Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشيخوخة تهدد مستقبل إيران والدولة تجهد لمكافحتها

تباطأ النمو الديموغرافي بشدة من 1.29 في المئة في 2011 إلى 0.6 في المئة في 2023

ترى يعض النساء في إيران أن تربية الأطفال التزام هائل يفرض أعباء مالية كبيرة في ظل وضع اقتصادي سيء (أ ف ب)

ملخص

كثير من الإيرانيين يترددون في تأسيس عائلة في بلد يخضع لعقوبات دولية شديدة ويعاني البطالة والتضخم، وغالباً ما يختار الشباب إعطاء الأولوية لأهداف شخصية أو مهنية في حياتهم.

تثير شيخوخة السكان السريعة في إيران مخاوف على مستقبل البلاد، ولا سيما في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، باعثة مخاوف لدى القادة الذين يضاعفون الجهود سعياً إلى تشجيع الولادات.

وانتقلت التركيبة السكانية في إيران على مر السنوات من غالبية من الشباب إلى سكان متقدمين في السن، على وقع زيادة متوسط العمر المتوقع وتراجع معدل الولادات وانخفاض حاد في الخصوبة.

وباتت وتيرة شيخوخة البلد البالغ عدد سكانه نحو 86 مليوناً، تزيد بخمس مرات على وتيرة نموه السكاني، بحسب ما أوردت وكالة "إرنا" الرسمية نقلاً عن مدير المعهد الوطني للبحث السكاني محمد جواد محمودي.

ففي 2021، كان السكان البالغة أعمارهم 60 سنة وما فوق يمثلون نحو 11 في المئة من السكان، لكن من المتوقع أن تزيد هذه النسبة بثلاث مرات بحلول 2050 لتصل إلى ثلث السكان، وفق تقرير للأمم المتحدة نشر عام 2023.

وحذر وزير الداخلية إسكندر مؤمني في ديسمبر (كانون الأول) 2024 بأنه "في ظل هذا التوجه، ستكون البلاد أمام أزمة خطرة في المستقبل"، مشيراً إلى أن عدد السكان قد يتراجع بأكثر من النصف خلال السنوات الـ75 المقبلة.

حملة حكومية

وسعياً إلى تحفيز الولادات، تقوم الحكومة بحملة تشمل نشر ملصقات في جميع أنحاء البلد، تصور إحداها والدين يحضنان أولادهما الأربعة تحت سقف منزل وعليها شعار "الأطفال، نبض حياتنا".

وعرفت إيران فورة ولادات خلال الحرب مع العراق (1980-1988) عندما شجعت الحكومة الإنجاب، غير أنها عادت وعكست سياستها في وقت كانت البلاد تكافح لإعادة بناء اقتصادها.

وأوضح محمدي أن معدل الخصوبة تراجع بصورة حادة منذ ذلك الحين من 6.4 طفل للمرأة إلى 1.6 عام 2023، بموازاة التباطؤ الشديد للنمو الديموغرافي من 1.29 في المئة في 2011 إلى 0.6 في المئة في 2023.

وبعدما أيد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي سياسات التخطيط الأسري، وصفها لاحقاً بأنها "خطأ".

وأعلن في أغسطس (آب) الماضي، "البلاد في حاجة إلى سكان شباب"، محذراً من أنه "إذا ما لحقت بها التبعات المريرة لشيخوخة السكان، فلن يكون هناك علاج".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وطأة الأزمة الاقتصادية

غير أن كثيراً من الإيرانيين يترددون في تأسيس عائلة في بلد يخضع لعقوبات دولية شديدة ويعاني البطالة والتضخم، وغالباً ما يختار الشباب إعطاء الأولوية لأهداف شخصية أو مهنية في حياتهم.

وقالت زهرة، خبيرة المكياج البالغة 39 سنة والمقيمة في طهران، رافضة كشف اسمها الكامل، إن "تربية طفل هي التزام هائل". وأضافت، "نشأتي في العاصمة لم تكن تجربة جيدة بسبب النظام التربوي السيئ والوضع الاقتصادي الكارثي".

وأوضح شاهو صبار أستاذ العلوم العالمية في جامعة طهران أن الأزمة "لم تبدأ بصورة مفاجئة"، لكن "الناس بدأوا يشعرون بوطأتها خلال العقد الماضي".

ورأى أن العواقب على المدى البعيد قد تكون "كبيرة" وتراوح من تقلص اليد العاملة إلى انخفاض النمو الاقتصادي.

إجراءات الدولة "محدودة"

وضاعفت السلطات الجهود لتشجيع الزواج والإنجاب، فأقرت تحفيزات مثل القروض العقارية المنخفضة الفائدة والمساعدات المالية والرعاية الصحية المجانية للأمهات والأطفال.

وفي 2021، أطلقت إيران تطبيقاً للتعارف وفق التقاليد الإسلامية هدفه إقامة "زيجات تدوم" للشبان.

وفي السنة ذاتها، أصدرت السلطات قانوناً يجرم استخدام وسائل منع الحمل ويحظر عمليات التعقيم ويفرض قيوداً صارمة على فحوص الكشف عن الأمراض الوراثية خلال الحمل.

ورأت زهرة أن هذا الإجراء الأخير له مفعول رادع موضحة، "أشعر حالياً بقلق كبير من أن يولد طفلي مصاباً بتشوهات وراثية".

وقال اعتمادي، الموظف الحكومي البالغ 38 سنة والأب لثلاثة أطفال، "هذه الحوافز إما يصعب جداً تطبيقها، وإما ضعيفة جداً بالمقارنة مع كلفة تربية طفل".

وأكد صبار أن مفعول التدابير الحكومة يبقى "محدوداً"، معتبراً أن على الحكومة "إحلال بيئة ملائمة أكثر"، ولا سيما من خلال تشجيع الادخار والاستثمار.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات