Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب العبوات تجبر إسرائيل على مراجعة مواجهاتها في غزة

خلص تحقيق عسكري أن "حماس" تعيد تسليح نفسها باللجوء إلى الذخائر غير المنفجرة

في غضون ثلاثة أيام قتل 14 جندياً إسرائيلياً بانفجار عبوات ناسفة في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

على رغم حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تمكنه من القضاء على قدرات "حماس" العسكرية واقتراب أسلحتها من الصفر، فإن المستوى العسكري في تل أبيب يرى أن الجيش ما زال يتكبد كثيرا من الخسائر البشرية والمادية في معارك عنيفة شمال غزة، بخاصة مع تغيير "حماس" أسلوب القتال واعتمادها أخيراً على حرب العبوات الناسفة.

أثناء عملية عسكرية في شمال غزة كان يقوم بها جنود الجيش الإسرائيلي للقضاء على بنية الفصائل الفلسطينية المسلحة، فجر مقاتلو حركة "حماس" عبوة ناسفة مطمورة تحت رمال ساحة القتال، واستهدفوا القوة المكونة من 10 عسكريين.

قتل نتيجة تفجير العبوة الناسفة أربعة جنود وأصيب البقية بجروح خطرة، وهذه ليست الحادثة الأولى فخلال الأيام الثلاثة الماضية، قتل 14 جندياً جميعهم قضوا بانفجار عبوات ناسفة فجرها مسلحون تابعون للفصائل الفلسطينية بالقوات الإسرائيلية التي تشن عملية عسكرية في شمال غزة.

من أين الألغام؟

ويأتي تفجير العبوات الناسفة بالجيش الإسرائيلي في وقت يؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن تل أبيب تمكنت من القضاء على قدرات "حماس" العسكرية واقتربت أسلحتها من الصفر، وأن الحركة تعاني شحّاً في العتاد العسكري.

ولكن على النقيض من الحديث السياسي لإسرائيل، فإن المستوى العسكري يرى أن الجيش ما زال يتكبد كثيراً من الخسائر البشرية والمادية في معارك عنيفة شمال غزة، بخاصة مع تغيير "حماس" أسلوب القتال واعتمادها أخيراً على حرب العبوات الناسفة.

ويؤكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش أفقد الحركة جزءاً كبير جداً من قدراتها العسكرية، ودمر بنيتها في شمال غزة بصورة كاملة، وأن وجود العبوات الناسفة في تلك المنطقة أمر يحتاج إلى دراسته.

حرب عبوات

ويستغرب الجيش الإسرائيلي من نشاط "حماس" في شمال غزة، وأن عناصرها ما زالوا يملكون عبوات ناسفة على رغم تمشيط المنطقة في بداية الحرب وتأكيد الفرق الهندسية أنها آمنة ولا متفجرات مزروعة في الأرض.

 

 

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن ما يجري في شمال غزة يطلق عليه عسكرياً "فخ الموت"، إذ يعتمد مقاتلو "حماس" على العبوات الناسفة بالدرجة الأولى لتسجيل خسائر في الجيش الإسرائيلي.

ويواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في تفسير انتشار العبوات الناسفة في شمال غزة على رغم تأكده من تطهير المنطقة، ويضيف هاغاري أن "ما يجري في شمال غزة يوصف بأنه حرب العبوات، هناك تواجه قواتنا خطر المتفجرات ومحور القتال يدور حول تفادي الألغام الأرضية".

مخلفات الجيش غير المنفجرة

ويفسر متخصص العلوم العسكرية اللواء رائد صافي ما يجري في شمال غزة، قائلاً "فقدت ’حماس‘ أسلحتها هناك، ولكن مقاتليها استخدموا بقايا الصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر وأعادوا صناعتها لتفجيرها مجدداً".

فعلياً، لم يستبعد الجيش الإسرائيلي تلك النظرية، وحقق في الأمر وخلص إلى أن ألغام "حماس" الجديدة تحوي مواد من مخلفات الذخائر الإسرائيلية التي لم تنفجر أثناء استخدامها في معارك غزة، وجرت إعادة تصنيعها واستعمالها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضمن التحقيق أيضاً أن "حماس" جمعت قنابل سلاح الجو وقذائف الدبابات وحتى الصواريخ المضادة للدبابات والقنابل اليدوية التي لم تنفجر وصنعت منها عبوات ناسفة بطريقة بدائية لكن بقوة تفجيرية هائلة.

وتُعدّ العبوات الناسفة سلاحاً فاعلاً بيد "حماس" وجرى استخدامها منذ بداية الحرب لكن زاد الاعتماد عليها أخيراً، ويقول صافي "تتنوع ألغام ’حماس‘ بين مضادة للأفراد وأخرى للدروع أو المباني".

ويضيف أن "لدى ’حماس‘ أنواعاً من العبوات المضادة للأفراد، مثل العبوة الرعدية التي تستخدم ضد الجنود في المسارات الطويلة كالأنفاق والشوارع، والعبوة التلفزيونية التي تستخدم ضد مشاة منتشرين أو متمركزين بصورة عرضية، وكذلك العبوة الصدمية وهي لاستهداف الجنود والآليات لأنها قوية الأثر".

أما العبوات المضادة للدروع، فيشرح صافي أن "من بينها عبوات الشواظ وعبوة العمل الفدائي التي تتميز بقدرتها على الاختراق والنفاذ، والعبوات الفراغية التي تستخدم لنسف المباني التي يتحصن فيها الجنود"، موضحاً أن الألغام سلاح فاعل ويرفع كلفة الخسائر كثيراً.

الذخائر في متناول اليد

ويعتقد الجيش بأن عناصر "حماس" يقومون بربط الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة بأسلاك كهربائية أو عبوات ناسفة ثانوية فارغة من الذخيرة وينصبون الكمائن، وبمجرد ما يصل الجنود يعملون على تفجيرها بالقوات.

 

 

وفي تقرير أعدته إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن "حماس" تعيد تسليح نفسها من مخلفات ذخيرة القوات الإسرائيلية، مضيفة أن "هذه الأسلحة تُعدّ مصدراً للحصول على المواد الخام، إذ لا توجد صعوبة اليوم في الحصول على متفجرات في غزة، فهي موجودة بكميات كبيرة وفي متناول اليد، وتستغلها وحدات ’حماس‘ الهندسية والتقنية وتنقلها إلى ورش لإنتاج الأسلحة وتحولها إلى عبوات ناسفة".

وتضرر الجيش الإسرائيلي كثيراً من حرب العبوات الناسفة، وبدأ يتخذ تدابير حماية أكثر، إذ يقول المتحدث العسكري نداف شوشاني "تحاول الآليات العسكرية تفادي الأمر من خلال مستشعرات حرارية للكشف عن الألغام تحت الأرض وكذلك أي تغيير يحدث في مسرح الأرض".

ويضيف أن "هناك إجراء آخر يتمثل في تشغيل جرافات تحرث الأرض وتصل إلى عمقها وهي قادرة على الكشف عن العبوات الناسفة، ولكن هطول الأمطار وغرق الأرض بالمياه استغلهما عناصر ’حماس‘ في الحفر بسرعة في تلك الأرض اللينة ووضع القنابل في الأعماق"، لافتاً إلى أن قادة الجيش طلبوا من الجنود تغيير طرقهم المعتادة في الحركة ودراسة المناطق التي يسيطر عليها عناصر "حماس" أو حيث يكونون موجودين لتفادي هذه الأفخاخ.

ومن "حماس"، يقول المتحدث جهاد طه "يستغل مقاتلونا جميع الإمكانات البسيطة لتكبيد جيش إسرائيل خسائر كبيرة ومؤلمة، لا يمكن أن نفصح عن طرقنا وأسلوبنا في القتال، ولكن يمكن التأكيد أن جميع الوسائل الدفاعية المتاحة نعمل على تطويرها لإيذاء عناصر الجيش الذين يقتلون أبرياء غزة".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط