في بيانها تحاول إحراج إسرائيل وتحميلها المسؤولية، أو تمارس ضغطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل اتخاذ قرار بسرعة وعدم الرضوخ لضغوط ائتلافه الحاكم، وتسعى فعلياً لاستكمال المحادثات حتى الإعلان عن الاتفاق.

يقول أستاذ العلوم السياسية إيهاب عياد "من الواضح أن (حماس) ليست قوية بما يكفي في المفاوضات، إذ لم تغلق الباب أمام نتنياهو وتعلق المفاوضات وتجعلها تنهار كما فعلت سابقاً، بل مارست عليه ضغطاً حتى تنقلب عليه الآراء الدولية والإسرائيلية".

 

ويضيف "لم تفشل المفاوضات أو تصل إلى طريق مسدود، والدليل أن (حماس) لم تصدر بيانها في شأن المحادثات إلا بعد يومين من مغادرة فريق التفاوض الإسرائيلي، أي منحت إسرائيل فرصة للجلوس مع فريقهم والتباحث في شأن تنفيذ التفاهمات، وبعد ذلك نشرت بيانها، إنها خطوة ذكية وفيها إحراج لنتنياهو".

في إسرائيل أيضاً لم يعلن أحد عن انهيار مفاوضات غزة، إذ بعد بيان "حماس" رد نتنياهو قائلاً إن "الحركة الفلسطينية هي من يخلق عقبات جديدة أمام التوصل إلى اتفاق"، ثم أضاف "لن أوافق على إنهاء الحرب قبل أن نجتث الحركة".

وكما فعلت "حماس" صاغ مكتب نتنياهو البيان بعناية واختار المفردات بحرفية، ولم يعلن عن انهيار المفاوضات، إذ أوضح أنه لا يزال يجري مشاورات داخلية في شأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وعلى نطاق الوسطاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن "مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مستمرة، على الجميع التعاون مع الوساطة، ولا يمكن التنبؤ بموعد الوصول لاتفاق، لأننا ما زلنا في إطار المناقشات الفنية والتقنية".

ما الذي حدث؟

إذا كان الجميع ("حماس" وإسرائيل والوسطاء) يؤكد عدم انهيار المفاوضات، فما الذي حدث بين طرفي الحرب وأدى إلى هذا التراشق الكبير على أعلى مستوى بين إسرائيل والحركة الفلسطينية؟

علمت "اندبندنت عربية" أن ثمة تطورات في المحادثات تسببت بخلق فجوات بين "حماس" وتل أبيب وأدت إلى إنهاء المحادثات وعودة كل طرف إلى قيادته السياسية من أجل التشاور في شأن الصلاحيات واستكمال المحادثات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بحسب المعلومات، فإن إسرائيل طلبت من حركة "حماس" إحصاء جميع الرهائن وتقديم لائحة تحتوي على الأموات والأحياء، ورفض فريق تل أبيب التفاوضي قائمة "حماس" التي قدمتها سابقاً وتتضمن أسماء الرهائن المراد تحريرهم في الصفقة المنتظرة.

يقول متحدث "حماس" جهاد طه "نواجه صعوبة في تحقيق شرط إسرائيل في شأن تقديم قائمة بالرهائن، إذ تبين أنه لا يزال من الصعب التواصل مع التنظيمات الأخرى بسبب الظروف الأمنية في غزة، وخلال فترة الهدنة ستكون (حماس) مستعدة لتقديم قائمة كاملة بأسماء الإسرائيليين".

تتهم إسرائيل محمد السنوار وهو شقيق زعيم "حماس" الراحل يحيى السنوار، برفض تقديم قائمة كاملة بالرهائن خلال المفاوضات، وأنه وضع شروطاً جديدة هدفها عرقلة المحادثات، حيث تراجع عن مرونة الحركة في جولات التفاوض.

لكن ينفي طه ذلك، ويقول "قيادة (كتائب القسام) الميدانية في غزة تعمل بشكل متناغم مع قيادة الحركة السياسية وهناك توافق تام بينهما، لقد منح المقاتلون تفويضاً كاملاً للقائم بأعمال رئيس (حماس) خليل الحية لتنفيذ ما يراه في مصلحة سكان غزة".

 

ومن بين العراقيل الجديدة تراجع إسرائيل عن السماح بعودة النازحين إلى النصف الشمالي من القطاع، وكذلك رفضها إنهاء الحرب عقب تنفيذ المراحل الثلاث للصفقة، وفعلياً قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "سأسيطر على غزة بعد الحرب، ولن ننسحب من محور فيلادلفي".

وأصدر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً ذكر فيه الخطوط الحمر. وهي رفض حازم لإمكانية إطلاق سراح مروان البرغوثي، والإصرار على حق الفيتو بمواجهة إطلاق عدد من الأسرى "الخطرين"، وإبعاد أسرى محددين إلى خارج فلسطين، والبقاء في معظم أنحاء محور صلاح فيلادلفي، وعدم وقف للحرب بأية حال.

انتقادات ودعوات

بعد الخطوط الحمراء تعرض نتنياهو لانتقادات شديدة، إذ قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ "أدعو قيادتنا إلى التحرك بكل قوة، والتوصل إلى صفقة، هذه هي وظيفتكم، لديكم دعمي الكامل لإبرام صفقة، نحن نمر بفترة مصيرية بالنسبة إلى عودة الرهائن، افعلو ذلك الآن".

ودعا الحاخام الإسرائيلي الأكبر ديفيد يوسف إلى التوصل إلى صفقة لإعادة الرهائن ولو كان ذلك يعني إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم أصحاب المحكوميات العالية، وقال "وفقاً للشريعة اليهودية يجوز بل من الضروري إطلاق سراح المخربين، حتى لو كانت أيديهم ملطخة بالدماء، مقابل إطلاق سراح المختطفين بأنفاق (حماس) في قطاع غزة".

يتوقع الباحث السياسي رافي سكر أن تعود المفاوضات بعد أيام، ويقول "في كل الأحوال لن يتجاوز نتنياهو مهلة ترمب في شأن إبرام الصفقة قبل تنصيبه، وأيضاً هناك رغبة سياسية لدى الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى صفقة ولكن في توقيت مختلف، أي بالتزامن مع دخول الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض".

ويوضح سكر أن التعثر في المفاوضات ليس ناتجاً من نقاش فلسطيني- إسرائيلي، بل هو في الأساس نقاش داخلي إسرائيلي، ونقاش آخر حمساوي، وفي كل الحالات فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية انتهت في غزة، وما تبقى فقط هو إجراء ترتيب لمستقبل القطاع بعد "حماس".

المزيد من متابعات