Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوريا تعلن استئناف الرحلات الدولية في مطار دمشق الثلاثاء

مصر ترسل طائرة مساعدات للمرة الأولى منذ سقوط الأسد والشرع يدعو ميقاتي إلى زيارة البلاد

ملخص

أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالاً هاتفياً مع قائد الإدارة السورية أحمد الشرع وبحث معه العلاقات بين البلدين.

أعلنت السلطات السورية اليوم السبت أن مطار دمشق الدولي، وهو الأكبر في البلاد، سيستأنف اعتباراً من الثلاثاء المقبل تسيير الرحلات الدولية من العاصمة وإليها، والتي توقفت عقب إطاحة الرئيس بشار الأسد ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وقال رئيس هيئة الطيران المدني والنقل الجوي أشهد الصليبي، "نعلن عن بدء استقبال الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطار دمشق الدولي من تاريخ السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري"، أي بعد قرابة شهر على سقوط حكم بشار الأسد. وأضاف، "نطمئن شركات الطيران العربية والعالمية بأننا في مرحلة إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق بمساعدة شركائنا كي يكونوا قادرين على استقبال الرحلات من جميع أنحاء العالم".

وكان المطار يستقبل خلال الفترة الماضية طائرات تنقل مساعدات دولية أو أخرى تقل مسؤولين أجانب، واستأنف تسيير الرحلات الداخلية في وقت سابق.

وكانت الخطوط القطرية أعلنت أول من أمس الخميس أنها ستستأنف اعتباراً من السابع من يناير الجاري، رحلاتها إلى دمشق التي توقفت عقب اندلاع النزاع في سوريا قبل أكثر من 13 عاماً. وقالت الناقلة الوطنية لدولة قطر في بيان إنها "ستشغل ثلاث رحلات أسبوعياً إلى مدينة دمشق"، في خطوة اعتبرت أنها "تمثل علامة فارقة في إعادة ربط المنطقة".

وأقلعت في الـ18 من ديسمبر 2024 طائرة من مطار دمشق إلى حلب (شمال)، في رحلة كانت الأولى منذ سقوط الأسد في الثامن من الشهر ذاته إثر هجوم مباغت لفصائل معارضة تقودها "هيئة تحرير الشام" التي تتولى السلطة حالياً.

طائرة مساعدات مصرية

حطت طائرة مساعدات أرسلتها القاهرة في مطار دمشق الدولي، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية المصرية اليوم السبت في أول خطوة من نوعها بين البلدين منذ سقوط الأسد.

وأعلنت الخارجية عن "وصول طائرة مساعدات مصرية إلى دمشق... تابعة لشركة مصر للطيران محملة بـ15 طناً من المساعدات الإغاثية والأدوية والأغذية المقدمة من الهلال الأحمر المصري للهلال الأحمر العربي السوري". وأضافت، "يأتي تقديم المساعدات الإغاثية من الشعب المصري إلى الشعب السوري في إطار الحرص على دعم الشعب السوري الشقيق وتأكيداً على الوقوف إلى جانبه في ظل الروابط الشعبية التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين".

وأفادت تقارير إعلامية مصرية بأن المساعدات تشمل كميات من المواد الطبية والإغاثية، إضافة إلى خيام ومواد غذائية وأدوية.

وكانت السلطات السعودية أعلنت الأربعاء الماضي تسيير جسر جوي إلى سوريا لنقل إمدادات طبية وغذائية وإيوائية "للتخفيف من الأوضاع الصعبة" على السوريين، وفق الإعلام الرسمي.

 

 

فيما تستقبل السلطات السورية الجديدة في دمشق الوفود والاتصالات الدبلوماسية، تتواصل الاشتباكات شمال البلاد بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومجلس منبج العسكري من جهة، والفصائل المسلحة الموالية لتركيا من جهة أخرى، من دون أي تغيير في خريطة السيطرة الميدانية حتى اللحظة، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وقال المرصد اليوم السبت إن الاشتباكات مستمرة على محاور القرى المحيطة بسد تشرين في ريف منبج، مشيراً إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف الطرفين خلال الساعات الماضية. وأضاف المرصد أن فصائل "الجيش الوطني" الموالي لتركيا هاجمت مساء أمس الجمعة عدداً من القرى في ريف منبج مستغلة الغارات الجوية التركية على المنطقة وسط قصف مدفعي مكثف، فيما ردت "قسد" بتفجير ألغام لإعاقة تقدمهم.

اتصال ميقاتي والشرع

بعد التوترات التي شهدتها الحدود اللبنانية - السورية بسبب اشتباكات اندلعت بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين، وقرار فرض قيود على دخول اللبنانيين إلى سوريا، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالاً هاتفياً أمس الجمعة مع قائد الإدارة السورية أحمد الشرع، وبحث معه العلاقات بين البلدين، بحسب بيان لمكتب ميقاتي على منصة "إكس".

وقال ميقاتي إنه تلقى دعوة من الشرع لزيارة سوريا لمناقشة الملفات المشتركة. وأكد الشرع أن الأجهزة السورية المعنية قامت بكل ما يلزم لإعادة الهدوء على الحدود. 

