ملخص
من الواضح أن التركيبة السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية السائدة في لبنان منذ عقود طويلة تلقي بتبعاتها على الحياة بمختلف ميادينها، وما يترتب عنها من مشكلات أمنية ومواجهات عسكرية أحياناً، وأزمات مستفحلة على جميع الصعد، وعدم التفاهم على صيغة تلاقٍ وطنية لبنانية جامعة تعود إلى استباحة الدستور والقوانين وتطويعها لمصلحة أفراد أو فرقاء بحد ذاتهم، ناهيك بتأثر البلاد بما يحصل حولها إقليمياً ودولياً.
أخيراً، بعد شغور في سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية دام نحو 26 شهراً انتخب البرلمان اللبناني الرئيس الـ14 للجمهورية هو قائد الجيش العماد جوزيف عون في سيناريو بات يتكرر منذ عام 1998، إذ تدفع الأزمات السياسية والأمنية الداخلية اللبنانية المستمرة أصلاً منذ عام 1975، تاريخ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، إلى الإتيان بقائد الجيش، القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيساً للجمهورية، وسط إجماع أو شبه إجماع للقوى السياسية الفاعلة على مستوى الوطن من خلال ممثليهم في مجلس النواب، بما يخالف مواد الدستور المتعلقة بانتخاب رئيس الجمهورية، فتعدل للضرورة.
رؤساء بمخالفة القوانين
ينص القانون اللبناني على أنه "لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد"، لكن ذلك حدث عام 1998 عندما انتخب قائد الجيش آنذاك العماد أميل لحود رئيساً للجمهورية بتعديل الدستور، ثم مدد له لفترة رئاسية ثانية بتعديل آخر جرى عام 2004، مما أحدث أزمة سياسية بينه مع مؤيديه من جهة، وخصومه السياسيين من جهة أخرى. ولم يغادر لحود القصر الرئاسي قبل انتهاء ولايته "الدستورية" حتى آخر دقيقة في منتصف ليل الـ23 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، فيما لم يبادر مجلس النواب إلى انتخاب رئيس بديل بما ينص عليه القانون، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء السياسيين على انتخابه، فدخلت البلاد في شغور بموقع الرئاسة الأولى.
تكرر الأمر عام 2008، إذ انتخب قائد الجيش في حينه العماد ميشال سليمان رئيساً للبلاد خلفاً لإميل لحود وخلافاً للقانون، بعد فراغ في منصب الرئاسة استمر ستة أشهر. انتهت ولايته في الـ24 من مايو (أيار) 2014، ثم تكرر الأمر عينه، إذ انتخب القائد السابق للجيش اللبناني العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول) 2016 بعد أكثر من سنتين ونصف السنة من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان وفشل الفرقاء اللبنانيون في اختيار رئيس جديد. غادر ميشال عون القصر الجمهوري لحظة انتهاء ولايته الدستورية في الـ30 من أكتوبر 2022 من دون أن يتوصل الفرقاء السياسيون إلى اتفاق على رئيس جديد للبلاد التي دخلت في فراغ رئاسي آخر بعد سلسلة أزمات كبيرة عصفت بالبلاد واستمرت حتى التاسع من يناير (كانون الثاني) الجاري، تاريخ انتخاب القائد الـ14 للجيش اللبناني العماد جوزيف عون، الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية.
مؤثرات داخلية وخارجية
من الواضح أن التركيبة السياسية والحزبية والطائفية والمذهبية السائدة في لبنان منذ عقود طويلة تلقي بتبعاتها على الحياة بمختلف ميادينها، وما يترتب عنها من مشكلات أمنية ومواجهات عسكرية أحياناً وأزمات مستفحلة على جميع الصعد، وعدم التفاهم على صيغة تلاقٍ وطنية لبنانية جامعة تعود إلى استباحة الدستور والقوانين وتطويعها لمصلحة أفراد أو فرقاء بحد ذاتهم، ناهيك بتأثر البلاد بما يحصل حولها إقليمياً ودولياً وانعكاس ذلك ليس على رئاسة الجمهورية فحسب، بل على الحكومة وتشكيلها وعلى المراكز الإدارية الرئيسة والوظائف العامة والخاصة، والتي دخل معظمها في فراغ كبير منذ سنوات، مما أثر في استقامة الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان.
وفي كل ما يحدث من مشكلات وأزمات مستمرة، يلوذ اللبنانيون بتنوع مشاربهم السياسية والطائفية والمذهبية بالجيش اللبناني المكون بجنوده وضباطه وقادته من جميع الطوائف والمذاهب اللبنانية، والذي بقي على رغم كل الحوادث والأزمات ممسكاً بالعصا من وسطها، أي على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، وهذا ما يتردد على ألسنة اللبنانيين كلما حصلت مشكلة أو حلت أزمة.
رئيس جمهورية "الأزمة"
من هنا تلجأ الغالبية، ومنهم الفرقاء السياسيون في حال عجزهم عن التوصل إلى تفاهم أو اتفاق حول قضية ما، ومنها رئاسة الجمهورية، إلى الجيش وقيادته، ومن هنا نقرأ كذلك الاستعانة بقائد الجيش خمس مرات منذ عام 1958 ليكون رئيس جمهورية "الأزمة"، والذي عادة ما تنتهي ولايته بأزمة، على نحو ما حصل بين أعوام 1998 و2022، إذ حكم البلاد تباعاً ثلاثة من قادة الجيش ممن أتوا إلى رئاسة الجمهورية بعد سلسلة أزمات وتركوا البلاد مأزومة. وتوحد الفرقاء الحزبيون والسياسيون أمس على انتخاب قائد جديد للجيش رئيساً للجمهورية، يأمل اللبنانيون في أن يستطيع بإدارته الحد من الأزمات المالية والاجتماعية والسياسية والقانونية والخدماتية وغيرها من الأزمات المتراكمة والمتفاقمة التي تعصف بهم.
قائد الجيش فؤاد شهاب
هو القائد الأول للجيش اللبناني بعد الاستقلال، وكان له فضل كبير في بنائه على أسس ومبادئ وطنية سامية، وقيم إنسانية وأخلاقية. يتحدر من عائلة الأمراء الشهابيين في لبنان، ولد في الـ19 من مارس (آذار) سنة 1902 في بلدة غزير بقضاء كسروان، وهو ابن الأمير عبدالله ابن الأمير حسن ابن الأمير عبدالله ابن الأمير حسن شقيق الأمير بشير الكبير.
في الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) عام 1921، ومع مجيء الانتداب الفرنسي تطوع في المدرسة الحربية للجيوش الخاصة في الشرق مع متطوعين من الأسر العريقة، وبعد مدة أرسله الفرنسيون مع عدد من رفاقه اللبنانيين إلى المدرسة العسكرية التي أنشئت في دمشق. وبعد توليه عدداً من المواقع القيادية العسكرية، وبعد انتقال جميع صلاحيات الحكم من حكومة الانتداب الفرنسي إلى السلطات اللبنانية، وتسلمها الفوج الأول من القناصة اللبنانية في الجيش الفرنسي، اختاره الرئيس بشارة الخوري، في الأول من أغسطس (آب) 1945 قائداً للجيش الوطني برتبة لواء، وكان يشهد لـه الجميع بأنه ضابط ممتاز، فأكسب الجيش إلى جانب رفاقه الضباط، عادات النظام والانضباط والمناقبية والتربية العسكرية وتحققت في ظل قيادته إنجازات كبرى.
رئيس حكومة فرئيس للجمهورية
في الـ18 من سبتمبر (أيلول) عام 1952، وعلى أثر استقالة رئيس الجمهورية بشارة الخوري واستقالة رئيس الحكومة صائب سلام، تسلم اللواء شهاب رئاسة الحكومة الموقتة وفقاً للمرسوم رقم 9443. أعطيت هذه الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية بصورة استثنائية لفترة قصيرة دامت 12 يوماً، وكانت هذه بداية اللواء شهاب في السياسة.
وفي الـ31 من يوليو (تموز) 1958 انتخب مجلس النواب اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية بأكثرية 48 صوتاً، مقابل 7 أصوات نالها منافسه ريمون إده، على رغم إعلانه سابقاً عن عدم رغبته في تولي رئاسة البلاد، لكن تطور الأحداث الإقليمية والدولية دفعه إليها دفعاً بعدما وجده الرأي العام أنه الحل الوحيد للخلاص إثر "محنة 1958" أو ما عرف بـ"ثورة عام 1958"، حيث حفرت الخنادق في الشوارع وأقفلت الأسواق وقامت تظاهرات وجرت محاولات عدة لاغتيال كبار المسؤولين، وجرى عصيان مسلح. ورفض اللواء فؤاد شهاب حينذاك إنزال الجيش إلى الشوارع لقمع "الثورة" محيداً إياه عن التجاذبات السياسية بين الفرقاء.
استقال الرئيس شهاب من رئاسة الجمهورية في الـ20 من يوليو 1960 بعد صدور نتائج الانتخابات النيابية التي أدت آنذاك إلى تصحيح التمثيل الشعبي، وانبثق عنها مجلس نيابي مرشح للتعاون مع الرئيس الجديد. فوجئ اللبنانيون بنبأ من الإذاعة اللبنانية يعلن استقالة الرئيس شهاب، وتأليف حكومة انتقالية، ودعوة المجلس النيابي إلى انتخاب رئيس جديد. وغادر مقر الرئاسة في صربا، ليعتكف في منزله الصغير في جونيه (شمال بيروت)، وجاءت ردة فعل الشعب والزعماء والنواب، العفوية والفورية والملحة، في رفض الاستقالة والتمسك ببقائه رئيساً، واحتشدت الجماهير في الشوارع والساحات المحيطة بمنزله تطالبه بالعودة عن قراره.
