Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطاع البناء الإسرائيلي يستعين بالهنود لتعويض غياب العمالة الفلسطينية

16 ألف عامل وصلوا من نيودلهي منذ العام الماضي لسد حاجة السوق من البُناة

كان هناك نحو 80 ألف فلسطيني يعملون في قطاع البناء إضافة إلى نحو 26 ألف عامل أجنبي قبل السابع من أكتوبر (أ ف ب)

ملخص

بحسب باحثين فإن أنشطة البناء في الربع الحالي من عام 2024 أقل بنسبة 25 في المئة عن مستويات ما قبل الحرب

يتنقل راجو نيشاد مرتدياً حزام الأمان والخوذة وحذاء العمل بين السقالات ويدق الحجارة التي ستشكل جزءاً من مبنى بحي جديد في مدينة بئر يعقوب، ويبدو وجود نيشاد وغيره من العمال الهنود الذين يعملون إلى جانبه في الموقع مألوفاً، إلا أنهم لم ينضموا إلا أخيراً إلى قطاع البناء في إسرائيل.

يندرج وجود هؤلاء ضمن جهود الحكومة لملء الفراغ الذي تركه عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين الذين منعوا من دخول إسرائيل في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأدى الهجوم إلى اندلاع حرب هي الأعنف بين إسرائيل و"حركة حماس" في قطاع غزة، والتي دخل على خطها أيضاً "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن، فضلاً عن المواجهات مباشرة بين إسرائيل وإيران.

ولم تثن الحرب نيشاد (35 سنة) عن المجيء إلى إسرائيل، ويقول، "لا يوجد ما يخيف هنا"، على رغم إطلاق صفارات الإنذار مراراً والركض نحو الملاجئ. ويضيف، "بمجرد أن تتوقف الصفارات، نعود لاستئناف العمل".

تعد الرواتب مرتفعة في إسرائيل، حيث يمكن للبعض كسب ثلاثة أضعاف المبالغ التي يجنونها في بلدانهم، وهو ما يعد عامل جذب رئيساً.

تخطط إسرائيل لجلب الآلاف

ونيشاد واحد من نحو 16 ألف عامل وصلوا من الهند العام الماضي، وتخطط إسرائيل لجلب الآلاف غيرهم، وفيما تعد الهند خامس أكبر اقتصاد في العالم وأحد أسرع الاقتصادات نمواً، لكنها واجهت صعوبة في توفير عدد كافٍ من فرص العمل بدوام كامل لملايين الأشخاص.

يعمل الهنود في إسرائيل منذ عقود في مجالات الرعاية والطبخ وتجارة الألماس وتكنولوجيا المعلومات، لكن منذ تصاعد الحرب في غزة، بدأ القائمون على التوظيف في إطلاق حملة جديدة لجلب الهنود إلى قطاع البناء في إسرائيل.

يقول رئيس شركة "داينمك" لخدمات التوظيف سمير خسلا إنه جلب حتى الآن أكثر من 3500 عامل إلى إسرائيل التي تعد سوقاً جديدة بالنسبة إليه.

وسبق أن نجح خسلا في توفير فرص عمل لنصف مليون هندي موزعين على أكثر من 30 دولة، ووصل إلى إسرائيل بعد شهر من هجوم السابع من أكتوبر، بناءً على مكالمة عاجلة من السلطات الإسرائيلية لطلب عمال أجانب للعمل في قطاع البناء الذي توقف بعد نشوب الحرب، ومنذ الهجوم توقفت إسرائيل عن إصدار تصاريح عمل للعمال الفلسطينيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول خسلا، "لم نكن نعرف كثيراً عن السوق هنا، ولم تكن هناك قوة هندية عاملة في السابق. كان علينا التحرك لفهم حاجات السوق"، مضيفاً أنه يرى أن الهند خيار طبيعي بالنسبة إلى إسرائيل نظراً إلى "العلاقات الممتازة" بين الطرفين. ويأمل حالياً بجلب ما يصل إلى 10 آلاف عامل هندي، فهو لديه مجموعة كبيرة من العمال الهنود المهرة في مختلف المجالات.

وفي تل أبيب تعيش مجموعة من الهنود في شقة صغيرة، إذ تعلموا الطبخ إلى جانب مهارات البناء التي جلبوها معهم، خصوصاً الأطباق الحارة التي يفتقدونها من وطنهم.

"يكسب أكثر في إسرائيل"

يقول سوريش كومال فيرما (39 سنة)، والذي يعمل في موقع بناء شمال تل أبيب، "يمكن للمرء أن يكسب أكثر في إسرائيل خلال مدة قصيرة. كسب المال ضروري، ومن المهم أن نواصل العمل الجاد من أجل مستقبل العائلة".

ويعتقد الباحثون الإسرائيليون أن عدد الهنود العاملين في قطاع البناء لا يزال أقل من عدد العمال الفلسطينيين الذين كانوا يعملون قبل الحرب، مما يعوق النمو العام في هذا القطاع.

قبل الهجوم كان هناك نحو 80 ألف فلسطيني يعملون في قطاع البناء، إضافة إلى نحو 26 ألف عامل أجنبي، أما اليوم فيوجد نحو 30 ألف عامل أجنبي فقط، وهو عدد أقل بكثير مما كان عليه في السابق.

وبحسب باحثين فإن أنشطة البناء في الربع الحالي من عام 2024 أقل بنسبة 25 في المئة عن مستويات ما قبل الحرب.

ويقول إيال أرغوف من بنك إسرائيل، "هذه الأرقام لا تزال منخفضة جداً على رغم أن الأمر لا يسبب نقصاً مباشراً في قطاع السكن، فإنه قد يؤدي إلى تأخير في توفير مساكن جديدة".

ويشير أرغوف إلى أن "إسرائيل تشهد زيادة سنوية في عدد السكان بنسبة اثنين في المئة، وهذا التأخير قد يؤدي إلى نقص في السكن في المستقبل".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير