ملخص
في ديسمبر (كانون الأول) 2024، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن نحو 3 آلاف جندي كوري شمالي "قتلوا أو جرحوا" حتى الآن مع انضمامهم للقتال إلى جانب القوات الروسية، في حين قدر جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي عددهم بنحو الألف.
قال الكرملين، اليوم الإثنين، إن مسألة الضمانات الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا ستكون جزءاً أساسياً من أي تسوية محتملة بين الطرفين المتحاربين.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين خلال مؤتمر صحافي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى مراراً استعداده للتواصل مع جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، حول تأمين إنهاء الصراع.
خط أنابيب الغاز
اتهمت روسيا، اليوم الإثنين، أوكرانيا بشن هجوم بمسيرات على محطة لتوزيع الغاز تابعة لخط "توركستريم"، خط الأنابيب الوحيد لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا بعد توقف عمليات النقل عبر الأراضي الأوكرانية في الأول من يناير (كانون الثاني) الجاري وتخريب خط "نورد ستريم" في 2022.
ويشكل قطاع الطاقة محوراً رئيساً للنزاع، فمنذ ثلاثة أعوام تقريباً، أصبحت روسيا محرومة إلى حد كبير من إيراداته، مع إغلاق سوق الغاز الأوروبية رداً على الهجوم والتخريب الذي طاول في سبتمبر (أيلول) 2022 خط أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق.
وتستهدف القوات الروسية بصورة شبه يومية منشآت الطاقة في أوكرانيا، وأورد الجيش الروسي في بيان أن "نظام كييف حاول شن هجوم بتسع مسيرات" على محطة لتوزيع الغاز تابعة لخط أنابيب "توركستريم" في منطقة كراسنودار جنوب غربي روسيا "لتعليق إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية"، مشيراً إلى إسقاط جميع المسيرات من دون تعطيل عمل المحطة.
وأشار البيان إلى أن الهجوم "لم يتسبب في أي إصابات" بين العاملين في محطة الضغط هذه الواقعة في منطقة غاي-كودزور، لكن حطام إحدى الطائرات المسيرة التي أسقطت أدى إلى أضرار طفيفة في مبنى وفي بعض المعدات، بحسب المصدر، ولم يصدر على الفور أي تعليق من كييف على هذه الاتهامات.
تزويد أوروبا بالطاقة
وعد الجيش الروسي أن الهدف من هذا الهجوم غير المسبوق "تعليق تزويد الدول الأوروبية بالغاز" عبر خط الأنابيب "توركستريم"، الذي يمتد تحت مياه البحر الأسود.
خط أنابيب الغاز "توركستريم" الذي دُشن في 2020 والقادر على نقل 31.5 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، يتألف من أنبوبين متوازيين بطول 930 كيلومتراً، يصلان أنابا في روسيا ببلدة كييكوي في شمال غربي تركيا، ومن هناك، يتيح لروسيا وشركة النفط العملاق "غازبروم" تزويد جنوب شرقي وجنوب أوروبا، لا سيما المجر ودول البلقان.
واكتسب الخط أهمية بالغة بالنسبة إلى موسكو وآخر عملائها الأوروبيين، مع توقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بصورة نهائية في الأول من يناير الجاري، بعد انتهاء مدة عقد أبرمته كييف وموسكو قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين، أصبح "توركستريم" خط أنابيب الغاز الوحيد العامل الذي يربط بين روسيا وأوروبا.
ويثير توقف التسليم عبر أوكرانيا قلق عديد من الدول في أوروبا الشرقية، لا سيما سلوفاكيا التي لا تزال تعتمد بصورة كبيرة على الغاز الروسي.
وفي مطلع العام، حذر رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو خلال ديسمبر الماضي من عواقب "وخيمة" على بلاده وعلى الاتحاد الأوروبي، مما أثار غضب كييف.
ويزور وفد سلوفاكي اليوم الإثنين، موسكو لإجراء محادثات بهذا الصدد.
