Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليست طمباخية فحسب!

عززت الكويت مكانتها وصورتها كواسطة للعقد الخليجي وجسر للمحبة والتواصل بين شعوب المنطقة

أشاد الجميع بالتنظيم الكويتي للبطولة، على رغم أن إخفاقاً كبيراً رافق تنظيم تصفيات كأس العالم التي جرت في الكويت في سبتمبر الماضي (مواقع التواصل)

ملخص

تنطوي صفحة كأس الخليج الـ26 غدا بالمباراة النهائية بين البحرين وعمان، وسيفوز أحد الفريقين، لكن الفائز الأكبر هو هذه الروح الجماهيرية، والمسؤولية الكويتية بحسن التنظيم وإضفاء روح المحبة على أجواء البطولة الكروية الخليجية.

سأشجع المنتخب البحرماني في نهائي كأس الخليج غداً.

الطمباخية من الأسماء الشعبية للكرة، ولعل الاسم مشتق من المحاكاة الصوتية التي تشتق اسماً لشيء أو مخلوق ما بتقليد صوت يصدره ذاك الشيء أو المخلوق، مثل القول بمأمأة الماعز أو مواء القط أو عواء الذئب أو رغاء الإبل أو "طخّه" بالرصاص أو غرغرة للحلق وهكذا.

كلها كلمات اشتقت من الأصوات التي تحاكيها، أي تقلدها أو تتشابه مع صوتها، فجاءت الطمباخية من صوت "الطمبخة" للكرة حين ترتطم بالأرض. ويسميها بعضهم في العراق "الطوبه" ولعل الاسم مشتق من شكل الطوب، أي لَبِن البناء، مع أن الطوب لا يأخذ شكل الكرة بالضرورة، واشتهرت الهوسة العراقية التشجيعية ضد الخصم المهزوم "من قايل لك تلعب طوبه".

افتتح أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في الـ21 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي الدورة الـ26 لكأس الخليج لكرة القدم. وتشترك في هذه البطولة الدول العربية السبع المطلة على الخليج العربي، عمان والإمارات وقطر والبحرين والسعودية والكويت والعراق، إلى جانب اليمن، أي ثمانية منتخبات تتنافس على أشهر بطولة في الجزيرة العربية والعراق.

 تحولت البطولة إلى عرس خليجي-عربي، فجماهير هذه الدول توافدت على الكويت بعشرات الآلاف، وعلى رغم برودة الجو، بخاصة ليلة الافتتاح، فإن حرارة المنافسة أدفأت الأجواء، ودفء المناسبة والأجواء الاجتماعية والشعبية، وفرق التشجيع الجماهيرية أضفت أجواء من الألفة ودفء القلوب.

كنت وجيلي من المتابعين لهذه البطولة منذ انطلاقتها الأولى في البحرين عام 1970، وتابعت البطولات كلها، وحضرت بعض مبارياتها، وشاركت في احتفالات فوز المنتخب الكويتي الفائز بأكبر عدد من هذه البطولات، إذ حصد المنتخب الكويتي 10 بطولات من 26 بطولة.

 وكانت البطولات السابقة في معظمها تتسم بالحدة والاحتقان إلى جانب المنافسة بالميدان، وكانت تصاحبها في الغالب حروب صحافية وإعلامية، ولا تخلو من بعض التراشق اللفظي واليدوي أحياناً. لكن دورة هذا العام غلبت عليها روح المنافسة الأخوية، وتلاشت عنها الحدة والشدة التي كانت في الماضي، وسادت أجواء عارمة في الكويت تجاوزت المباريات الكروية، فالمباراة لا تستغرق أكثر من 90 دقيقة، لكن ما سبق هذه الدقائق الـ90 وما جاء بعدها ظاهرة فريدة لم تشهدها البطولات السابقة بهذا الوضوح والتميز. مسيرات مشتركة لجماهير تتنافس فرقها، و"شيلات" و"هوسات" وأغاني في الأسواق الشعبية وأماكن تجمعات الجماهير التي تسمى بالإنجليزية FANS’ ZONES بل حتى جماهير الفرق التي خرجت من البطولة بقي كثير منهم استمراراً للمشاركة في هذا العرس الرياضي الكبير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جماهير هذه الدول تتجاوز الفروقات بين شعوبها، لا يسأل المشجع اليمني عن جهة لاعب منتخب بلاده، هل هو جنوبي أو شمالي، ولا يسأل العراقي عن مذهب اللاعب فلان، هل هو شيعي أو سني، ولا المشجع البحريني يسأل هل اللاعب "بحريني" أو "بحراني"، وهكذا، جمعت الفرق الوطنية لكرة القدم مشجعي كل بلد على المواطنة والوطن ولا شيء آخر.

أشاد الجميع بالتنظيم الكويتي للبطولة، على رغم أن إخفاقاً كبيراً رافق تنظيم بطولة تصفيات كأس العالم التي جرت في الكويت في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن تجاوزاً لتلك الإخفاقات تحقق على أيدي جيل جديد من الشباب الكويتي من الجنسين. عززت الكويت مكانتها وصورتها كواسطة للعقد الخليجي وكجسر للمحبة والتواصل بين شعوب المنطقة. الكل يشعر بأنه مرحب به بالكويت وعلى درجة متساوية من الحفاوة والضيافة.

ولكن مثل كل بطولة رياضية، فإن "الحلو ما يكمل"، كما يقول المثل، فقد ظهرت تغريدة هنا، أو فيديو هناك يحاول إثارة النعرات عبر بعض الحسابات في الـ"سوشيال ميديا"، وهي حسابات في الغالب مجهولة ووهمية، مما يعني أن هناك من لا يريد خيراً في البطولة وتجمع الشعوب الخليجية الودي في الكويت. غير أن السيل العارم من المودة والمحبة بين الجماهير جرف كل محاولات دق الأسافين بين الناس في المنطقة، مما يظهر أن شعوب المنطقة برمتها تتوق إلى التعايش والسلم والبناء و"اللعب النظيف".

تنطوي صفحة كأس الخليج الـ26 غداً بالمباراة النهائية بين البحرين وعمان وسيفوز أحد الفريقين، لكن الفائز الأكبر هو هذه الروح الجماهيرية والمسؤولية الكويتية بحسن التنظيم وإضفاء روح المحبة على أجواء البطولة الكروية الخليجية.

أمنية:

أتمنى أن يفوز الفريق "البحرماني" بالبطولة غداً.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء