Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأوروبي يطلق خطة لإعادة تسليح القارة في ظل التقلبات الأخيرة

تشير أجهزة استخبارية عدة إلى احتمال وقوع هجوم روسي ضد أحد بلدان الاتحاد قبل نهاية العقد

ارتفعت النفقات العسكرية للدول الأعضاء الـ27 بأكثر من 31 في المئة منذ 2021 لتصل إلى 326 مليار يورو في 2024 (أ ف ب) 

ملخص

حددت المفوضية الأوروبية مجالات استراتيجية لا بد من إعطاء الأولوية للاستثمار فيها، وذلك بغية سد الثغرات خصوصاً في مجال الذخائر والدفاعات الجوية والمسيرات والصواريخ البعيدة المدى.

قدم الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء خطة ترمي إلى إعادة تسليح القارة بحلول 2030، في ظل التهديد الروسي وتبدل النهج الأميركي.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس "إنها لحظة حاسمة للأمن الأوروبي".

وكان لتبدل الموقف الأميركي من الدعم الموفر إلى أوروبا والمساعدة المقدمة إلى أوكرانيا منذ عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض وقع كبير على هذا القرار.

وتشير أجهزة استخبارية أوروبية عدة إلى احتمال وقوع هجوم روسي ضد أحد بلدان الاتحاد قبل نهاية العقد.

لذا من الضروري "إعادة تسليح أوروبا"، وفق ما جاء في خطة تحمل هذا العنوان قدمت في الرابع من مارس (آذار) في بروكسل.

عدم التعويل على الأميركيين

قال المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع أندريوس كوبيليوس إن "سكان الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 450 مليوناً ينبغي ألا يعولوا على الأميركيين المقدر عددهم بنحو 340 مليوناً في مواجهة 140 مليون روسي يعجزون عن هزيمة 38 مليون أوكراني".

وارتفعت النفقات العسكرية للدول الأعضاء الـ27 بأكثر من 31 في المئة منذ 2021 لتصل إلى 326 مليار يورو في 2024، وهي نسبة "أفضل لكنها ليست كافية"، على ما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أول أمس الثلاثاء.

وقدمت المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء "كتاباً أبيض" في شأن الدفاع هو بمثابة دليل موجه إلى الدول الأعضاء لمساعدتها في تعزيز قدراتها الدفاعية.

ويتضمن المستند الخطوط العريضة للخطة التي عرضتها فون دير لايين قبل أسبوعين بقيمة 800 مليار يورو لترسيخ الدفاع في القارة.

ولا شك في أن المبلغ المطروح كبير جداً غير أن تنفيذ الخطة يعتمد خصوصاً على الدول الأعضاء في الاتحاد، بحسب دبلوماسيين في بروكسل.

مخصصات النفقات العسكرية

تريد المفوضية الأوروبية أن تسمح للبلدان الأعضاء بتخصيص 1.5 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي للنفقات العسكرية لمدة أربع سنوات من دون أن تخشى الأخيرة انتهاك قواعد الموازنة في شأن العجز العام.

ويخصص لهذا الغرض مبلغ يصل إلى 650 مليار يورو، بحسب المفوضية الأوروبية، في حين يقدم المبلغ المتبقي بحدود 150 ملياراً للأعضاء على شكل قروض. وهي مجرد "أرقام تقريبية"، على ما قال مسؤول في المفوضية الأربعاء.

وينبغي لكل دولة أن تطلب بحلول نهاية أبريل (نيسان) إعفاء من قواعد الموازنة، وفق مسودة لخلاصات "الكتاب الأبيض" اطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها.

وبحلول أواخر يوليو (تموز)، تكون المفوضية بتت منح هذا الإعفاء من عدمه وفقاً للنفقات المقترحة، بحسب ما كشف عنه مسؤول أوروبي، مؤكداً ضرورة عدم استغلال هذا التليين في قواعد الموازنة لتمويل نفقات غير عسكرية.

وتريد قيادة الاتحاد أيضاً أن تعتمد الدول الأعضاء على وجه السرعة النص الذي يشكل أساساً لمنح القروض البالغة قيمتها 150 مليار يورو، ومن شأنه أن يسمح بتمويل مشتريات ومشاريع استثمارية في أوروبا على نحو مشترك.

وقد تشارك في هذه المبادرة دول لا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي، مثل النروج. وأفسح المجال أيضاً لمشاركة تركيا، وفقاً لشروط معينة، فضلاً عن بريطانيا بعد توقيعها مع الاتحاد اتفاق شراكة في مجال الأمن، على ما كشفت عنه كايا كالاس، آملة توقيع الاتفاق قبل قمة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا من المزمع انعقادها في مايو المقبل.

"مزيد من المصنوعات الأوروبية"

تقضي الغاية بحسب فون دير لايين بشراء "مزيد من المصنوعات الأوروبية"، في وقت يستثمر الجزء الأكبر من الأموال في مجال الدفاع خارج الاتحاد الأوروبي.

وشددت فون دير لايين الثلاثاء من كوبنهاغن على "أهمية المكونات الأوروبية، فنحو 65 في المئة في الأقل من القطع الموجودة في سلاح أو في آخر ينبغي أن تكون أوروبية المصدر".

وسبق لقادة الاتحاد الأوروبي أن أعطوا الضوء الأخضر للخطة، التي عرضتها فون دير لايين خلال قمة استثنائية الأسبوع الماضي.

عمليات إقراض واسعة

كثيرة هي الدول الأعضاء التي ترغب في المضي أبعد وتطالب بإطلاق عمليات إقراض واسعة، كما كانت الحال إبان جائحة كوفيد-19 عندما قدم الاتحاد الأوروبي قروضاً بقيمة 800 مليار يورو. وقدرت الحاجات هذه المرة بنحو 500 مليار، لكن المفوضية الأوروبية ما زالت ترفض حتى الساعة السير في هذا المسار.

وأكدت كالاس "لم نبلغ بعد هذه المرحلة"، وأشار دبلوماسي أوروبي إلى أنه "لا بد من وجود حكومة في ألمانيا للتطرق إلى هذه المسألة".

وأقر النواب الألمان الثلاثاء خطة استثمار واسعة لإعادة تسليح البلد وتحديثه، ولم يدل المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس بعد بدلوه بخصوص مقترح القروض المشتركة.

وحددت المفوضية الأوروبية مجالات استراتيجية لا بد من إعطاء الأولوية للاستثمار فيها، وذلك بغية سد الثغرات خصوصاً في مجال الذخائر والدفاعات الجوية والمسيرات والصواريخ البعيدة المدى.

وتنص خطة "إعادة تسليح أوروبا" أيضاً على تعاون وثيق مع أوكرانيا في مجال الدفاع.

المزيد من الأخبار