Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شيونغآن... مدينة الرئيس الصيني ذات الـ85 مليار دولار بلا سكان

شيدت على بعد 70 ميلاً جنوب بكين لمعالجة أزمة الاكتظاظ لكنها تفتقر إلى القاطنين

من المتوقع في النهاية أن تستوعب المدينة ما يصل إلى 5 ملايين شخص (أ ف ب)

ملخص

جرى إطلاق شيونغآن بناء على مبادرة شخصية من شي جينبينغ كمشروع حضري ضخم عام 2017

قد تكون شيونغآن مدينة الرئيس الصيني شي جينبينغ، "نموذجية في تاريخ التنمية البشرية"، مثلما تقول الأدبيات الترويجية، لكن هناك عدداً قليلاً جداً من الأشخاص في شوارع مشروع الرئيس الذي يعد إرثاً للصين.

تسير حركة المرور بسلاسة، وقد يعود ذلك جزئياً إلى كفاءة التخطيط العمراني المستقبلي لمدينة شيونغآن، وشبكات الألياف البصرية المدفونة تحت الأرض التي تشغل كل شيء من أنظمة التعرف على الوجه، إلى الناحية النظرية إلى السيارات ذاتية القيادة، أو قد يكون السبب ببساطة هو قلة الحركة المرورية.

عندما سألت صحيفة "التايمز" إحدى الشابات عن حياتها الاجتماعية، اختصرت الشابة بالقول، "مملة."

وقالت الشابة التي قدمت اسمها الغربي ماكس وانغ، "لا يوجد كثير من الحياة الاجتماعية، فالشباب جميعهم يعملون ساعات إضافية، ولا توجد كثير من الفرص للترفيه أو التواصل الاجتماعي. أما بالنسبة إلى البحث عن صديق، فكل ما عليك فعله هو أن تأمل في أن يقدم أصدقاؤك الدعم."

وبلا شك سيزداد هذا عندما تبدأ الشركات الحكومية والمعاهد العلمية التي أمر شي بنقلها إلى هنا في الامتثال لرغباته، لكن ما إذا كان يمكنهم إقناع موظفيهم بالانتقال إلى هنا معهم هو أمر آخر.

جرى إطلاق شيونغآن بناء على مبادرة شخصية من شي جينبينغ كمشروع حضري ضخم عام 2017، عندما كان يرسخ هيمنته على السياسة المعقدة لحزب الصين الشيوعي، وهي هيمنة لم يسبق لها مثيل منذ عهد الرئيس الصيني ماو تسي تونغ.

"أكثر من مجرد مدينة أشباح"

الآن، يسعى شي جينبينغ إلى طمأنة المستثمرين والمواطنين الصينيين الذين أنفقوا 85 مليار دولار من أموالهم على هذا المشروع، بأن شيونغآن أكثر من مجرد مدينة أشباح.

وأعلنت السلطات عن نظام جديد لإدارة المدينة، وهو محاولة ظاهرة لإدخال صرامة تنظيمية على طراز شي جينبينغ في عملية التنمية، وسيتكون النظام من أربع لجان و21 دائرة بلدية، تحت إشراف 25 وكالة حكومية، بحسب ما أعلن في قمة شيونغآن الأسبوع الماضي.

وجاء في بيان "تأسس نظام إدارة المدينة الذي يتوافق مع البناء عالي الجودة، والإدارة عالية المستوى، والنقل والتنمية عالية الجودة".

كانت شيونغآن من الظاهر، إجابة صينية على مشكلة عالمية معاصرة وهي النمو الضخم في سكان المدن الكبرى، إذ يتدفق الناس من جميع أنحاء البلاد إلى شوارع بكين وغيرها من المدن الكبرى المرصعة بالذهب، وهي تفتقر إلى المياه العذبة وإلى الوصول إلى البحر، وتتمتع الجبال في الشمال بتأثير مناخي مميز، يعرفه جميع السكان، الذي ينعكس في درجات الحرارة ويحبس التلوث الذي كانت المدينة مشهورة به سابقاً.

الشيوعية والغرب المتوحش للرأسمالية

شيونغآن التي تبعد 70 ميلاً إلى الجنوب، لن تحل هذه المشكلات فحسب، بل ستكون عرضاً لنظرية شي حول الحكومة، التي مفادها أن العلم والتكنولوجيا يمكن أن يستخدما لبناء "طريق ثالث" للعيش، بين تطرف الشيوعية التقليدية والغرب المتوحش للرأسمالية على الطراز الأميركي.

شنتشن المدينة النامية التي يبلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة عبر دلتا نهر اللؤلؤ من هونغ كونغ، كانت إرثاً لرؤية دينغ شياو بينغ لريادة الأعمال الحرة في الصين.

وتعد ناطحات السحاب في بودونغ، منطقة المال الدولية في شانغهاي ومركز العولمة في الصين، بمثابة نصب تذكاري لخلف دينغ شياو بينغ، جيانغ زيمين، لذا ستكون شيونغآن بمثابة التحفة المعمارية لشي جينبينغ.

وعلى عكس نموذج دينغ الذي كان يعتمد على الانفتاح الاقتصادي، ونظرية ماو للتنمية التي كانت تركز على الفلاحين، فإن شيونغآن مشروع موجه بوضوح للطبقات العليا، مكرس لأحد شعارات شي الأخرى، "القوى الإنتاجية عالية الجودة"، وهذا يعني أن المدينة لن تضم مصانع لمنتجات استهلاكية مصنعة بكميات كبيرة، بل ستكون موطناً لشركات التكنولوجيا "الخضراء" والرقمية وغيرها من الشركات التكنولوجية الجديدة والمؤسسات البحثية.

من المتوقع أيضاً أن تنتقل بعض الوزارات الحكومية الكبرى إلى هناك، عندما تكتمل المرحلة الرئيسة من البناء عام 2035، في حين انتقلت بعض الشركات الحكومية، مثل "شركة شبكة الأقمار الاصطناعية الصينية" وشركة "الصين الوطنية للكيماويات" إلى مقرها الجديد أو هي في طور القيام بذلك.

وستفتح المدارس والمستشفيات الرائدة في بكين أيضاً فروعاً في شيونغآن، بما في ذلك كلية بكين الطبية التاريخية والمدرسة الثانوية رقم أربعة، و"ألما ماتر" لعديد من "الأبناء المدللين" للصين، وهم أبناء قادة الحزب الشيوعي.

كراهية الأبراج الشاهقة

لن يعمل السكان فقط في المؤسسات المفضلة لدى شي، بل سيعيشون أيضاً في أسلوبه المفضل، إذ إن الرئيس الصيني لديه كره للأبراج الشاهقة وغيرها من "المفروضات غير الصينية" من الخارج، لذلك ستكون مباني شيونغآن وأنظمتها الطرقية ومرافقها من النوع الذي يتسم بالاعتدال أي لا طويلة جداً، ولا قصيرة جداً، وكل شيء بتوازن، كما أن المباني السكنية ستكون مستطيلة وغير فاخرة.

وفي محاولة لمنع المضاربة العقارية، لن يسمح لأي شخص بشراء شقة ثم عدم العيش فيها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال تشانغ تشينغ، صاحب عمل صغير كان يزور المدينة أخيراً أثناء اختياره لمكان لفتح فرع جديد، للصحيفة، إن الإعانات الإيجارية التي تقدمها الحكومة مغرية، لكن عليه أيضاً أن يأخذ في اعتباره موظفيه.

وتعد بكين على بعد ساعة فقط بواسطة القطار فائق السرعة الذي افتتح في الآونة الأخيرة، ووفقاً لأنظمة التخطيط الحضري في الصين، تقع المحطة على بعد نصف ساعة بالسيارة من مركز المدينة.

وقال أحد وكلاء العقارات الذين يحاولون بيع الأراضي من الشقق الجديدة التي تنبثق، إنه قد أبقى عائلته في بكين، من أجل المدارس، وكان يسافر إلى منزله كل أسبوعين لزيارتهم.

وأضاف، "المدينة هنا هادئة جداً، مع قليل من الناس... لقد اعتدت على ذلك. في الواقع، كلما عدت إلى بكين، أجد صعوبة في التكيف، هناك دائماً طوابير لكل شيء."

ووفقاً لوسائل الإعلام الحكومية التي تسعى لتسليط الضوء على الإيجابيات، فإن المدينة تضم بالفعل 1.2 مليون نسمة، على رغم أن ذلك يشمل جميع سكان المقاطعات الثلاث التي دمجت تحت إشرافها، ومن المتوقع في النهاية أن تستوعب المدينة ما يصل إلى 5 ملايين شخص.

ومع انخفاض عدد سكان الصين الآن بعد أعوام من سياسة الطفل الواحد، قد لا تكون هناك حاجة للمشكلة التي كانت تهدف شيونغآن إلى معالجتها بحلول ذلك الوقت.

اقرأ المزيد