أسس الرئيس شهاب طوال فترة رئاسته، الإدارات والمجالس العامة في لبنان والمصالح والكليات التي وصفت بأنها الأكثر نزاهة ومحافظة على مبادئ القانون، وظل كذلك حتى تاريخ انتهاء ولايته الدستورية في الـ22 من سبتمبر (أيلول) 1964.
العماد إميل لحود
ولد إميل لحود في الـ12 من يناير (كانون الثاني) 1936 في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو ابن العماد جميل لحود أحد قادة ومؤسسي الجيش اللبناني. تطوع عام 1956 في الجيش بصفة تلميذ ضابط وألحق بالمدرسة الحربية، ورقي إلى رتبة ملازم بحري عام 1959، وتدرج في الرتب حتى رقي إلى رتبة عميد عام 1989. ألحق عام 1959 بسلاح البحرية، وأصبح قائداً للأسطول عام 1968 إلى أن عين قائداً للجيش في نوفمبر 1989 بعد إقصاء قائد الجيش السابق ميشال عون.
انتخب لحود في الـ24 من نوفمبر 1998 رئيساً للجمهورية خلفاً للرئيس إلياس الهراوي. وشهدت فترة رئاسته أحداثاً سياسية واضطرابات أمنية، أبرزها اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005، والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وسط تأكيده المستمر لدعمه "المقاومة" في لبنان ورفضه نزع سلاح "حزب الله". واتهم لحود بـ"الخيانة" كل من طالب بنزع سلاح "المقاومة" والتخلي عنها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤون لبنان الداخلية. ومن جانب آخر نشطت في عهده حملة اعتقالات من قبل استخبارات الجيش ضد المتشددين الإسلاميين، ووصل الأمر إلى مواجهة بين هؤلاء والجيش والقوى الأمنية بمنطقة جرود الضنية في شمال لبنان.
وفي عام 2004 مدد للحود لفترة رئاسية ثانية بضغط من النظام السوري (بما يخالف الدستور)، مما أدى إلى أزمة سياسية بينه وبين الحريري أسفرت عن استقالة الأخير من منصبه. وفي الـ14 من فبراير (شباط) 2005 اغتيل الحريري، وبعدها بشهرين خرجت قوات النظام السوري من لبنان، وفتح تحقيق دولي في حادثة الاغتيال. وتشكل ما عرف بتحالف قوى "14 آذار" وقوى الأكثرية المناهضة لنظام الأسد، التي قاطعت لحود بعد فوزها بغالبية المقاعد في الانتخابات النيابية، ثم مارست الضغط عليه وطالبته بالاستقالة، ووجهت له تهمة التورط باغتيال الحريري.
الرئيس العماد ميشال سليمان
ولد ميشال نهاد سليمان في الـ21 من نوفمبر 1948 في مدينة عمشيت (قضاء جبيل) بلبنان. تخرَّج في المدرسة الحربية سنة 1970 برتبة ملازم، وترأس عام 1973 فرع الاستخبارات في جبل لبنان. واصل التدرج في المناصب العسكرية حتى منح عام 1996 رتبة عميد وأصبح قائد لواء المشاة السادس، وبعد سنتين رقي إلى رتبة عماد وعين قائداً للجيش اللبناني.
انتخب العماد سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية في الـ25 من مايو (أيار) 2008 إثر فترة شغور في منصب الرئاسة استمرت نحو ستة أشهر، إثر اشتداد الخلافات بين قوى "14 آذار" أو "14 مارس" (تيار المستقبل وحلفائه) من جهة، وتكتل "8 آذار" أو "8 مارس" ('حزب الله' وحلفائه) بعد انتهاء ولاية لحود في الـ24 نوفمبر 2007، وبعدها حول المرشح التوافقي لمنصب الرئيس، إذ كان الطرفان يرفضان جميع الأسماء كونها إما تنتمي إلى "الموالاة"، وإما إلى "المعارضة". وفي الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2007 أعلنت "الموالاة" عن تبنيها اسم قائد الجيش ميشال سليمان كرئيس توافقي للجمهورية، داعية إلى أوسع تضامن وطني حول هذه المبادرة. قبلت "المعارضة" هذا الترشيح، إلا أن عملية انتخابه تعطلت ليس بسبب الخلاف على شخصه، ولكن بسبب الخلاف بين الفرقاء على الآليات المرتبطة بتوليه المنصب، مثل تشكيل حكومة جديدة وقانون الانتخابات، إلى حين توقيع "اتفاق الدوحة" في الـ21 من مايو 2008 الذي مهد له الطريق لتولي منصب الرئاسة رسمياً. وغادر قصر بعبدا إثر انتهاء ولايته الرئاسية يوم السبت الـ24 من مايو 2014.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الرئيس العماد ميشال عون
ولد ميشال نعيم عون في الـ18 من فبراير 1935 في حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. التحق بالمدرسة الحربية عام 1955 وتخرَّج عام 1958 ضابطاً في سلاح المدفعية. ابتعث عون عام 1978 لمتابعة دورة أركان في مدرسة الحرب العليا بفرنسا، ومنح إثرها رتبة "ركن". وفي الـ23 من يونيو (حزيران) 1986 عين قائداً للجيش اللبناني مكان العماد إبراهيم طنوس.
دخل في مواجهات دامية مع الجيش السوري في لبنان، ثم مع قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وترأس عون عام 1988 بوصفه قائد الجيش حكومة انتقالية بمرسوم من الرئيس أمين الجميل في اليوم الأخير من ولايته، وحكم بموازاة حكومة أخرى ترأسها الدكتور سليم الحص. لم يتنازل عون عن رئاسة الحكومة الانتقالية على رغم التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف)، وتنصيب الرئيس إلياس الهراوي رئيساً للبنان.
قام الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود، وبمؤازرة من الجيش السوري بقصف قصر بعبدا، فأرغم عون على الخروج من القصر بخطة أمنية فرنسية. ولجأ إلى السفارة الفرنسية في منطقة الحازمية عام 1990، ومنها جرى ترحيله في الـ29 من أغسطس 1991 براً إلى شاطئ ضبية (قضاء المتن، شمال بيروت)، ومنها إلى قبرص، ثم إلى باريس عبر بارجة حربية فرنسية.
العودة إلى الحياة السياسية
انتهت فترة منفى عون في فرنسا وعاد إلى بيروت في السابع من أغسطس (آب) 2005، وأسس في الـ18 من سبتمبر 2005 حزب "التيار الوطني الحر". ترشح للانتخابات النيابية، فحصدت كتلته 21 مقعداً من مجموع 128 نائباً هم عدد أعضاء البرلمان اللبناني. ووقع في السادس من فبراير 2006 وثيقة تفاهم مع "حزب الله".
ترشح عون عام 2016 لرئاسة الجمهورية بعد أكثر من عامين على انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، وفَشَلَ الفرقاء السياسيون والحزبيون في اختيار رئيس جديد. وعلى رغم استمرار الخلافات العميقة بين الأطراف المشكلة للنسق السياسي اللبناني، فإن أخباراً راجت في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 أشارت إلى أن زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري يعتزم تأييد تولي ميشال عون رئاسة لبنان، بينما يتولى هو رئاسة الحكومة للمرة الثانية. وفي الـ31 من أكتوبر انتخب النواب اللبنانيون ميشال عون رئيساً للجمهورية، لتنهي هذه الخطوة سنتين ونصف السنة من الشغور في منصب الرئاسة.
في عهده مر لبنان بمجموعة أزمات خانقة، منها السياسية واستقالة الحكومة أكثر من مرة، و"انتفاضة 17 أكتوبر" 2019، ووباء كورونا 2020، وانفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، ناهيك بالأزمة الاقتصادية المالية والمصرفية، وبارتفاع حدة النقاش السياسي "العدائي" بينه وبين خصوم تياره السياسيين والحزبيين.
إلى قائد الجيش دُر
بعد 12 جلسة انتخابية على مدى عامين كان آخرها في الـ14 من يونيو 2023، انتهت جميعها بالإخفاق، أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحديد موعد جديد لجلسة انتخاب الرئيس في التاسع من يناير الجاري، فتحول المشهد السياسي إلى بارقة أمل عند كثر من اللبنانيين، تكرس ذلك بانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية.
أتت هذه الانتخابات بعد "قطوع" اقتصادي ومالي كبير اجتاح لبنان منذ سنوات، وبعد حرب مدمرة خاضتها إسرائيل ضد "حزب الله" طوال 66 يوماً انتهت في الـ27 من نوفمبر الماضي باتفاقية وقف إطلاق النار برعاية أميركية وفرنسية وقضت بتنفيذ القرار 1701 المتخذ بعد حرب يوليو 2006، والذي يتضمن أحد بنوده الرئيسة انتشار الجيش اللبناني بكثافة في مناطق جنوب نهر الليطاني بمعاونة قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) إلى جانب الانقسام السياسي الحاد بين القوى السياسية والحزبية اللبنانية.