ملخص
حليف "حزب الله" فرنجية ينسحب من السباق ويعلن دعمه لقائد الجيش جوزيف عون، ومسؤول في صندوق النقد الدولي يعتبر أيضاً مرشحاً بارزاً.
قد يصبح اليوم الخميس فارقاً في لبنان حيث يحاول البرلمان انتخاب رئيس للبلاد بعد أكثر من عامين من الفراغ، ويرى مسؤولون فرصاً أفضل للنجاح في مشهد سياسي أسهمت في تشكيله وأثرت فيه حرب إسرائيل مع جماعة "حزب الله" والإطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وظل المنصب، المخصص لمسيحي ماروني في نظام طائفي لتقاسم السلطة، شاغراً منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر (تشرين الأول) 2022. ولا يملك أي فصيل سياسي في البرلمان، المؤلف من 128 مقعداً، مقاعد كافية لفرض اختياره، ولم يتوافق على أي مرشح حتى الآن.
فرص جوزيف عون
وفي وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء تعززت في ما يبدو فرص قائد الجيش العماد جوزيف عون مع سحب مرشح "حزب الله" المفضل سليمان فرنجية ترشيحه وإعلان دعمه لقائد الجيش، ومعه عدد متزايد من النواب الآخرين.
وقالت ثلاثة مصادر سياسية كبيرة إن البرلمان اللبناني يبدو جاهزاً لانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للبلاد اليوم الخميس، مما سينهي شغوراً رئاسياً مستمراً منذ عام 2022، ويعكس تراجع نفوذ جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران.
وستكون الانتخابات أول اختبار لتوازن القوى في لبنان منذ أن خرجت الجماعة الشيعية منهكة من الحرب مع إسرائيل العام الماضي، ومنذ الإطاحة بحليفها الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة في ديسمبر كانون الأول.
لكن عون الذي يقول سياسيون لبنانيون إنه يحظى بالقبول من الولايات المتحدة، ما زال لا يتمتع بتأييد 86 صوتاً يحتاج إليها للفوز بالمنصب، وقال ثلاثة سياسيين لبنانيين بارزين إن "حزب الله" المدعوم من إيران وحليفته الشيعية "حركة أمل" بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري من بين المعارضين له.
ويحتاج أي مرشح إلى 86 صوتاً في الجولة الأولى أو 65 في الجولة الثانية كي يفوز، وقال بري إن عون سيحتاج إلى 86 صوتاً لأن انتخابه يتطلب تعديلاً دستورياً، ذلك لأنه لا يزال موظفاً في الدولة.
اختبار توازن القوى
وتمثل الانتخابات أول اختبار لتوازن القوى في لبنان منذ الضربات الشديدة التي تعرض لها "حزب الله" المدعوم من إيران في الحرب مع إسرائيل، وكانت الجماعة الشيعية هي القوة المحركة التي دفعت بالرئيس السابق ميشال عون، حليفها آنذاك، إلى سدة الرئاسة في عام 2016.
وتجري الانتخابات على خلفية تغيير تاريخي في منطقة الشرق الأوسط حيث ظلت سوريا بقيادة الأسد تمارس نفوذاً على لبنان لعقود، سواء بصورة مباشرة أم من خلال حلفائها مثل "حزب الله".
وقال أحد السياسيين اللبنانيين إن الاتصالات الغربية والعربية مع الفصائل اللبنانية تكثفت الأربعاء، بهدف تأمين انتخاب عون الذي يقود الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة.
واجتمع مبعوثان فرنسي وسعودي بسياسيين لبنانيين في بيروت أمس الأربعاء، وقالت أربعة مصادر سياسية لبنانية التقت بالمبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان الأسبوع الماضي إنه تحدث عن المؤهلات المفضلة للرئيس بما يشير إلى دعم السعودية لعون.
ومن بين المرشحين للرئاسة أيضاً جهاد أزعور، المسؤول الكبير في صندوق النقد الدولي الذي شغل من قبل منصب وزير المالية، واللواء إلياس البيساري المدير العام للأمن العام في البلاد.
تحول كبير
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "الأمر متروك للبنان لاختيار رئيسه المقبل، وليس للولايات المتحدة أو أي طرف خارجي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "لقد كنا دؤوبين في جهودنا للضغط على لبنان لانتخاب رئيس جديد، وهو ما نراه مهماً لتعزيز المؤسسات السياسية في لبنان".
وقال نبيل بومنصف، نائب رئيس تحرير صحيفة "النهار"، إنه غير متأكد من أنه سيتم انتخاب أحد، حتى بعد التحول الكبير في ميزان القوى في لبنان، إذ يعد سلاح "حزب الله" مبعثاً للانقسام منذ وقت طويل.
وأكد أن "حزب الله" وحركة "أمل" لا يزالان يتمتعان بالنفوذ، قائلاً إن الطريقة الوحيدة لانتخاب رئيس هي موافقتهما على عون أو أزعور، ولكن إذا حاولا تنصيب مرشحهما المفضل، فإن هذا من شأنه أن "يقطع الأكسجين عن لبنان".
ويضطلع عون بدور رئيس في دعم وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن وباريس في نوفمبر (تشرين الثاني)، وتنص شروط الاتفاق على نشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان مع انسحاب قوات إسرائيل و"حزب الله".
طلب الدعم
ولا يزال لبنان يعاني الانهيار المالي الذي تعرض له في عام 2019، ويحتاج بشدة إلى مساعدات خارجية لإعادة البناء.
وحث "حزب الله"، الذي انقطع خط إمداداته من إيران بعد الإطاحة بالأسد، على تقديم دعم عربي ودولي لبيروت.
وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في أكتوبر (تشرين الأول) إن الرياض لم تنأ بنفسها بالكامل مطلقاً عن لبنان، وإنه لا ينبغي للدول أن تملي على اللبنانيين ما يجب عليهم فعله.
كما عبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة "فرانس إنتر" عن أمله في أن تكون هذه الانتخابات "شرطاً أساسياً لاستمرار حركة السلام"، ولتعافي لبنان اقتصادياً واجتماعياً.