في شمال غربي اليمن يتجه مئات الطلاب كل صباح نحو الأشجار والمساجد، هؤلاء الطلاب ليسوا في رحلة ترفيهية للدراسة خارج المدرسة، ولا يذهبون للمساجد للعبادة، بل يذهبون للدراسة هذه الأماكن أضحت مدارس بديلة عن المدارس التي تعرضت للتدمير والتفجير من قبل جماعة الحوثي.
أعداد كبيرة من الطلاب في مناطق الصراع بمحافظة حجة (شمال غربي اليمن)، وجدوا أنفسهم خارج العملية التعليمية مع مشاعر الأسى والحزن، لتعرض عدد كبير من مدارسهم للتدمير الكامل من قبل الحوثيين قبل تحريرها من قبل قوات الشرعية.
يدرس الطلاب تحت الأشجار في أجواء تهامة المشمسة ويتخذون من الأحجار مقاعد دراسية لهم، وجرت العادة على أن يذهب الطلاب باكراً إلى هذه الأماكن على غير ما اعتادوا عليه قبل اشتداد حرارة الشمس، ليعودوا إلى منازلهم في العاشرة صباحاً.
ليست المدارس المدمرة وحدها هي التي تقف أمام أحلام الأطفال في مواصلة تعليمهم، بل هناك مشكلات وعوائق أخرى، منها عدم توفر الكتاب المدرسي، وانقطاع رواتب المدرسين وارتفاع درجة الحرارة وقلة المدرسين من أبناء هذه المناطق، وبالرغم من كل ذلك، يأبى الأطفال الصغار إلا أن يواصلوا تعليمهم متحدين كل تلك الصعوبات.
ويعاني الطلاب عدم توفر المستلزمات المدرسية من كتب وأدوات مكتبية ناهيك عن عدم توفر فصول دراسية، كما أن المدرسين متطوعون منذ انقطاع الرواتب قبل أربع سنوات مع بداية الحر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأستاذ أبكر أحمد جعيدي أستاذ الصف الأول ابتدائي تحدث إلينا قائلا، "نحن نعاني أزمات وإشكاليات عند الطلاب الناشئين، المدارس تم تفجيرها من قبل الحوثيين، ولا كتب، ولا وسائل نقل، الطلاب يتلقون الدروس البسيطة تحت الأشجار لكن الوسائل السبورات والكتب والمدرسين غير متوفرة".
وأضاف، "الكتب التي ندرس بها الطلاب هي ممزقة واستخرجناها من تحت ركام المدارس التي تم تفجيرها ونصف الدروس ممزقة، نطالب الجهات المعنية بمنهج تعليمي وحل الاشكاليات ".
من جانبه قال الشيخ أحمد الحيراني، أحد شيوخ مديرية حرض الحدودية التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب اليمن)، إن الحوثيين فجروا سبع مدارس في المديرية، وأدى ذلك إلى انقطاع المئات من الطلاب عن الدراسة، مؤكدا أن أكبر مدرسة في المديرية وهي مدرسة المجد تعرضت للتفجير.
وتعرضت في وقت سابق نحو 18 مدرسة ما بين ثانوية وأساسية، إحداها مدرسة للبنات في مديرية حيران محافظة حجة للاعتداء على يد الحوثيين، منها أربع تم تدميرها بالكامل، على يد مقاتلي الجماعة قبل انسحابهم منها في أغسطس 2018.
ورغم انسحابهم إلا أن قذائفهم لا تزال تسقط بين الحين والآخر على سكان القرى هناك، ما أدى إلى توقف العملية التعليمية بشكل شبه كامل، بينما تستمر العملية التعليمية في أربع مدارس رغم الأوضاع الصعبة والعوائق.
وفي مقطع فيديو نشره مركز إعلامي تابع للجيش اليمني يظهر فيه عنصر حوثي وهو يناقش اثنين من عناصر الجماعة عن تفجير العبوات الناسفة عن بعد بواسطة جهاز لاسلكي، كما يظهر آخر وهو يشرح كيف فجر مدارس وخزانات مياه، وهو ما يثبت تورط الجماعة في تفخيخ منشئات مدنية وتفجيرها.
وسعت "اندبندنت عربية" للحصول على تعليق من قيادات حوثية في حجة اليمنية للتعليق على المادة المصورة المنسوبة إليهم لكنهم رفضوا التعليق.