منجم أوكراني
من جهة أخرى أعلن الجيش الروسي اليوم الإثنين، سيطرته على قرية بيشتشاني، وهي قرية تضم منجماً للفحم قرب بوكروفسك في شرق أوكرانيا حيث تحرز موسكو تقدماً منذ أشهر عدة مع تكبدها خسائر فادحة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها "حررت" هذه البلدة الواقعة على بعد أقل من 10 كيلومترات جنوب غربي بوكروفسك وتضم منجماً رئيساً لاستخراج الفحم لكن إنتاجه توقف بسبب المعارك.
وفي 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، توقف إنتاج الفحم في البئر المنجمية بيشتشاني وهي إحدى ثلاث آبار منجمية تابعة للمنجم الرئيس بسبب اقتراب المعارك من الموقع، بحسب شركة الصلب المالكة ميتينفيست.
وكان ما مجموعه 3500 شخص على رأس عملهم في الموقع في مطلع ديسمبر 2024، مقابل 10 آلاف قبل الهجوم الروسي، وتقع البئران الأخريان في أوداتشنيه وكوتلينيه، غرب بيشتشاني وتخضعان لسيطرة القوات الأوكرانية.
تأمين لوجيستي
وفي الأسابيع الأخيرة، أحكمت القوات الروسية قبضتها حول مدينة بوكروفسك المهمة لتأمين الحاجات اللوجيستية للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في المنطقة.
وسيطرة القوات الروسية على بوكروفسك ستشكل ضربة قاصمة بالنسبة إلى كييف، ليس من الناحية العسكرية فحسب، بل الاقتصادية أيضاً، كونها تضم المنجم الوحيد الذي لا يزال حتى الآن تحت سيطرة الأوكرانية لإنتاج فحم الكوك الضروري لصناعة الفولاذ.
وألحق الهجوم الروسي أضراراً بالغة بصناعة الصلب الأوكرانية، وهي ثاني أكبر قطاع تصدير بعد الزراعة، لكنها لا تزال تلعب دوراً حيوياً رغم الحرب الواسعة النطاق منذ نحو ثلاثة أعوام.
وقبل الحرب، كانت صناعة الصلب تشكل 10 في المئة من إجمالي الناتج المحلي وأكثر من 30 في المئة من الصادرات، وبعد التراجع الحاد في 2022، انتعشت الصناعة في 2023 لتمثل 15 في المئة من الصادرات تقريباً.
دفاعات جوية
قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم الإثنين، إن الدفاعات الجوية أسقطت 78 طائرة مسيرة من أصل 110 أطلقتها روسيا خلال الليل.
وأضافت في بيان، أن 31 طائرة مسيرة "فقدت" في إشارة لاستخدام كييف وسائل الحرب الإلكترونية لإعادة توجيه مسار تلك الطائرات.
وقالت القوات الجوية أيضاً، إن حطاماً متساقطاً من طائرات مسيرة ألحق أضراراً بعدة بنايات تجارية وسكنية في أربع مناطق أوكرانية في الوسط والشمال والجنوب الشرقي.
مقتل نحو 300 كوري شمالي
في غضون ذلك، قتل نحو 300 جندي كوري شمالي من بين آلاف الجنود الذين أرسلتهم بيونغ يانغ لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا، بحسب ما أفاد النائب الكوري الجنوبي لي سيونغ-كوين اليوم، نقلاً عن معلومات من جهاز الاستخبارات في سيول.
واتهمت أوكرانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ التي تملك السلاح النووي بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي للقتال إلى جانب القوات الروسية.
وقال لي للصحافيين بعد إحاطة من وكالة الاستخبارات، إن "التقديرات تشير إلى أن عدد الضحايا في صفوف القوات الكورية الشمالية تجاوز 3 آلاف، بينهم نحو 300 قتيل و2700 جريح".
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن نحو 3 آلاف جندي كوري شمالي "قتلوا أو جرحوا" حتى الآن مع انضمامهم للقتال إلى جانب القوات الروسية، في حين قدر جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي عددهم بنحو الألف.
وكشف النائب أن "ملاحظات عثر عليها بحوزة جنود قتلى تشير إلى أن السلطات الكورية الشمالية مارست ضغوطاً عليهم للانتحار"، بما في ذلك بـ"تفجير أنفسهم... قبل وقوعهم في الأسر".
وكان زيلينسكي أعلن، أول من أمس السبت، أسر جنديين كوريين شماليين في منطقة كورسك الروسية واستجوابهما في كييف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عودة ترمب
وتشكل المشاركة المفترضة لجيش أجنبي تصعيداً كبيراً في الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي أمر الرئيس فلاديمير بوتين بشنه قبل نحو ثلاثة أعوام، والذي يدخل مرحلة حرجة مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وتعهد ترمب خلال حملته الانتخابية إنهاء النزاع في أوكرانيا "خلال 24 ساعة" من دون أن يذكر تفاصيل عن خطته. وقال الخميس الماضي، إنه يحضر للقاء مع بوتين "لإنهاء" النزاع.
وعد النائب الكوري الجنوبي لي أن ترمب "يمكن أن يدفع من أجل الحوار... مرة أخرى" مع كوريا الشمالية، بعدما التقى الزعيم كيم جونغ أون عام 2018 خلال ولايته الأولى.
ولم يؤكد أي من الطرفين مشاركة بيونغ يانغ في القتال إلى جانب موسكو.
ورجحت كوريا الجنوبية أن تكون روسيا تقدم مقابل نشر الجنود الكوريين الشماليين تكنولوجيا متطورة لبيونغ يانغ التي تسعى إلى تعزيز ترسانتها العسكرية.
وأشار لي سيونغ-كوين إلى أن الملاحظات التي عُثر عليها بحوزة الجنود القتلى تكشف عن أن كوريا الشمالية كانت تستغل "آمال الجنود في الانضمام إلى حزب العمال (الحاكم) أو الاستفادة من عفو" لإرسالهم إلى ساحة القتال، مرجحاً أن يكون بعضهم سجناء في بلادهم.
زيلينسكي مستعد لتبادل الأسرى
وفي كييف، أعلنت السلطات أن الأسيرين الكوريين لديها أصيبا في منطقة كورسك الروسية حيث تحتل القوات الأوكرانية منذ أغسطس (آب) 2024 مئات الكيلومترات المربعة.
وقال الرئيس الأوكراني عبر منصة "إكس"، "أوكرانيا مستعدة لتسليم الجنديين إلى كيم جونغ أون إذا تمكن من تنظيم تبادلهما مع محاربينا الأسرى في روسيا". وتابع زيلينسكي، "بالنسبة إلى الجنود الكوريين الشماليين الذين لا يرغبون في العودة (إلى بلدهم)، قد تكون هناك خيارات أخرى متاحة". وقال، إن الجنود الكوريين الشماليين الذين يريدون "تحقيق السلام من خلال نشر الحقيقة حول هذه الحرب في كوريا سيمنحون هذه الفرصة".
ونشرت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية مقطع فيديو لاستجواب الأسيرين المفترضين من كوريا الشمالية، أحدهما ممدد على سرير بطابقين والآخر جالس في سرير مع ضمادة حول فكه.
وقالت الاستخبارات الكورية الجنوبية، إن أحد الجنديين الأسيرين كشف أثناء الاستجواب أنه تلقى تدريباً عسكرياً على يد القوات الروسية بعد وصوله في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضافت، "ظن في البداية أنه أرسل للتدريب، ثم أدرك عند وصوله إلى روسيا أنه أرسل" إلى الجبهة.
وعززت كوريا الشمالية وروسيا علاقاتهما العسكرية منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. ويربط الدولتين اتفاق دفاعي أبرم في يونيو (حزيران) 2024 ودخل حيز التنفيذ في ديسمبر.