هذه المهن قد تقي من الموت الناجم عن ألزهايمر

قد تكون مفاجأة أن هناك مهنتين ترتبطان بأقل معدلات الوفاة نتيجة مرض ألزهايمر.

وفي التفاصيل أظهرت دراسة جديدة أجراها أطباء في ولاية ماساشوستس أن سائقي التاكسي والإسعاف لديهم أقل معدلات الوفاة بين أكثر من 440 مهنة جرى النظر فيها.

ويعد ألزهايمر أحد أنواع الخرف ويؤثر في الذاكرة والتفكير والسلوك، ويصيب ملايين في الولايات المتحدة ويعد من الأسباب الرئيسة للوفاة هناك.

ورغم أن نتائج الدراسة لا تؤكد وجود علاقة مباشرة بين هذه المهن وتقليل الأخطار لكن الباحثين أشاروا إلى أن المهن التي تتطلب تركيزاً ذهنياً قد تكون مرتبطة ببعض الوقاية من هذا المرض. 

وقالوا "نعتبر هذه النتائج بمثابة فرضيات قابلة للاختبار وليست استنتاجات نهائية"، مؤكدين أنه لا يمكن بصورة قاطعة تحديد علاقة السبب والنتيجة.

أظهرت دراسة جديدة أن سائقي الإسعاف والتاكسي لديهم أقل معدلات الوفاة بسبب ألزهايمر مقارنة بمئات المهن الأخرى (غيتي/ آي ستوك)

هذا وقد ذكر البحث الذي نشر الإثنين الماضي في عدد خاص لمناسبة عيد الميلاد في المجلة الطبية البريطانية "The BMJ"، أن هذه الوظائف تتطلب قدرة مستمرة على التنقل وإدراك المسافات، مثل القدرة على تحديد مواقع الأشياء المحيطة والتعامل معها.

وعلى رغم أن هذا النمط لم يلاحظ في وظائف مشابهة مثل قيادة الحافلات أو الطائرات، ولم يظهر أيضاً في أنواع أخرى من الخرف، فإن ذلك يشير إلى أن التغيرات في منطقة "الحصين" hippocampus في الدماغ، المسؤولة عن الذاكرة المكانية والملاحة، قد تكون وراء هذا الانخفاض.

وأثبتت الدراسات أن منطقة الحصين في الدماغ تكون أكبر حجماً لدى سائقي التاكسي في لندن مقارنة بباقي الناس في المجتمع، وتعد هذه المنطقة جزءاً من الدماغ الذي يلعب دوراً في تطور مرض ألزهايمر.

وقام مؤلفو الدراسة بفحص شهادات الوفاة للبالغين خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) 2020 وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2022.

كشفت الدراسة أن 171 فقط من بين 16658 سائق تاكسي توفوا بسبب مرض ألزهايمر (غيتي/ آي ستوك)

وأشارت الدراسة إلى أن من بين 16658 سائق تاكسي توفي 171 فقط بسبب مرض ألزهايمر، بينما من بين 1348 سائق إسعاف كانت 10 حالات وفاة ناتجة من المرض.

وكانت نسبة الوفيات بسبب مرض ألزهايمر في عموم السكان 1.69 في المئة، بينما كانت النسبة أقل بين سائقي التاكسي والإسعاف إذ بلغت 1.03 في المئة و0.91 في المئة على التوالي.

هذا وأقر المؤلفون بوجود نقاط ضعف أو حدود في الدراسة، منها أن الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بألزهايمر قد لا يميلون إلى العمل في مهن القيادة، ومع ذلك أشاروا إلى أن هذا الاحتمال ضعيف لأن أعراض المرض عادة ما تظهر بعد سن العمل.

وقالوا "يتطلب الأمر مزيداً من البحث لتحديد ما إذا كانت الوظائف التي تعتمد على المهارات المعرفية المكانية تؤثر في خطر الوفاة بسبب مرض ألزهايمر، وهل يمكن أن تكون بعض الأنشطة المعرفية وقائية".