Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

الانفلات الأمني يخيم على الخرطوم ويروع سكانها

تفشت في العاصمة السودانية جرائم السرقة المسلحة والسطو على المنازل والاعتداءات بالسلاح الأبيض

حوادث سطو وسرقات للمنازل والمحال والأسواق التجارية في مختلف مناطق العاصمة السودانية (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ملخص

استهدف اللصوص المنازل التي لم تتعرض للسلب منذ اندلاع الحرب السودانية ونهبت بالكامل، فضلاً عن سرقة ما تبقى في البيوت والمحال والأسواق، مما أثار غضب واستنكار سكان الخرطوم العالقين والآتين من مناطق النزوح، كون هذه الحوادث تعد مؤشراً خطراً قد يؤدي إلى انفلات أمني واسع في مقبل الأيام حال لم تنشر الشرطة دوريات لتأمين الأحياء.

تعيش العاصمة السودانية الخرطوم حالاً من الانفلات الأمني المرعب وعمليات السلب والنهب التي تمارس في وضح النهار، وبخاصة داخل الأحياء التي حررها الجيش السوداني ولم تشهد انتشاراً من قواته، إضافة إلى المناطق التي خرجت منها قوات "الدعم السريع" ولم يصلها الجيش. وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات لحوادث سطو وسرقات للمنازل والمحال والأسواق التجارية في مختلف مناطق العاصمة، يقوم بها أفراد مدنيون وعصابات إجرامية.

ونتيجة لهذه الأوضاع استهدف اللصوص المنازل التي لم تتعرض للسلب منذ اندلاع الحرب ونهبت بالكامل، فضلاً عن سرقة ما تبقى في البيوت والمحال والأسواق، مما أثار غضب واستنكار سكان الخرطوم العالقين والآتين من مناطق النزوح، كون هذه الحوادث تعد مؤشراً خطراً قد يؤدي إلى انفلات أمني واسع في مقبل الأيام، حال لم تنشر الشرطة دوريات لتأمين الأحياء.

حوادث صادمة

نجم الدين فضل العائد إلى ضاحية الرياض في الخرطوم يقول "عدت برفقة أسرتي بعد تحرير العاصمة من قبل الجيش السوداني، لكن وجدنا حوادث صادمة، إذ طاولت جرائم السرقة مئات المنازل ولم تستثن حتى المارة في الشوارع، وشكلت هذه الأعمال الإجرامية مهدداً وهاجساً حقيقياً للسكان، تحد من حركتهم الطبيعية ونشاطهم الاجتماعي وتعيد إلى الأذهان مشاهد الرعب خلال الأيام الأولى للحرب".

وأضاف "يتنقل اللصوص والعصابات بكل حرية وفي وضح النهار، يهددون المواطنين وينهبون هواتفهم وممتلكاتهم الشخصية وأموالهم، إلى جانب استمرار حال الانفلات وتفشي جرائم السرقة المسلحة والسطو على المنازل، والاعتداءات على السكان بالسلاح الأبيض (السواطير والسكاكين)، والأذى الجسدي في حال مقاومة الضحية".

وعدَّ فضل أنه "ليس هناك مبرر لعدم ممارسة الشرطة السودانية مهامها واستعادة الأمن والاستقرار داخل الأحياء والمناطق التي جرى تحريرها من أجل بسط الأمن والطمأنينة، والمساعدة في إعادة الخدمات الضرورية".

فوضى وترويع

فتحي التاج يسكن داخل منطقة الأزهري، قال إن "أحياء جنوب الخرطوم ظلت منذ أسبوع تشهد عمليات نهب وسلب يقوم بها أفراد مدنيون وعصابات إجرامية أثارت حالاً من الفوضى العارمة، وروعت المنطقة وأفقدتها الأمن والسلام نتيجة ممارسة الترهيب بقوة السلاح في الأحياء والطرقات".

 

 

وأشار إلى أن "ما يحدث لسكان الخرطوم من حوادث وسرقات تتحمل الدولة مسؤوليته نتيجة عدم التحرك للحد منها بدرجة كبيرة، وتوجيه الشرطة بفتح الأقسام لمكافحة الجريمة والقضاء عليها وإزالة الظواهر السلبية من المجتمع".

وحذر التاج من أن "استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى انهيار كامل للنسيج الاجتماعي، إذا ما لجأ المواطنون إلى حلول فردية لحماية أنفسهم".

انتشار الشرطة

من ناحيتها، أعلنت شرطة ولاية الخرطوم أول من أمس الثلاثاء مباشرة مهامها الأمنية والقانونية والجنائية، ونشر قواتها على نطاق واسع في أحياء العاصمة والانفتاح على المناطق المحررة لتقديم الخدمات للمواطنين، وتفعيل عمل الأقسام لتحقيق الأمن وبسط هيبة الدولة.

وفي هذا الصدد، أوضح مدير شرطة محلية الخرطوم المكلف العميد عثمان أحمد محمد علي أنه "وفي إطار الجهود لبسط الأمن والاستقرار بالمحلية ومباشرة الأقسام الجنائیة لمهامها، شُغلت أقسام شرطة الجريف غرب ومنطقة البراري لتضاف إلى الأقسام العاملة، والتي تشمل شرطة الخرطوم شمال وشرق والخرطوم وسط، وكذلك الرياض والرميلة وتوتي، إضافة إلى قسم منطقة الشجرة ورئاسة شرطة محلية الخرطوم".

اقرأ المزيد

وأشار إلى أن "الشرطة نجحت في تمشيط أجزاء واسعة على مستوى دوائر اختصاص المحلية بمشاركة دوريات من شرطة النجدة، وانتشار قوات الطوف الليلي بشارع الهواء واستهداف مواقع الجريمة وسط استقبال حاشد للقوات وفرحة غامرة للمواطنين".

ولفت مدير شرطة محلية الخرطوم إلى أن "قوات الشرطة لديها إمكانات ومقدرات تجعلها على استعداد لبسط الأمن والاستقرار بدائرة الاختصاص".

استراتيجية جديدة

على صعيد متصل، أوضح مدير المباحث الجنائية المركزية السابق في السودان الفريق عابدين الطاهر أن "عمليات النهب والسلب التي تحدث في غالبية أحياء الخرطوم أمر متوقع، وبخاصة في ظل هذه الأوضاع التي تمر بها البلاد، إذ وجد الهاربون من السجون والذين يعانون البطالة بيئة خصبة مع حال السيولة الأمنية لممارسة نشاطهم الإجرامي، ليصبح التهديد ليس فقط من رصاص الحرب وإنما من المجرمين الهاربين".

 

 

وأضاف أن "الشرطة تحتاج إلى تغيير في نهج عملها مع وضع استراتيجية جديدة إلى جانب تسليح أفراد الدوريات بأسلحة نوعية تتناسب مع التحديات على الأرض، خصوصاً بعد استخدام اللصوص والعصابات الإجرامية للأسلحة النارية في عمليات السلب والسرقة".

وأشار الطاهر إلى أن "جرائم النهب قبل اندلاع الصراع المسلح كان يستخدم فيها السلاح الأبيض (السواطير والسكاكين) إضافة إلى المسدسات الصغيرة، لكن اللصوص والعصابات الإجرامية باتت تستعين في الوقت الحالي بأسلحة تتوافر لدي الأجهزة النظامية".

ولفت مدير المباحث الجنائية المركزية السابق إلى أن "الخطوة المهمة التي يجب على الشرطة السودانية القيام بها تتمثل في إنفاذ مشروع لإعادة اعتقال كل الهاربين من السجون في البلاد، وكذلك تنفيذ حملات مكثفة على المناطق والأحياء الطرفية في العاصمة الخرطوم، من أجل اعتقال المجرمين المتحصنين بتلك المناطق".

حلول عاجلة

على نحو متصل، أشار الناشط المجتمعي نزار السليك إلى أن "تداعيات الحرب أثرت كثيراً على السودانيين، إذ تعرضوا لضغوط وآثار نفسية نتيجة الانتهاكات وعمليات سلب ونهب ممتلكاتهم، من ثم من المتوقع حدوث ردود فعل انتقامية بسبب تغيير سلوك الناس لدرجة تجعل بعضاً يسرق منازل الجيران أو الأقارب".

وأضاف أنه "في ظل هذا الفراغ الأمني باتت أحياء الخرطوم هدفاً مفتوحاً للعصابات، إذ تُنفذ عمليات نهب منظمة وتهديد السكان بالسلاح"، وعدَّ أن "الحل يكمن في عودة الشرطة للعمل بصورة عاجلة وانتشارها داخل المناطق كافة، ودون هذه الخطوة يظل الأمان مفقوداً وتتأخر عمليات عودة المواطنين".

المزيد من تقارير