ملخص
متحدث باسم حكومة ألمانيا قلل من شأن نفوذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك بعد انتقاده للمستشار أولاف شولتز ودعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
عبر قادة أوروبيون عن استيائهم المتنامي تجاه الملياردير الأميركي إيلون ماسك اليوم الإثنين، في ظل تصاعد الخلاف بين أعضاء الحكومة البريطانية وحليف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
وانتقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هؤلاء "الذين ينشرون أكاذيب ومعلومات مضللة" بعد أيام من منشورات تحريضية نشرها ماسك عبر منصته "إكس"، في شأن جرائم جنسية حصلت في الماضي ضد أطفال شمال إنجلترا.
واتهم ماسك الذي من المقرر أن يتولى دوراً في إدارة ترمب، زعيم حزب العمال الذي ينتمي إلى اليسار الوسط، ستارمر، بأنه "متواطئ بصورة عميقة في عمليات الاغتصاب الجماعي"، واصفاً الأمر بأنه "مثير للازدراء".
انتقادات أوروبية
كذلك وجه قادة أوروبيون آخرون من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات لإيلون ماسك، وقال ماكرون إن ماسك "يتدخل بصورة مباشرة في الانتخابات"، بما في ذلك في ألمانيا حيث ندد المستشار أولاف شولتز بمالك شركتي "سبايس إكس" و"تيسلا" لدعمه حزب "البديل من أجل ألمانيا" المنتمي إلى أقصى اليمين.
من جانبه قال رئيس الحكومة النرويجية يوناس غار ستور إنه يجد "من المثير للقلق" أن يتدخل شخص لديه كل هذه الثروة والنفوذ في سياسة الدول الأوروبية.
وفي إيطاليا أثار احتمال إبرام صفقة في مجال الأمن السيبراني بين الحكومة وشركة "سبايس إكس" جدلاً، على رغم نفي حكومة جورجيا ميلوني توقيع عقد في هذا المجال.
وأفادت "وكالة بلومبيرغ" بأن إيطاليا تجري محادثات متقدمة مع شركة "سبايس إكس" في شأن صفقة لتوفير اتصالات آمنة لحكومة البلاد ضمن عقد قد تصل قيمته إلى 1.5 مليار يورو.
فضائح جنسية في بريطانيا
وفي بريطانيا تركّز جزء كبير من اهتمام ماسك خلال الأيام الأخيرة على الفضائح الجنسية، بما في ذلك "عصابات الاستمالة" التي ظهرت للمرة الأولى خلال فترة تولي ستارمر منصب المدعي العالم الأعلى للبلاد بين عامي 2008 و2013، وتشكل هذه التعليقات تحدياً كبيراً لحكومة ستارمر التي تسعى إلى صد الدعم المتزايد لأحزاب أقصى اليمين، بينما تحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع إدارة ترمب المقبلة.
ودفعت انتقادات ماسك، التي تضمنت أيضاً مطالبات بإجراء تحقيق عام جديد في الفضيحة، بعض السياسيين المعارضين في المملكة المتحدة إلى الانضمام إليه والدعوة إلى إجراء تحقيق وطني جديد، كما استغلت شخصيات من طيف أقصى اليمين هذه القضية، بما في ذلك تومي روبنسون القابع في السجن والذي يعد من أشد المحرضين اليمينيين في بريطانيا، والذي أشاد به ماسك مؤكداً أنه يجب إطلاقه.
ورداً على أسئلة وسائل الإعلام عن هذه المسألة، شدد ستارمر على أنه "لن يخصص وقتاً للرد على إيلون ماسك"، ولكنه أضاف أن "خطاً أحمر جرى تجاوزه" من خلال بعض الانتقادات عبر الإنترنت.
وقال ستارمر للمراسلين إن "هؤلاء الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة على نطاق واسع ليسوا مهتمين بالضحايا وإنما هم مهتمون بأنفسهم"، مضيفاً "أنا مستعد لوصف هذا الأمر على حقيقته فلقد رأينا هذا الأسلوب مرات عدة، إثارة الترهيب والتهديد بالعنف على أمل أن تعمل وسائل الإعلام على تضخيمه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشملت فضيحة "عصابات الاستمالة" (grooming gangs) اتهامات بإساءة معاملة الفتيات على نطاق واسع في بلدات واقعة شمال إنجلترا، بما في ذلك روشدايل وروثرهام وأولدهام، وفي نهاية المطاف أدت سلسلة من القضايا إلى إدانة عشرات الرجال وغالبيتهم يتحدرون من جنوب آسيا، وكان معظم الضحايا من الفتيات ذوات البشرة البيضاء.
وتوصلت تقارير رسمية لاحقة إلى أن الشرطة والعاملين الاجتماعيين فشلوا في وقف الانتهاكات في بعض الحالات لأن المسؤولين غضوا الطرف لتجنب الظهور بمظهر العنصريين، وقد تجدد الجدل حول هذه القضية الشهر الماضي بعدما أفادت تقارير بأن الوزيرة البريطانية جيس فيليبس رفضت طلب مجلس أولدهام إجراء تحقيق تقوده الحكومة، وذلك لإفساح المجال أمام تحقيق تقوم به قيادة محلية.
وفي هذا السياق وصف ماسك الوزيرة فيليبس بأنها "مدافعة عن الاغتصاب والإبادة الجماعية"، وقال إنها "تستحق أن تكون في السجن".
من جانبه رفض ستارمر دعوات حزب المحافظين المعارض الرئيس وحزب إصلاح المملكة المتحدة من أقصى اليمين إلى إجراء تحقيق عام جديد، مؤكداً أن التحقيق المستقل السابق كان شاملاً،
وقال إنه تعامل مع المشكلة بصورة مباشرة بصفته مدعياً عاماً، وأشرف على "أكبر عدد من قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال التي عُرضت أمام المحاكم على الإطلاق".
ولكن ماسك قال اليوم إن ستارمر ورئيس الحكومة السابق غوردن براون كانا من بين المتورطين في جرائم جنسية، مضيفاً في إحدى منشوراته أن براون "باع هؤلاء الفتيات الصغيرات في مقابل الأصوات"، وكتب في منشور آخر "اسجنوا ستارمر".
شولتز يندد
من جانبه ندد شولتز السبت الماضي بما يقوم به ماسك واصفاً تعليقاته بـ "المنحرفة" بعدما وصف المستشار الألماني بأنه "أحمق غير كفء" وأعلن دعمه حزب "البديل من أجل ألمانيا" قبل الانتخابات الباكرة في الـ 23 من فبراير (شباط) المقبل.
وفاجأ ماسك كثيراً من الناس في بريطانيا اليوم عندما بدا وكأنه يتراجع عن دعمه لنايجل فاراج زعيم مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقال إن حزبه "ريفورم" المناهض للهجرة "يحتاج إلى زعيم جديد".
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الإثنين إن تأثير إيلون ماسك في الشعب الألماني محدود، مقللاً من شأن نفوذ الملياردير الأميركي بعد انتقاده للمستشار أولاف شولتز ودعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وأضاف المتحدث خلال مؤتمر صحافي دوري في برلين "الناس العاديون والعقلاء والمحترمون يشكلون الغالبية في هذا البلد".
وتابع "نتصرف كما لو أن تصريحات ماسك على (تويتر) يمكن أن تؤثر في بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة بالأكاذيب أو أنصاف الحقائق أو التعبير عن الرأي، لكن ببساطة هذا ليس هو الحال".
وأشار إلى منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها ماسك باسمها القديم "تويتر" قبل أن يغير الملياردير اسمها إلى "إكس".