الهلال أمام تحديات محلية وقارية بعد الهزيمة من الاتحاد في كأس الملك

وضعت خسارة الهلال أمام الاتحاد في ربع نهائي كأس الملك، ضغطاً كبيراً على الفريق في ما هو قادم من منافسات، سواء على المستوى القاري أم المحلي، من أجل المنافسة على البطولات المتبقية له في الموسم الحالي، وذلك بعد فقدان الدفاع عن لقب الكأس.

وتعرض الهلال للهزيمة بركلات الترجيح أمام الاتحاد، في ربع نهائي كأس الملك في المباراة التي أقيمت على ملعب "المملكة أرينا"، إذ انتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بنتيجة (2-2) بعد اللجوء لشوطين إضافيين، وشهدت ركلات الترجيح تألق حارس مرمى "العميد" بريدراغ رايكوفيتش، الذي تصدى لثلاث ركلات أمام محمد كنو وليوناردو ومالكوم على الترتيب.

وبهذه الخسارة فقد الهلال فرصة المنافسة على بطولة في الموسم الحالي، إذ كان هو حامل لقب كأس الملك بعد تحقيقه النسخة الماضية على حساب النصر بركلات الترجيح.

وتعد خسارة المنافسة على لقب الكأس هي الضربة الثانية للهلال، بعد فقدان صدارة الدوري السعودي للمحترفين، لصالح الاتحاد أيضاً، إذ يوجد في الوصافة برصيد 34 نقطة خلف المتصدر صاحب 36 نقطة، وذلك بعد مرور 13 جولة من منافسات الموسم الحالي، وما تسبب في فقدان "الزعيم" الصدارة هي خسارة الخليج بنتيجة (3-2) في الجولة الـ11 في الـ23 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو ما وضع ضغطاً كبيراً على فريق المدير الفني البرتغالي خورخي جيسوس.

وتحدث جيسوس في المؤتمر الصحافي عقب المباراة عن أداء فريقه، وقال "لقاء كبير بين فريقين لديهم كثير من المميزات، ومن وجهة نظري هما الأفضل في السعودية، فرصنا في المباراة كانت أفضل، ولكن ركلات الترجيح ابتسمت للاتحاد".

وأضاف البرتغالي خلال تصريحاته قائلاً "خسرنا بركلات الترجيح وليس بسبب سوء الأداء، وسالم الدوسري أكمل اللقاء وهو مصاب، وهذا أثر في مستواه في الدقائق الأخيرة من المباراة، وكنا أفضل فنياً من الاتحاد ولن أشكك في مستوى اللاعبين بسبب مباراة واحدة".

وقد تتعدد التحديات أمام الهلال عقب الخسارة أمام الاتحاد والخروج من المنافسة على كأس الملك سواء رغبته في العودة لقمة الدوري السعودي للمحترفين، أو الحفاظ على حظوظه الكبيرة في حصد لقب دوري أبطال آسيا، أو داخلياً بالنظر لإصابات الفريق التي يعانيها نجومه، على رأسهم الصربي إلكسندر ميتروفيتش الذي خرج في بداية المباراة، إذ كان سيشكل عاملاً إيجابياً في الناحية الهجومية لو استمر، وإصابة سالم الدوسري في اللقاء واستكماله الدقائق المتبقية متحاملاً على نفسه قد تؤدي إلى تفاقمها.

وكان خروج ميتروفيتش أزمة كبيرة على المستوى الهجومي للهلال في المباراة، إذ شارك في الموسم الحالي بجميع البطولات حتى الآن خلال 24 لقاء سجل 20 هدفاً وصنع ثلاثة أخرى في معدل قوي للغاية.

بجانب أن سالم الدوسري وتوقع تفاقم إصابته وابتعاده من المشاركة قد تكلف الهلال كثيراً، إذ يعد العنصر الأهم في تشكيل جيسوس، إذ شارك في الموسم الحالي خلال 23 لقاء وأحرز ثمانية أهداف وصنع ستة أخرى.

وعلى المستوى القاري، نجد أن الهلال يرغب في استكمال مشواره المميز في دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد أن تأهل بصورة رسمية بعد مرور ست جولات فقط، إذ جمع 16 نقطة من خمسة انتصارات وتعادل بالتساوي مع الأهلي في الأرقام نفسها، ويأتي من بعدهم النصر برصيد 13 نقطة من أربعة انتصارات وتعادل وهزيمة.

ويتبقى للهلال في مرحلة الدوري مباراتين من أجل تأكيد صدارته أمام بيرسبوليس الإيراني والوصل الإماراتي، وذلك من أجل ضمان المركز الأول وخوض مواجهة أسهل نسبياً في الدور المقبل من البطولة، من أجل المنافسة على الكأس.

ويسعى الهلال ويأمل في تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا للمرة الخامسة في تاريخه، بعد تحقيق اللقب في نسخ 1991 و1999 – 2000 و2019 و2021.

وعلى مستوى الدوري السعودي للمحترفين، يواجه الهلال بعض المنافسين في مواجهات سهلة نسبياً قد تكون مواجهة القادسية في الـ27 من الشهر الجاري هي الأقوى، ولكن ستتكرر مواجهة الاتحاد والهلال، ولكن على مستوى بطولة "روشن"، وستكون متحكمة بصورة كبيرة في شكل قمة البطولة والترتيب، بخاصة أن الفارق بين الفريقين بالوقت الحالي نقطتين فقط، وهو ما يعطي قوة للفترة المقبلة من المنافسة بين الفريقين.

وتلقى الاتحاد دفعة قوية بالفوز على الهلال واستكمال مشواره في بطولة كأس الملك، إذ يسعى إلى تحقيقها للمرة الـ10 في تاريخه ويعزز مركزه الثالث في ترتيب الأكثر تتويجاً بالبطولة خلف المتصدر الأهلي بـ13 لقباً والهلال بـ11 لقباً.

وكان فوز الاتحاد على نظيره الهلال هو الأول منذ أكثر من ثلاث سنوات (1370 يوماً)، عندما حقق الاتحاد الفوز بنتيجة (2-0) في الدوري السعودي آنذاك، ومن بعدها تواجه الفريقين 13 مرة، حقق الهلال الفوز في 12 لقاء وتعادلا مرة واحدة فقط.

وسيحضر في نصف نهائي كأس الملك الذي تأهل إليه الاتحاد، كل من الوحدة والشباب والقادسية.