Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

مقتل 9 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على شمال غزة

بينهم صحفيان محليان و"حماس" تندد بـ"انتهاك فاضح" لوقف النار وتقول: الكرة في ملعب إسرائيل

قال شهود إن ركاب السيارة كانوا في مهمة لجمعية خيرية تُدعى "مؤسسة الخير" في بيت لاهيا (أ ف ب)

ملخص

جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بينما قبلت إسرائيل مقترح الموفد الأميركي ستيف ويتكوف، تتمسك (حماس) برفضه ولم تتزحزح قيد أنملة"، متهماً الحركة بمواصلة اللجوء إلى "التلاعب والحرب النفسية".

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن تسعة فلسطينيين في الأقل قتلوا، بينهم صحفيان محليان، وأصيب آخرون اليوم السبت في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشارك قيادات من حركة "حماس" في محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع وسطاء في القاهرة.

وذكر مسؤولون بقطاع الصحة لـ"رويترز"، أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة إثر استهداف الغارة لسيارة، مع وجود إصابات داخل السيارة وخارجها.

وقال شهود وزملاء للصحفيين، إن ركاب السيارة كانوا في مهمة لجمعية خيرية تُدعى "مؤسسة الخير" في بيت لاهيا، وكان يرافقهم صحفيون ومصورون عندما استهدفتهم الغارة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن من بين القتلى ثلاثة صحفيين محليين في الأقل.

واتهمت "حماس" إسرائيل بارتكاب "انتهاك فاضح" لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم في بيان "إسرائيل ارتكب مجزرة بشعة عبر استهدافها مجموعة من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار".

على رغم الاتفاق

وتسلط هذه الواقعة الضوء على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، والذي أوقف قتالاً واسع النطاق في قطاع غزة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن العشرات قُتلوا بنيران إسرائيلية على رغم الاتفاق.

وفي رده على بعض الحالات التي أبلغ عنها مسعفون من غزة، يقول الجيش الإسرائيلي إن قواته تتدخل لإحباط تهديدات من "إرهابيين" يقتربون من قواته، أو يزرعون قنابل على الأرض بالقرب من مواقع عمل هذه القوات.

ومنذ انتهاء المرحلة الأولى الموقتة من وقف إطلاق النار في الثاني من مارس (آذار)، ترفض إسرائيل البدء في المرحلة الثانية من المحادثات، والتي ستتطلب منها التفاوض على إنهاء دائم للحرب، وهو المطلب الرئيس لحركة "حماس".

وتزامنت هذه الغارة مع زيارة خليل الحية، القيادي البارز في "حماس"، إلى القاهرة لإجراء مزيد من محادثات وقف إطلاق النار بهدف حل نزاعات مع إسرائيل قد تُنذر باستئناف القتال في القطاع.

وأعلنت "حماس"، أمس الجمعة موافقتها على إطلاق سراح مواطن أميركي إسرائيلي إذا بدأت إسرائيل المرحلة التالية من محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب بشكل دائم، لكن إسرائيل رفضت العرض ووصفته بأنه "حرب نفسية".

وقالت الحركة إنها عرضت الإفراج عن إيدان ألكسندر (21 سنة) من ولاية نيوجيرسي الأميركية والمجند في الجيش الإسرائيلي، بعد تلقيها اقتراحاً من الوسطاء لإجراء مفاوضات في شأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتقول إسرائيل إنها تريد تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وهو اقتراح أيده المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. لكن "حماس" قالت إنها لن تستأنف إطلاق سراح الرهائن إلا مع بدء المرحلة الثانية.

في ملعب إسرائيل

وأكدت حركة "حماس" الفلسطينية السبت، أن "الكرة في ملعب إسرائيل" حالياً، بعد عرضها إطلاق سراح جندي إسرائيلي - أميركي محتجز لديها، إضافة إلى جثامين أربعة من مزدوجي الجنسية.

وقال المتحدث باسم الحركة عبداللطيف القانوع، لوكالة الصحافة الفرنسية "الكرة حالياً في ملعب إسرائيل"، مؤكداً "نريد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام تل أبيب تنفيذ بنود الاتفاق".

بعد نحو 15 شهراً على اندلاع الحرب عقب هجوم "حماس" غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بدأ في الـ19 من يناير (كانون الثاني) الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" توصل إليه بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.

وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.

وسمحت إسرائيل أيضاً بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلق دخولها في الثاني من مارس (آذار) الجاري.

من جانبه أكد مسؤول في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه أن مقترح الإفراج عن الجندي يأتي ضمن "صفقة استثنائية"، مشيراً إلى أنه في المقابل سيُطلق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين.

واتهمت إسرائيل الحركة بالتعنت وممارسة "الحرب النفسية"، في حين تستضيف الدوحة مفاوضات يفترض أن تتناول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بينما قبلت إسرائيل مقترح الموفد الأميركي ستيف ويتكوف، تتمسك (حماس) برفضه ولم تتزحزح قيد أنملة"، متهماً الحركة بمواصلة اللجوء إلى "التلاعب والحرب النفسية"، بينما اتهم البيت الأبيض "حماس" الجمعة، بتقديم مطالب "غير عملية بتاتاً" والمماطلة.

سحب ترشيح بولر

في الموازاة قال البيت الأبيض اليوم السبت إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحبت ترشيح آدم بولر لمنصب المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن.
وسيواصل بولر، الذي يعمل على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" في غزة، جهوده تحت مسمى "موظف حكومي خاص" وهو منصب لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في بيان "سيواصل آدم بولر العمل مع الرئيس ترمب كموظف حكومي خاص يركز على المفاوضات المتعلقة بالرهائن". وأضافت "لعب آدم دوراً حاسماً في التفاوض على عودة مارك فوغل من روسيا. وسيواصل هذا العمل المهم لإعادة الأفراد المحتجزين بصورة غير قانونية في جميع أنحاء العالم إلى ديارهم".
وقال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، إن بولر سحب ترشحه لتجنب سحب الاستثمارات من شركته الاستثمارية. ولم تكن لهذه الخطوة أي علاقة بالجدل الذي أثارته مناقشاته مع حركة حماس.
وأضاف المسؤول "لا يزال (بولر) يتمتع بثقة الرئيس ترمب المطلقة".
وقال بولر في بيان مقتضب لوكالة رويترز، "هذا يعزز من قدرتي على مساعدة الأميركيين المحتجزين في الخارج بأفضل شكل ممكن، وكذلك العمل عبر الوكالات لتحقيق أهداف الرئيس ترمب".
كان بولر قد عقد في الأيام القليلة الماضية لقاءات مباشرة مع "حماس" في شأن إطلاق سراح الرهائن في غزة. وشكّلت هذه المناقشات خرقاً لسياسة واشنطن المتبعة منذ عقود ضد التفاوض مع الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة منظمات إرهابية.
وأثارت هذه المحادثات غضب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وبعض القادة الإسرائيليين. ووفقاً لموقع أكسيوس، عبّر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر عن استيائه لبولر في مكالمة هاتفية مشحونة بالتوتر الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إن إدارة ترمب سمحت لبولر بالتواصل المباشر مع حماس، واصفاً المحادثات بأنها "حالة استثنائية" لم تؤت ثمارها.
ويُنسب إلى بولر الفضل في المساعدة في تحرير المعلم الأميركي مارك فوغل الذي أطلقت روسيا سراحه في فبراير (شباط) الماضي بعد ثلاث سنوات ونصف السنة أمضاها في السجن.

المزيد من متابعات