Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميركا تقدم 500 مليون دولار مساعدة عسكرية "أخيرة" لأوكرانيا

لويد أوستن أعلنها في اجتماع "مجموعة الاتصال" بألمانيا وزيلينسكي يطلب انتشار قوات غربية "لإرغام روسيا على السلام"

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يعلن عن حزمة مساعدة عسكرية جديدة (أ ف ب)

ملخص

ميدانياً، قالت السلطات إن 13 شخصاً على الأقل قُتلوا وأُصيب 63 آخرون نتيجة هجوم بقنابل روسية موجهة على مدينة زابوريجيا بجنوب شرقي أوكرانيا أمس الأربعاء.

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم الخميس حزمة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار، خلال اجتماع لداعمي كييف الدوليين في ألمانيا.

وأوضح أوستن أن الحزمة تتضمن "صواريخ إضافية لسلاح الجو الأوكراني ومزيداً من الذخائر، وذخائر أرض-جو وعتاداً آخر لدعم طائرات ’أف 16‘ الأوكرانية"، وشدد على أن "القتال في أوكرانيا يعنينا جميعاً".

من جهته، عدَّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم أن انتشار قوات غربية في أوكرانيا سيساعد "في إرغام روسيا على السلام".

وقال زيلينسكي خلال اجتماع في ألمانيا لـ"مجموعة الاتصال" التي تضم أبرز حلفاء كييف إن "انتشار كتائب تابعة لشركاء هو واحد من أفضل الأدوات"، بهدف "إجبار روسيا على السلام".

والتقى فولوديمير زيلينسكي اليوم في ألمانيا حلفاء أوكرانيا المجتمعين برعاية الولايات المتحدة للبحث في مساعدتهم العسكرية لبلاده، قبل 11 يوماً من بدء ولاية دونالد ترمب الذي أبدى شكوكاً حيال هذا الدعم المالي.

واجتماع "مجموعة الاتصال" لشركاء كييف في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية قرب فرانكفورت، الأخير الذي يشارك فيه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن الذي سيخلفه ترمب في البيت الأبيض، خلال الـ20 من يناير (كانون الثاني) الجاري.

وقال زيلينسكي الذي سبق وأتى إلى رامشتاين خلال الاجتماع السابق في سبتمبر (أيلول) 2024 إنه ينوي كذلك إجراء "محادثات على مستوى وزراء الدفاع والقادة العسكريين".

مشاركة مميزة

وكان من المتوقع مشاركة مسؤولة ملف العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

وافتتح لويد أوستن المحادثات قرابة الساعة الـ11:00 بالتوقيت المحلي (10:00 ت. غ.) أمام ممثلي نحو 50 دولة، والاجتماع هو اللقاء الـ25 لمجموعة الاتصال هذه لتنسيق توفير السلاح لكييف لصد الحرب الروسية.

وكان من المتوقع أن يعلن المسؤول الأميركي برنامج مساعدات عسكرية كبيراً لكييف.

وتخشى كييف أن يؤدي تولي ترمب مهامه قريباً إلى خفض جذري في دعم الولايات المتحدة لبلاده، وضغط من الرئيس المنتخب لكي تقوم كييف بتنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي دعوة لمواصلة دعم الأوكرانيين، شدد لويد أوستن أمس الأربعاء على أن "حس القيادة الأميركي له أهمية كبرى".

 

 

وقال "لم نطلب من الدول توفير مساعدة أمنية فحسب، بل أظهرنا لها الطريق في كل حال حول كمية المساعدة الأمنية وحول السرعة التي ينبغي بها توفير هذه المساعدة".

ومنذ أسابيع، تكثر التكهنات حول شروط مفاوضات سلام في المستقبل، إذ إن دونالد ترمب وعد بوضع حد للحرب "في غضون 24 ساعة" من دون أن يحدد كيفية التوصل إلى ذلك.

ومع قلقها من احتمال انخفاض المساعدة تأمل كييف أن يتخذ الرئيس الأميركي المقبل قرارات قوية، ويرى زيلينسكي منذ مطلع الشهر الجاري أن "عدم القدرة على توقع" ما يمكن لترمب القيام به، قد يساعد على إنهاء الحرب.

وفي ظل إدارة جو بايدن شكلت الولايات المتحدة الداعم الأكبر لكييف في تصديها للحرب الروسية، موفرة مساعدة عسكرية تزيد قيمتها على 65 مليار دولار منذ فبراير (شباط) 2022.

وتلي واشنطن في هذا المجال ألمانيا الداعم الثاني لكييف مع 28 مليار يورو (28.84 مليار دولار)، لكن ذلك لم يكن كافياً لكي تحسم أوكرانيا الوضع الميداني بل إنها تواجه صعوبة في صد الجيش الروسي الأكثر عدداً، لا سيما في الجزء الشرقي من البلاد.

وأعلنت روسيا الإثنين الماضي سيطرتها على مدينة كوراخوفي شرق أوكرانيا بعد معركة استمرت نحو ثلاثة أشهر.

من جانبه، أعلن الجيش الأوكراني أنه شن أول من أمس الثلاثاء "عمليات قتالية" في منطقة كورسك الروسية الحدودية من دون الكشف عن هدفها، في حين تتحدث موسكو عن هجوم أوكراني جديد في هذه المنطقة الاستراتيجية التي دخلتها قوات كييف خلال أغسطس (آب) 2024.

إلا أن روسيا سيطرت على نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية حتى الآن، فيما سرعت تقدمها في شرقها خلال الأشهر الأخيرة.

صدمة فرنسية

وفي ظل هذه الأوضاع تكبدت أوكرانيا ضربة جديدة الإثنين الماضي مع تصريحات صادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعا الأوكرانيين "إلى مناقشات واقعية حول المسائل المتعلقة بالأراضي" لإيجاد تسوية للنزاع، محذراً من عدم وجود "حل سريع وسهل".

حتى بولندا الداعم الكبير لكييف، فتحت الباب على لسان وزير خارجيتها أمام احتمال حصول تنازلات عن أراض "بمبادرة من أوكرانيا".

وتطالب موسكو أن تتخلى كييف عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئياً، فضلاً عن القرم التي ضمتها عام 2014، وأن تعزف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي شروط يعدها زيلينسكي غير مقبولة.

وميدانياً، يستمر لليوم الثاني توالياً الحريق في مستودع وقود في إنغلز داخل منطقة ساراتوف الروسية، بعد تعرضه أمس = لضربة شنتها مسيرات أوكرانية رداً على قصف أوكرانيا، بحسب كييف.

وقال الحاكم الإقليمي رومان بوسارغين عبر "تيليغرام" إن "أجهزة الإطفاء تواصل مكافحة تداعيات هجوم المسيرات".

ويرى متخصصون أن السيطرة على الحريق في صورة نهائية "تتطلب بعض الوقت"، مؤكدين أن "الوضع تحت السيطرة" و"ليس هناك أي خطر على المباني السكنية".

وقضى عنصرا إطفاء أمس بحسب السلطات جراء الحريق في إنغلز التي تبعد نحو 700 كيلومتر جنوب شرقي موسكو، ونحو 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.

وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أنها قصفت ليل أول من أمس وصباح أمس مستودع "كومبنات كريستال" للوقود في إنغلز، مؤكدة أن هذا الموقع "كان يؤمن الوقود لمطار إنغلز 2 العسكري".

وذكرت وسائل الإعلام أن هذه القاعدة الجوية تستقبل قاذفات استراتيجية من طراز "توبوليف" تستخدمها روسيا لإطلاق صواريخ "كروز" على مدن وبنى تحتية حيوية في أوكرانيا، منذ بدء هجومها قبل ثلاثة أعوام تقريباً.

وكثفت كييف وموسكو ضرباتهما خلال الأشهر الأخيرة، وتريد كل منهما تعزيز موقفها قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض خلال الشهر الجاري، خصوصاً أن الرئيس الأميركي المنتخب أعلن عزمه على الإسراع في وقف الحرب.

هجوم ليلي 

قال الجيش الأوكراني اليوم الخميس إن روسيا أطلقت 70 طائرة مسيرة في هجوم ليلي. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 46 طائرة مسيرة منها، مضيفة أن 24 أخرى لم تصل إلى أهدافها، وأسفر الهجوم عن تضرر منازل في ثلاث مناطق أوكرانية.

وكان من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة اليوم الخميس مساعدات عسكرية بقيمة 500 مليون دولار لأوكرانيا خلال آخر اجتماع بهذا الشأن قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن.

وتقول كييف إن اجتماعات "مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا" كانت حاسمة في عملياتها الدفاعية ضد روسيا.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أسس هذه المجموعة في عام 2022 لتسريع وتيرة تسليم ما تحتاجه أوكرانيا من عتاد عسكري، وتضم نحو 50 حليفاً يجتمعون عادة كل عدة شهور في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته إن واشنطن تعهدت بتقديم أكثر من 63.5 مليار دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا منذ الحرب الروسية، ومن الممكن الإعلان عن المبلغ الإضافي البالغ 500 مليون دولار خلال الساعات المقبلة.

وسيكون لدى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بضعة مليارات من الدولارات من الأموال المخصصة التي يمكنه استخدامها لتلبية حاجات أوكرانيا العسكرية بمجرد توليه منصبه.

وأضاف المسؤول أن الهدف من اجتماع الخميس هو الموافقة على خرائط طريق للحاجات والأهداف العسكرية لأوكرانيا حتى عام 2027.

قنابل روسية موجهة

ميدانياً، قالت السلطات إن 13 شخصاً على الأقل قُتلوا وأُصيب 63 آخرون نتيجة هجوم بقنابل روسية موجهة على مدينة زابوريجيا بجنوب شرقي أوكرانيا أمس الأربعاء.

وأدى الهجوم إلى تناثر جثث القتلى والجرحى على أحد الطرق، كما لحقت أضرار بوسائل نقل عام.

وقال ممثلو ادعاء في المنطقة إن 63 شخصاً أصيبوا وأن أعمال الإنقاذ في موقع الهجوم انتهت.

وقال مكتب المدعي العام الأوكراني على تطبيق "تيليغرام" إن مباني سكنية متعددة الطوابق ومنشأة صناعية وبنية تحتية أخرى تضررت في الهجوم. وأضاف أن الحطام أصاب عربات قطار ترام وحافلة كانت تقل ركاباً.

وشوهد أفراد من فرق الطوارئ يحاولون إنعاش رجل بينما كانت هناك ألسنة نيران مشتعلة ودخان وسيارات محترقة في الخلفية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال حاكم المنطقة إيفان فيدوروف للصحافيين إن القوات الروسية استخدمت قنبلتين موجهتين لضرب منطقة سكنية.

وأضاف فيدوروف أن أربعة على الأقل من الجرحى نقلوا إلى المستشفى في حالة خطيرة، مشيراً إلى أن الخميس سيكون حداداً رسمياً.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة "إكس"، "لا أكثر قسوة من إطلاق قنابل جوية على مدينة، مع العلم أن مدنيين عاديين سيعانون"، وحث حلفاء أوكرانيا الغربيين على تكثيف الضغوط على روسيا.

وذكرت سلطات المنطقة إن انفجارات أخرى وقعت بعد الضربة الأولى.

وقال فيدوروف إن القوات الروسية قصفت بلدة ستيبنوهيرسك جنوب زابوريجيا، مما أسفر عن مقتل شخصين فيما جرى انتشال اثنين آخرين من السكان أحياء من تحت الأنقاض.

ودأبت روسيا على تنفيذ غارات جوية في منطقة زابوريجيا التي تحتلها قواتها جزئياً وعلى عاصمتها. وأعلنت موسكو أنها ضمت المنطقة الأوكرانية إلى جانب أربع مناطق أخرى منها شبه جزيرة القرم.

وذكرت هيئة البث العامة الأوكرانية أن شخصين قتلا وأصيب عشرة آخرون في هجمات على عدة مراكز في منطقة خيرسون الجنوبية التي تحتل القوات الروسية جزءاً منها.

12300 قتيل مدني

قالت مسؤولة في الأمم المتحدة الأربعاء إن أكثر من 12300 مدني قُتلوا في الحرب الأوكرانية منذ بدء الاجتياح الروسي قبل نحو ثلاث سنوات، مشيرة إلى ارتفاع عدد القتلى بسبب استخدام طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى وقنابل انزلاقية.

وشنت روسيا بانتظام هجمات على مدن في جنوب أوكرانيا خلال الشهور القليلة الماضية باستخدام مثل هذه الأسلحة. وكشفت بيانات الأمم المتحدة أن هذه الهجمات أسهمت في ارتفاع عدد القتلى المدنيين في أوكرانيا 30 في المئة إلى 574 شخصاً بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2024 مقارنة بالعام السابق.

وقالت ندى الناشف نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن أكثر من 12300 مدني في المجمل، من بينهم 650 طفلاً، قُتلوا في أوكرانيا.

وذكرت الأمم المتحدة مراراً أن إحصاءها لعدد القتلى أقل من الأعداد الحقيقية لأنه لا يشمل إلا القتلى الذين تمكنت فرقها من التحقق منهم.

وأضافت ندى في اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "كثفت القوات المسلحة الروسية عملياتها للاستيلاء على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا، وهو ما كان له تأثير شديد على المدنيين في مناطق الخطوط الأمامية، لا سيما في مناطق دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا".

وتابعت "نشعر بقلق بالغ إزاء الآثار المترتبة على المدنيين من زيادة استخدام الطائرات المسيرة واستخدام أسلحة جديدة"، مشيرة إلى أن روسيا استخدمت ألفي طائرة مسيرة في نوفمبر.

وذكرت أن هذه الأمثلة على زيادة الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان قد تمثل جرائم حرب.

وقال كبير المستشارين في الوفد الروسي يفغيني أوستينوف إن التقرير متحيز ويبرئ أوكرانيا من ارتكاب جرائم. ونفت موسكو ارتكاب فظائع أو استهداف المدنيين في أوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022.

ووصفت السفيرة الأوكرانية يفهينيا فيليبينكو أحدث التصرفات الروسية بأنها "محسوبة وقاسية وهدفها هو إلحاق أقصى قدر من الألم والدمار" ببلادها.

المزيد من دوليات