ملخص
يسير ليفربول بقيادة مدربه الجديد الهولندي آرني سلوت في طريق شبه واضح نحو تحقيق الرباعية التاريخية، التي عجز سلفه الألماني يورغن كلوب عن الفوز بها على رغم الاقتراب منها مرتين.
لم يستخدم آرني سلوت الكلمة التي كان سلفه يورغن كلوب قريباً منها في اثنين من آخر ثلاثة مواسم للمدرب الألماني، وهي المنافسة على الرباعية.
في الموسم الماضي استمر سعي ليفربول إلى المجد على أربع جبهات حتى نهاية مارس (آذار)، حتى خرجوا من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد عودة ملحمية من غريمهم اللدود مانشستر يونايتد.
وقبل عامين اقتربوا أكثر من أي ناد آخر، إذ وصلوا إلى المباراة قبل الأخيرة من الموسم بفرصة الفوز بأربعة ألقاب، ومع ذلك أنهوا موسم (2021 - 2022) من دون أكبر لقبين، إذ حققوا وصافة الدوري الإنجليزي الممتاز وتعرضوا للهزيمة في نهائيين لدوري أبطال أوروبا.
لقد حققوا المركز الثاني في المسابقتين الأكثر أهمية، والآن هم في المركز الأول في كل منهما، مع تقدم كبير في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحقيق السجل الوحيد بنسبة 100 في المئة ببطولة دوري أبطال أوروبا، ومع وقوع الفريق في قرعة سهلة بالدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي بمواجهة على أرضه ضد أكينغتون، فمن الآمن أن نقول إن الرباعية ستظل في الأقل نهاية محتملة حتى فبراير (شباط)، أو ربما هي نتيجة جانبية لفجوة شهر بين مباراتي نصف نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة "كاراباو".
ومع عودة ليفربول إلى توتنهام بعد أسابيع قليلة من فوزه بنتيجة (6 - 3) هناك، فهم المرشحون للفوز عندما يواجهون فريق المدرب أنج بوستيكوغلو الترفيهي مرة أخرى اليوم الأربعاء.
بالطبع يمكن لبعض الأندية التي تتصدر البطولات في الفترات الأولى أن تتعثر، إذ تصدر ليفربول الدوري الإنجليزي الممتاز لأيام أكثر من أي ناد آخر في الموسم الماضي، لكن بعد ذلك أنهى أرسنال ومانشستر سيتي الموسم بسرعة كافية لتجاوزهم عندما تعثر "الريدز"، والآن تبدو المنافسة أقل حدة، ويشعر سلوت أن فريقه ليس في موقف زائف، إذ تعرض ليفربول لهزيمة واحدة في 28 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم، ولم يخسر أية مباراة في آخر 24 مواجهة، ويعتقد مدربهم الرئيس أن النتائج ليست خادعة، وقال "أعتقد أن هذا يمنحهم فرصة للحفاظ على هذا الشكل".
وأضاف "من الصعب جداً بالنسبة إلي مقارنة الموسم الماضي بهذا الموسم، الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أن ما يمنحني أكبر قدر من الثقة للتطلع إلى الأسابيع والأشهر المقبلة هو أننا حتى الآن لم نسرق نقطة واحدة، وكل النقاط التي حصلنا عليها كانت مستحقة تماماً، وأعتقد أنه حتى في بعض اللحظات كنا نستحق أكثر مما حصلنا عليه عندما فقدنا النقاط، وهذا هو أفضل توقع يمكنك الحصول عليه للنصف الثاني من الموسم".
العنصر الآخر الذي يمنحه التشجيع هو قائمة اللاعبين، فجو غوميز مصاب، لكن ليس لديه كثير من الرفقاء على طاولة العلاج، وقال سلوت "جميعهم تقريباً لائقون، وهذا أمر خاص في هذا الوقت من الموسم، وأود أيضاً أن أسلط الضوء على أن هؤلاء اللاعبين يلعبون كل ثلاثة أيام"، ويساعد ثبات لاعبيه في تفسير هذا السجل الخالي من الهزائم، ويساعد الوجود باستمرار في تخطي أزمة الإصابات التي أخرجت الفريق عن مساره في الموسم الماضي.
لأشهر عدة كان سلف سلوت جيداً بصورة رائعة مع مجموعة منقوصة، وفاز بكأس "كاراباو" فيما تمت تسميته "كلوب وروضة الأطفال"، ولكن بعضهم الآخر كان منهكاً وفي النهاية لحق بهم التعثر.
الخطر هو أن الموارد قد تصبح ضعيفة للغاية، على رغم أن الأمر ليس بهذه البساطة مثل القول إن الخروج المبكر من كأس "كاراباو" في موسم (2021 - 2022) أو موسم (2023 - 2024) كان ليمكن ليفربول من التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن الموضوع الأوسع نطاقاً هو أن الرباعية لم تتحقق، لأنها لا يمكن أن تتحقق لأنه بعد أكثر من 60 مباراة في أربع مسابقات، بالتأكيد سيحدث خطأ ما ويمكن أن يكون ذلك بسبب تقلبات كرة القدم في الأدوار الإقصائية، أو بسبب انحراف أو قرار، أو لحظة ملهمة من الخصم أو خطأ، ويمكن أن يكون ذلك بسبب وصول الفريق إلى ذروته مبكراً جداً أو متأخراً جداً.
ففي موسم (2021 - 2022) كان ليفربول في أفضل حالاته في أبريل (نيسان)، وليس نهائي دوري أبطال أوروبا في نهاية مايو (أيار)، ومع ذلك تطلب الأمر أداء رائعاً من حارس ريال مدريد تيبو كورتوا لمنعهم من التسجيل في نهائي باريس.
وفي الموسم الماضي انتهى مشوارهم في الدوري الأوروبي وسط أخطاء ارتكبها الحارس البديل كاويمين كيليهر ضد أتالانتا بعدما كان ممتازاً سابقاً، وخرجوا من كأس الاتحاد الإنجليزي عندما فقد هارفي إليوت، الذي كان هدافاً بالفعل، الكرة في "أولد ترافورد" وقدم أماد ديالو لحظة حاسمة من التألق.
كل هذا قد يعني أن الكأس التي من المرجح أن يفوز بها ليفربول هذا الموسم قد تكون الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ تمنحه شبكة "أوبتا" المتخصصة في الإحصاءات فرصة بنسبة 89.3 في المئة ليصبح بطلاً لمسابقة قد لا تكون أية مباراة فيها قاتلة لأحلامه.
إن التغلب على توتنهام ومنافسيه في نهائي كأس "كاراباو"، وهما إما أرسنال أو نيوكاسل، وكلاهما تعادل بالفعل مع ليفربول هذا الموسم، يوضح حقيقة مفادها بأن أقوى الفرق تميل إلى التآزر في نهاية البطولات لأسباب واضحة.
دوري أبطال أوروبا هو دائماً مثال على ذلك، ولكن مع إضافة عنصر عدم القدرة على التنبؤ وسط الصيغة الجديدة للبطولة، فلا جدال في وصف ليفربول بأفضل فريق في أوروبا هذا الموسم، ومن الممكن أيضاً أن تكون مكافأة ليفربول على تصدر المجموعة والتقدم في التصنيف الأول، بسبب معاناة الفرق الأخرى، هي مواجهة في دور الـ16 ضد ريال مدريد أو يوفنتوس أو مانشستر سيتي، ومن المحتمل أن يكون خصمهم في ربع النهائي هو بايرن ميونيخ أو بوروسيا دورتموند أو أتليتكو مدريد أو إنترناسيونالي.
من المرجح أن تزداد الأمور صعوبة بالنسبة لليفربول، ربما في توتنهام أو الأسبوع المقبل ضد نوتنغهام فورست، وبالتأكيد من نهاية فبراير (شباط) عندما تبدو قائمة المباريات أكثر صعوبة وتزداد الأخطار.
ولكن حتى ذلك الحين، يبدو من الممكن أن يشرف سلوت، مثل كلوب من قبله، على محاولة الفوز بالرباعية.
© The Independent