ملخص
شهدت سوريا في الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية نشطة، إذ استقبلت عديداً من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط الأسد لتخرج من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد التظاهرات الشعبية التي خرجت في عام 2011.
قال وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا إنها سيلتقيان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع خلال زيارة لدمشق اليوم الجمعة نيابةً عن الاتحاد الأوروبي، وهو أول لقاء مماثل على هذا المستوى من دول غربية مع السلطات الجديدة التي تُراقب خطواتها الأولى في الحكم بحذر.
ووفقاً لوزارتي خارجية البلدين وصل الوزيران بصورة منفصلة إلى دمشق صباح اليوم الجمعة، ومن المقرر أن يلتقيا أيضاً ممثلين للمجتمع المدني وأن يزورا سجن صيدنايا، السجن الأسوأ سمعة في سوريا.
ووصل وزير الخارجية الفرنسي جان - نويل بارو صباح اليوم الجمعة إلى دمشق، وكتب في منشور على "إكس"، "معاً فرنسا وألمانيا نقف إلى جانب السوريين في كل أطيافهم". وأضاف أن البلدين يريدان "تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة".
وبعد وصوله إلى دمشق عبر بارو في تصريح من السفارة الفرنسية التي أغلقت أبوابها منذ عام 2012 عن أمله في أن تصبح سوريا دولة "ذات سيادة ومستقرة يسودها السلام". وقال، "قبل أقل من شهر بزغ أمل جديد بفضل تعبئة السوريات والسوريين. أمل في سوريا ذات سيادة، مستقرة وهادئة"، مضيفاً أنه "أمل حقيقي، لكنه هش". وأضاف أن السفارة أغلقت في عام 2012 بسبب "القمع الدموي الذي مارسه نظام بشار الأسد الإجرامي". وأعلن الوزير أنه "في الأسابيع المقبلة، وبناءً على تطور الأوضاع الأمنية، سنعمل تدريجاً على إعداد الترتيبات اللازمة لاستعادة الحضور الفرنسي هنا في دمشق".
ووفقاً لمصادر دبلوماسية فرنسية اجتمع بارو مع الموظفين السوريين الذين كانوا يعتنون بالمرافق وأكد ضرورة العمل على عودة التمثيل الدبلوماسي بما يتماشى مع الظروف السياسية والأمنية.
وبدأ بارو زيارته بلقاء الزعماء الروحيين للطوائف المسيحية القلقة من حركة ذات توجه إسلامي إلى السلطة.
"دولة قادرة على القيام بوظائفها"
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنها تسعى إلى مساعدة سوريا على أن تصبح "دولة قادرة على القيام بوظائفها وتسيطر بالكامل على أراضيها"، وذلك في بيان صدر قبيل زيارتها إلى دمشق.
وقالت بيربوك إنها تتوجه إلى سوريا "بيد ممدودة"، و"توقعات واضحة" من الإدارة الجديدة، مضيفةً أن الحكم على هذه الإدارة سيكون من خلال أفعالها. وأضافت، "نعلم الانتماء الأيديولوجي لهيئة تحرير الشام وما فعلته في الماضي". وتابعت، "لكننا أيضاً نسمع ونرى الرغبة في الاعتدال والتفاهم مع الأطراف المهمة الأخرى"، مشيرةً إلى المحادثات مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وقالت إنه على رغم "الشكوك" حيال "هيئة تحرير الشام" التي تقود تحالفاً من فصائل معارضة أطاحت الرئيس بشار الأسد، "علينا ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري في هذا المنعطف المهم".
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن الوزيرة بيربوك ستتوجه إلى سوريا في زيارة تستغرق يوماً واحداً مع نظيرها الفرنسي بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، وستلتقي قائد الإدارة السورية الجديدة.
ونقل بيان صادر عن الوزارة قبل مغادرة بيربوك إلى دمشق عن الوزيرة قولها، "رحلتي اليوم، مع نظيري الفرنسي وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، هي إشارة واضحة إلى السوريين مفادها بأن البداية السياسية الجديدة ممكنة بين أوروبا وسوريا وبين ألمانيا وسوريا". وأضافت أن ألمانيا وشركاءها الدوليين ملتزمون بضمان عدم تعطل الشؤون الداخلية السورية بسبب التأثيرات الخارجية، ودعت روسيا إلى مغادرة قاعدتيها العسكريتين في سوريا. وتابعت، "لدينا الآن هدف نضعه بالاعتبار عينه ويتوق إليه ملايين السوريين أيضاً، وهو أن تتمكن سوريا مرة أخرى من أن تصبح عضواً يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حركة ديبلوماسية
وشهدت سوريا في الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية نشطة، إذ استقبلت عديداً من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط الأسد، لتخرج من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد التظاهرات الشعبية التي خرجت في عام 2011.
وكانت فرنسا أرسلت في الـ17 من ديسمبر 2024 مبعوثين لدى السلطات الجديدة ورفعت علمها فوق سفارتها المغلقة منذ عام 2012 في دمشق.
وأرسلت ألمانيا التي أغلقت كذلك سفارتها منذ عام 2012 مبعوثين في اليوم نفسه بهدف إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية التي تراقب خطواتها الأولى في الحكم بحذر.