Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلطة الفلسطينية والإدارة السورية الجديدة... غياب وانتظار

لم تعلن خطط أو ترتيبات لزيارة دمشق ومحللون يشددون على أهمية التواصل الرسمي حالياً

سوريون يحتفلون بإسقاط نظام الأسد في العاصمة السورية دمشق (أ ب)

ملخص

قال مسؤول فلسطيني مقرب من الرئيس محمود عباس لـ"اندبندنت عربية" إنه "لا توجد خطط في الوقت الحالي للقيام بزيارات إلى دمشق"، مشيراً إلى أن ذلك "سيكون في الوقت المناسب"

بقيت السفارة الفلسطينية لدى دمشق مفتوحة وتعمل طوال سنوات الثورة السورية منذ عام 2011، ولم تنقطع زيارات المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" إلى العاصمة السورية في ظل موقف رسمي فلسطيني "بعدم التورط في الأزمة السورية"، والميل نحو نظام الأسد.

وتحتفظ المنظمة منذ عقود بمكتب لها لدى دمشق في مبنى السفارة نفسه الواقع في شارع بغداد، حيث رفعت السلطات السورية التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى مستوى سفارة عام 2012، وهو العام نفسه الذي طردت فيه قيادة حركة "حماس" من العاصمة السورية.

وجاء طرد الحركة من دمشق بعد تأييد قيادتها حينذاك بزعامة خالد مشعل مطالب السوريين بالحرية، فيما "وقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى جانب النظام السوري".

وفي عام 2015 وافقت السلطات السورية على إعادة فتح مكاتب حركة "فتح" لدى دمشق بصورة رسمية أمس الأحد بعد ثلاثة عقود من إغلاقها في إشارة إلى تحسن العلاقات مع الحركة التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

وعلى رغم عدم وجود لقاءات بين الرئيس عباس ورئيس النظام المخلوع بشار الأسد مند اندلاع الثورة فإن زيارات المسؤولين الفلسطينيين إلى دمشق تواصلت للاطلاع على أوضاع أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني في سوريا، والذين لحقت بهم ويلات الـ14 سنة الماضية، بخاصة مخيم اليرموك.

وبعد سيطرة هيئة تحرير الشام على مدينة حلب وتحركها باتجاه المدن الأخرى نهاية الشهر الماضي عبرت الرئاسة الفلسطينية عن "تضامنها مع الشعب السوري"، مؤكدة ضرورة "الحفاظ على أمن واستقرار سوريا". وشددت الرئاسة حينها "على ضرورة احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية".

لكن بعد ساعات على هرب رئيس النظام السوري بشار الأسد من دمشق في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري قالت الرئاسة الفلسطينية إن دولة فلسطين وشعبها "يقفون إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ويحترمون إرادته وخياراته السياسية، بما يضمن أمنه واستقراره والحفاظ على منجزاته".

ودعت الرئاسة إلى "تغليب جميع الأطراف السياسية لمصالح الشعب السوري، وبما يضمن استعادة دور سوريا المهم في المنطقة والعالم، والذي يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة نحو الحرية والاستقلال".

لكن ذلك الموقف الاعتيادي الذي جاء متفقاً مع رد فعل الدول العربية على إسقاط نظام الأسد لم تتبعه حتى الآن اتصالات مع الإدارة الجديدة في سوريا أو زيارات لمسؤولين فلسطينيين إلى دمشق.

وأشار مسؤول فلسطيني إلى وجود "ترتيبات لقيام وفد من منظمة التحرير الفلسطينية بزيارة دمشق خلال الفترة المقبلة"، لكن مسؤولين فلسطينيين في السفارة الفلسطينية لدى دمشق نفوا وجود تلك الترتيبات في الوقت الحاضر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسؤول فلسطيني آخر مقرب من الرئيس عباس لـ"اندبندنت عربية" إنه "لا توجد خطط في الوقت الحالي للقيام بزيارات إلى دمشق"، مشيراً إلى أن ذلك "سيكون في الوقت المناسب". ويعكس ذلك الموقف "حالة الترقب والانتظار" للقيادة الفلسطينية تجاه الإدارة الجديدة في سوريا، وعدم اكتمال تشكيل رؤية فلسطينية رسمية حول التغييرات التي يشهدها الإقليم.

لكن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني شدد على ضرورة عدم الغياب عن الساحة السورية والإدارة الجديدة فيها، قائلاً إن "للفلسطينيين مصالح جيوسياسية وديموغرافية في سوريا".

وأشار مجدلاني إلى أن "سوريا دولة لها أهمية إقليمية مؤثرة، وفلسطين يجب ألا تغيب عنا، وذلك بهدف حماية الوجود الفلسطيني فيها، واستكشاف آفاق التعاون المستقبلي على أساس خريطة المصالحة المبادلة".

واعتبر الأكاديمي المتخصص في العلوم السياسية بجامعة بيرزيت أحمد جميل عزم أن الرئاسة الفلسطينية "لم تبلور حتى الآن استراتيجية متكاملة للتعامل مع المرحلة الجديدة في المنطقة".

وبحسب عزم فإن ذلك ينسحب على التعامل الرسمي مع الإدارة الجديدة في سوريا، مضيفاً أن الرئاسة الفلسطينية "تنتظر المواقف الإقليمية تجاه ذلك، بخاصة من مصر".

وأوضح المحلل السياسي أن سقوط النظام السوري والضربات الإسرائيلية لـ"حزب الله" اللبناني والرد الإيراني على ذلك والتخلي الروسي عن الأسد أوجدت متغيراً استراتيجياً له تداعيات على المنطقة".

وقال عزم إن الموقف الرسمي الفلسطيني في "مرحلة الثورة كان أقرب إلى النظام السوري، حيث زارت عدة قيادات في منظمة التحرير وحركة (فتح) دمشق، فيما انحاز عدد من قادة الحركة إلى الأسد". وتابع المتحدث بقوله إن انهيار النظام السوري بصورة مفاجئة "يربك كثيراً من الحسابات والمواقف الرسمية الفلسطينية التي لم تحمل أي موقف سلبي من نظام الأسد"، لكنه أشار إلى أن الإدارة الجديدة في سوريا "ستكون منفتحة في علاقاتها مع القيادة الرسمية الفلسطينية".

إلا أن عزم توقع "اختفاء بعض الفصائل الفلسطينية الصغيرة التي كانت محسوبة على نظام الأسد لأنها لا تحظى بأي ثقل شعبي".

ويرى الباحث السياسي جهاد حرب أنه هناك "ضرورة كبيرة لإرسال وفد فلسطيني عالي المستوى إلى دمشق في ظل الإدارة الجديدة، مشيراً إلى أن تلك الأهمية تأتي "بسبب وجود أكثر من نصف مليون فلسطيني في سوريا، بهدف الحفاظ على الحقوق التي اكتسبوها منذ عقود، إثر لجوئهم إلى سوريا سنة 1948".

ووفق حرب فإنه من الأهمية تجنب أي تغيير في تعامل الحكم الجديد في سوريا مع الفلسطينيين، وعدم تكرار ما حصل معهم من تهجير إثر إسقاط نظام صدام حسين في العراق سنة 2003.

وأوضح حرب أن السبب الثاني لتلك زيارة هو "معرفة كيفية تعامل الإدارة الجديدة في سوريا مع الصراع العربي - الإسرائيلي".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات