مع بقاء ثلاث عشرة مباراة فقط هذا الموسم، يقود ليفربول حالياً مانشستر سيتي في صدارة الدوري الممتاز بفارق ثلاث نقاط.
في بداية الشهر الماضي، كان لليفربول فرصة لتوسيع الفجوة في القمة إلى عشر نقاط، عندما سافروا إلى ملعب الاتحاد، لكن بهدفي سيرجيو أغويرو وليروي ساني، تمكن سيتي من الفوز 2- 1، لُيعيد فتح سباق المنافسة على اللقب.
ومنذ ذلك الوقت، خسر سيتي المتخبط بنتيجة 2-1 من نيوكاسل في ملعب سانت جيمس بارك، وفشل فريق يورغن كلوب في الاستفادة من هذا التعثر، بالتعادلات المتتالية مع ليستر سيتي ووست هام.
وهل يعود توتنهام إلى المنافسة؟ قد يكون الأمر صعباً على توتنهام في ظل غياب هاري كين وديلي ألي، لكنهم فازوا بثلاث مباريات والآن يجلسون بخمس نقاط فقط خلف ليفربول المتصدر.
هنا، نُلقي نظرة على العوامل الخمسة التي يمكن أن تقرر نتيجة هذا السباق المثير.
رحلتان إلى أولد ترافورد
مانشستر يونايتد ما يزال من دون هزيمة تحت قيادة أولي جونار سولسكاير، حيث فاز في تسع مباريات من أصل عشر مباريات، منذ استقدام النرويجي بدلاً من جوزيه مورينيو كمدرب مؤقت.
ليفربول يسافر إلى أولد ترافورد يوم 24 فبراير (شباط)، في نهاية الأسبوع بعد مباراة الذهاب من الدور الربع النهائي لدوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ، ولذلك ليس من المفيد كثيراً أن يجلس سيتي الآن على بُعد ثلاث نقاط فقط في الدوري بفارق الأهداف، فإذا افترضنا أن كلا الطرفين سيفوز في نهاية هذا الأسبوع، فإن الهزيمة أمام يونايتد ستعطي سيتي الفرصة للارتقاء إلى القمة.
وفي الوقت نفسه، ينتقل سيتي عبر المدينة في 16 مارس (آذار)، في عطلة نهاية الأسبوع بعد مباراة الإياب ضد شالكه، ومن المؤكد أن الوقت أفضل للعب مع يونايتيد، لا سيما أنه كان بإمكانه بالفعل إنهاء دوري أبطال أوروبا في تلك المرحلة.
عُمق الفريق والإصابات
حتى الآن، حظي ليفربول بفرصة أفضل من مانشستر سيتي بسبب الإصابات هذا الموسم، بداية بـ كيفين دي بروين الذي بلا شك أفضل لاعب في سيتي وأهم لاعب، وخاض فقط عشر مباريات في الدوري الممتاز هذا الموسم، بينما كان الفريق بدون بينجامين مندي، وهو لاعب أساسي آخر.
ومع ذلك قد تنعطف الأمور، فحالياً ينُافس ميندي على العودة للتشكيل ضد إيفرتون وعاد دي بروين بشكل ثابت.
في الوقت نفسه، بدأ ليفربول يشعر بالضغط، ولديه حالياً ستة لاعبين مصابين، وفقط أرسنال (7) ووست هام (8) يفتقدون لاعبين أكثر، وقد امتد الأمر إلى الخط الخلفي مع ديان لوفرين المصاب في (أوتار الركبة)، وترينت ألكسندر أرنولد (الركبة) وجو غوميز (الكاحل).
كما أنهم يفتقرون إلى عمق تشكيل فريق مانشستر سيتي، أحد أغنى الأندية في العالم، فقد بدت مقاعد فريق ليفربول ضعيفة بشكل خاص في مباراة هذا الأسبوع مع وست هام، ببدلاء مثل ألبيرتو مورينو وديفوك أوريجي وكيرتس جونز ورافاييل كاماتشو.
التزامات سيتي بالكثير
من الواضح أن فوز بيب غوارديولا المثير للإعجاب واعتماده الدائم على تشكيلة ثانية، لا يعني سوى أنه ما يزال يشارك في جميع مسابقات الموسم، وهو أمر يمكن أن يعمل ضده في نهاية الموسم.
مانشستر سيتي الذي ما يزال يشارك في كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية، لعب بالفعل خمس مباريات أكثر من منافسه المباشر، ولديه مباراة نهائية في فبراير ضد تشيلسي، ويُحتمل أربع مباريات أخرى في كأس الاتحاد الإنجليزي، وهذا يقفز بمبارياته الإضافية إلى عشرة، وهذا دون أخذ دوري أبطال أوروبا في الاعتبار.
إد ماليون: أكبر تحدٍ يواجه مانشستر سيتي عندما يتعلق الأمر بالفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، قد لا يكون الدوري الممتاز على الإطلاق.
على فريق بيب غوارديولا أن يكسب فعلياً جميع مبارياته المتبقية في الدوري بطبيعة الحال، مع رحلة صعبة إلى إيفرتون ليلة الأربعاء هذا الأسبوع، ثم يتبعها سريعاً قدوم تشيلسي إلى ملعب الاتحاد.
وبعد مباراتين من التتابع القصير للمباريات، حيث يطارد سيتي المتصدر ليفربول، سيلعب ثلاث مباريات، في كأس الاتحاد الإنجليزي ضد نيوبورت، وفي دوري أبطال أوروبا ضد شالكه، ثم نهائي كأس رابطة أندية المحترفين في ويمبلي ضد تشيلسي.
مع لعب أربع مباريات في أربع مسابقات مختلفة، سيتذكر سيتي عدد الجبهات التي يُحارب فيها في الوقت الحالي، وبينما يمكنه تجاوز شالكه في أوروبا، فإن ذلك سيؤدي إلى إضافة مباراتين إلى جدول أعمال الفريق المزدحم.
في وقت لاحق من الموسم، قد يُثبت ليفربول أنه كان من الحكمة أن يودّع البطولات المحلية مبكراً حتى لو لم تكن هذه هي نية الفريق، وبالمثل فلو لم ينجح فريق يورغن كلوب في التصدي لنادي بايرن ميونيخ هذا الشهر، فمن الُمرجّح أن يصبح المرشح الأقرب أكثر للقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
شهر مايو
هذا الأسبوع، توقع بيب غوارديولا أن هذا السباق سيستمر حتى نهاية الموسم، وقال في مؤتمره الصحفي قبل مباراة الليلة ضد إيفرتون "أنا متأكد من أن الفائز سيحسم اللقب في آخر مباراة أو ربما قبل مباراتين".
وإذا كان فريقاً سيصل لهذه المرحلة أكثر راحة سيكون ليفربول الذي سيسافر إلى نيوكاسل المهدد بالهبوط في 4 مايو (آيار)، قبل أن يُنهي الموسم على أرضه أمام ولفرهامبتون الذي هُزم في الدور الأول بسهولة، في حين سيستضيف مانشستر سيتي نظيره ليستر سيتي قبل إنهاء البطولة برحلة إلى برايتون، كما يواجهون توتنهام في وقت متأخر من رحلة البطولة في 20 أبريل (نيسان).
مباراتا ديربي توتنهام في لندن
بالحديث عن توتنهام، فتعادل ليفربول المتتالي جعل فريق المدير الفني ماوريسيو بوكيتينو خلف ليفربول بخمس نقاط فقط، وبالنظر إلى كم الإصابات المؤثرة في الفريق اللندني يتضح لنا حجم الإنجاز.
هذا لا يعني أن فريق سبيرز عاد للسباق، فقد ظهر الفريق بصورة يائسة أمام فولهام، وأفضل قليلاً ضدّ واتفورد، واحتاجوا لهدف متأخّر من البطل العائد سون هيونج-مين ضد نيوكاسل.
فسواء كان توتنهام سيحافظ على نفسه وسط سباق اللقب أم لا، فذلك يعتمد إلى حد كبير على مباراتي ديربي لندن، في نهاية فبراير، وبداية مارس أمام تشيلسي ثم أرسنال على الترتيب.
© The Independent