إتّهم رئيس أساقفة كانتربري بوريس جونسون وسياسيين آخرين بتأجيج "وضعٍ يشوبه الاستقطاب وقابل للانفجار" بما يتعلق بموضوع الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ووجّه جاستن ويلبي تحذيراً إلى النواب من الأحزاب كافة جاء فيه "من الخطير جداً إطلاق التعليقات غير المسؤولة" وسط حالة من التوتر الشديد الذي يعتقد أنه على صلة بارتفاع في نسبة جرائم الكراهية. وعبّر لصحيفة " ذا صانداي تايمز" عن صدمته إزاء تقليل رئيس الوزراء من أهمية مناشدة نائبة في البرلمان عن حزب العمّال له استخدام لغة معتدلة وهي أمر اعتبره جونسون مجرد "هراء".
وقال كبير الأساقفة ويلبي "إن التهديد بالقتل أمر خطير ويجب التعامل معه بجدّية.. في هذا الوقت المضطرب، يعتبر صبّ الوقود، مهما قلّت كميّته، على النار أمراً أخطر بكثير حالياً مما كان عليه في أوقات نعمَ فيها الناس بالأمان. من الخطير جداً الإقدام على هذا الأمر وسط وضع يشوبه سلفاً استقطاب شديد وقابل للانفجار".
وفي معرض نقاشه للجدال الساخن الذي شهده مجلس العموم خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي حين واجه جونسون نقداً لاذعاً بسبب تعليقاته، قال رئيس الأساقفة ويلبي إن نواب الأحزاب الأخرى استخدموا أيضاً "نسبة كبيرة من اللغة السيئة".
وأضاف "أعتقد أننا أصبحنا مدمنين على استخدام مقاربة مهينة ثنائية الطابع فيما يتعلق بالقرارات السياسية: ‘إما أن توافق على هذا أو أنك عدوي بشكل كامل‘.. كما كانت هناك عبارات تثير الاستفزاز الشديد تفوهت بها الأطراف كلها، تحت قبة البرلمان وخارجه، مثل ’خائن‘ و’فاشي‘ وغيرها من العبارات البالغة السوء التي استُعملها سياسيون رفيعو المستوى".
ودعا رئيس الأساقفة الذي كان يتحدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى التحرك من أجل رأب الخلافات داخل المجتمع البريطاني "كثير الإنقسام". وأتت هذه المداخلة في أعقاب كشف الشرطة عن ارتفاع عدد التبليغات عن وقوع جرائم كراهية خلال جلسات النقاش البرلماني حول ما سمّاه جونسون "مشروع قرار الاستسلام" القاضي بمنع تنفيذ بريكست من دون اتفاق. وهدد بعض الناشطين من اليمين المتطرف بإثارة الشغب في احتجاجات على القانون ونعتوا النواب الذين يدعمونه بـ " الخونة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، قال رئيس العمليات في "المجلس القومي لقادة الشرطة" إن ارتفاع نسبة جرائم الكراهية أخيراً "بدا وكأنه يتزامن وبعض النقاشات" في البرلمان، بعد توجّه كبار أفراد الشرطة بمناشدات متكررة إلى الشخصيات العامّة كي تستخدم خطاباً أكثر اعتدالاً.
وقال قائد الشرطة تشارلي هول في إحاطة صحافية أجراها في وقت سابق من الشهر الحالي "يمكن أحياناً تفسير ما يقال بأنه يعطي الإذن للناس كي يكسروا الحواجز المفروضة عادة. وهذا يؤثر على الناس.. نعلم جيداً أنّ بعض هذه النقاشات تصبح حادة لكننا نطلب من الناس وقت حدوثها أن يحترموا الآخرين ويتنبهوا إلى وقعها عليهم".
يُذكر أن النبرة العدائية بقيت عالية بعد تمرير "قانون بِن" الذي سماه جونسون بـ "قانون الاستسلام"، وتواصلت الدعوات المتناقضة المتعلقة بإجراء انتخابات عامة أو استفتاء "القول الفصل" من أجل حلّ الأزمة السياسية.
وتبنى متطرفون وصف جونسون للقانون بأنه " مشروع قانون استسلام" أو " قانون استسلام" وردّدوه، فيما عبّرت شخصيات معروفة مثل تومي روبنسون عن دعمها العلني لرئيس الوزراء.
وإتّهم جونسون السبت الماضي البرلمان "بأخذ البلاد رهينة" قبيل جلسة تصويت جديدة على إجراء انتخابات عامة.
وفي هذه الأثناء، أشار نواب من الأحزاب كافة إلى ارتفاع هائل في مستوى الانتهاكات منذ إجراء الاستفتاء على البقاء في الاتحاد الأوروبي، وتعرّض الكثيرون إلى المحاكمة بسبب إطلاقهم تهديدات بحقّ السياسيين.
وأشار هول إلى ارتفاع عدد التبليغات عن حصول اعتداءات بحق النواب خلال شهر سبتمبر الفائت، فيما زاد عدد النواب الذين التمسوا النصيحة الأمنية من جانب فريق الارتباط والتحقيق النيابي.
وتتحضّر الشرطة كذلك لمواجهة المزيد من الاحتجاجات حول تاريخ 31 أكتوبر (تشرين الأول) لكنها لفتت إلى "عدم وجود أية معلومات استخباراتية في الوقت الراهن" تشير إلى احتمال أن تكون الاحتجاجات مشوبة بالعنف.
© The Independent