وكان الجيش اللبناني أعلن عبر منصة "إكس" تجدد الاشتباكات مساء الجمعة في منطقة معربون - بعلبك عند الحدود اللبنانية - السورية بين الجيش ومسلحين سوريين، بعد استهدافهم وحدة عسكرية بواسطة سلاح متوسط، مما أدى إلى تعرض أربعة عناصر من الجيش لإصابات متوسطة".

جولة عربية

من جانبه، قال وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني في بيان على "إكس" الجمعة إنه سيزور قطر والإمارات والأردن خلال الأيام المقبلة "لدعم الاستقرار والأمن والانتعاش الاقتصادي وبناء شراكات متميزة".

يأتي ذلك في أعقاب زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك إلى سوريا ولقائهما قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع.

أكد بارو وبيربوك ضرورة تحقيق انتقال سلمي وجامع للسلطة في سوريا، وكتب الوزير الفرنسي في منشور على "إكس" الجمعة "معاً، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين بكل أطيافهم". وأضاف أن البلدين يريدان "تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة".

وقالت نظيرته الألمانية في إحاطة إعلامية إثر لقاء الشرع "مستقبل أفضل لسوريا يعني انتقالاً للسلطة جامعاً وسلمياً ومصالحة وإعماراً". وشددت على ضرورة "إرساء حوار سياسي يشمل كل المجموعات الإثنية والدينية والمواطنين على أطيافهم، ولا سيما نساء البلد".

وكشف بارو في وقت لاحق الجمعة على منصة "إكس" أنه حصل مع نظيرته الألمانية على ضمانات من السلطات الجديدة في شأن "مشاركة واسعة، لا سيما للنساء، في العملية الانتقالية السياسية" وفي شأن "استقبال بعثة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والتعاون مع لبنان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحوار الوطني

وقالت خمسة مصادر إن الإدارة السورية الجديدة لم تقرر بعد موعداً لعقد مؤتمر الحوار الوطني التاريخي، الذي يهدف إلى جمع السوريين من مختلف الطوائف لرسم مسار جديد للأمة بعد سقوط عائلة الأسد.

وعقد هذا المؤتمر تعهد رئيس أعلنته المعارضة بقيادة "هيئة تحرير الشام"، بعد السيطرة على دمشق في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 في هجوم خاطف أجبر الرئيس المخلوع بشار الأسد على الفرار إلى روسيا لينتهي حكم عائلته الذي امتد لأكثر من 50 عاماً.

وأبدى أعضاء من جماعات المعارضة السياسية، التي سعت إلى مواجهة الأسد خلال حرب أهلية استمرت 13 عاماً، تحفظاتهم في شأن ما قالوا إنه افتقار إلى الشفافية في كيفية إعداد المؤتمر.

وشملت المصادر التي تحدثت لـ"رويترز" مسؤولين اثنين بوزارة الإعلام السورية وعضواً آخر في الإدارة السورية الجديدة ودبلوماسيين اثنين مطلعين على الجهود الجارية للتخطيط للمؤتمر.

وقالوا إن الدعوات الرسمية للمؤتمر لم تُرسل بعد على رغم أن السلطات تواصلت مع بعض الشخصيات بصورة غير رسمية.

كانت بعض المؤسسات الإعلامية السورية قد ذكرت في وقت سابق أن المؤتمر سيعقد يومي الرابع والخامس من هذا الشهر بهدف جمع نحو 1200 ممثل من مختلف الأطياف الدينية والعرقية والسياسية في سوريا.

زيادة المسؤوليات

عززت "هيئة تحرير الشام" منذ إطاحة الأسد مكانتها، وعينت حكومة لتصريف الأعمال مكلفة بإدارة الخدمات الأساسية حتى الأول من مارس (آذار) المقبل.

لكن قوات المعارضة التي أصبحت تقود البلاد زادت مسؤوليتها في ظل محاولتها الحفاظ على الأمن وإدارة الخدمات الأساسية، في حين تقوم في الوقت نفسه باستقبال تدفق مستمر من الوفود الأجنبية ومحاولة تنظيم عملية الانتقال السياسي.

ووفقاً لمسؤولين، من المتوقع عقد الحوار الوطني قبل الأول من مارس لمعالجة قضايا منها تعليق البرلمان والدستور وبدء عملية صياغة دستور جديد.

وقال عدد من أعضاء جماعات المعارضة لـ"رويترز" أو صرحوا علناً خلال الأسبوع الماضي أنهم لم يتلقوا دعوات بعد.

وقال أحمد الشرع، القائد الفعلي لسوريا، إنه ستكون هناك عملية سياسية شاملة لصياغة الدستور قد تستغرق ما يصل إلى ثلاثة أعوام ثم إجراء انتخابات، التي قال إن إجراءها قد يستغرق أربعة أعوام.

وقال رئيس الحزب الليبرالي السوري وهو جماعة معارضة صغيرة بسام القوتلي "الإدارة الجديدة ما زالت مجموعة عسكرية فازت بالسلطة ولا تشعر بعد بالحاجة إلى تقاسم تلك السلطة". وأضاف "ربما سيتغير هذا، لا نعلم".

المزيد من الشرق الأوسط