فيما يواصل الديموقراطيون خطواتهم نحو عزل الرئيس الأميركي على خلفية ما بات يعرف في الأوساط الأميركية بـ"قضية أوكرانيا"، طالب دونالد ترمب رفاقه في الحزب الجمهوري باتخاذ موقف أكثر صلابة والقتال من أجل بقائه في الرئاسة، قائلا إن مجلس النواب بقيادة الديموقراطيين يسعى لمساءلته "في أسرع وقت ممكن" بسبب طلبه من أوكرانيا التحقيق مع منافس سياسي له.
وأدلى ترمب بهذا التصريح خلال اجتماع وزاري بالبيت الأبيض مساء الاثنين تزامنا مع سعي الديموقراطيين لحشد التأييد لتحقيق لمساءلة ترمب سريعا بينما تحاول إدارته عرقلة هذا التحقيق.
وقال ترمب "على الجمهوريين اتخاذ موقف أكثر صلابة والقتال. لدينا بعض المقاتلين العظماء لكن عليهم أن يكونوا أكثر صلابة ويقاتلوا لأن الديموقراطيين يحاولون الإضرار بالحزب الجمهوري قبل الانتخابات". وأضاف أن الديموقراطيين "خبثاء ومتحدون".
وتابع قائلا "ليس لديهم ميت رومني. ليس بينهم أناس مثله. إنهم يتكاتفون" في إشارة إلى المرشح الرئاسي الجمهوري الذي خسر أمام الرئيس السابق باراك أوباما عام 2012.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان رومني قد ندد، خلال مقابلة مع موقع أكسيوس الإخباري، بطلب ترمب من أوكرانيا والصين التحقيق مع منافسه الديموقراطي المحتمل جو بايدن، كما شكك في شخصية ترمب وانتقد قراره "بالتخلي" عن الحلفاء الأكراد في سوريا.
وخلال الأيام الأخيرة أكد الديموقراطيون أنهم باتوا يراكمون عناصر الاتهام بهدف عزل الرئيس ترمب بفضل سلسلة من جلسات الاستماع في الكونغرس على الرغم من الرفض المتكرر للبيت الأبيض التعاون مع التحقيق.
واستأنف الكونغرس الثلاثاء الماضي عمله بعد أسبوعين من التوقف، وهي فترة استفاد منها النواب الديموقراطيون لدفع تحقيقهم حول الرئيس الأميركي قدما. وهم يسعون إلى تحديد ما إذا كان الرئيس استغل منصبه ليجبر كييف على التحقيق بشأن نائب الرئيس السابق الديموقراطي جو بايدن الذي يخوض المنافسة للترشح للانتخابات الرئاسية في 2020.
ودانت زعيمة تكتل الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي والمسؤول عن التحقيق في المجلس آدم شيف، في مؤتمر صحافي رفض إدارة ترمب تقديم وثائق للكونغرس.
ولم يمتثل نائب الرئيس الحالي مايك بنس ووزارة الدفاع وإدارة الميزانية في البيت الأبيض ورودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس، لطلب المثول أمام المجلس. وقال آدم شيف "هناك مزيد من الأدلة على عرقلة لعمل الكونغرس" من قبل إدارة ترمب.
ويأخذ البيت الأبيض على بيلوسي خصوصا عدم تنظيم جلسة تصويت بكامل أعضاء مجلس النواب لبدء هذه الإجراءات لاتهام الرئيس، خلافا لحالات سابقة سجلت في التاريخ الحديث (ريتشارد نيكسون في 1974 وبيل كلينتون في 1995).
وقال شيف "لسنا ملزمين بإجراء تصويت، وفي هذه المرحلة لن نجري تصويتا"، مستندا في ذلك إلى قراءة مخالفة للدستور.
تحقيق حول تداولات مشبوهة في البورصة
وفي سياق آخر، طلب أعضاء ديموقراطيون في الكونغرس من السلطات الأميركية فتح تحقيق في أنشطة متعاملين في البورصة للاشتباه بأنهم أقدموا على استثمارات عن سابق معرفة بقرارات ترمب.
وجاء هذا الطلب إثر نشر مجلّة "فانيتي فير" الخميس مقالة عن تداولات مشبوهة في الأسواق المالية على ارتباط بتصريحات أو قرارات لترمب أو لحكومته حول المفاوضات التجارية مع الصين أو مسائل أخرى جيوسياسية.
ووجه 14 عضواً في مجلس الشيوخ رسالة إلى وزير العدل بيل بار ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أبدوا فيها مخاوف حيال "المكاسب غير النزيهة" التي قد يكون حققها بعض المتعاملين في البورصة نتيجة "امتيازهم في الاطلاع على معلومات غير متوافرة للعامة من شأنها أن تحرك الأسواق".
وأشاروا إلى "احتمال" أن تكون هذه المعلومات نقلتها "مصادر حكومية" وقد تكون ولدت أرباحاً تصل إلى مليار دولار في البورصة، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
وأنشأ محللو مصرف "جي بي مورغان تشيس" الأميركي مؤشراً لقياس انعكاس تغريدات ترمب على الأسواق المالية. وأكدوا أنهم "وجدوا أدلة متينة" على أن التغريدات الرئاسية لها تأثير فعلي على الأسواق.